أكد الدكتور أحمد زايد أن نجيب محفوظ يعد أديبًا عالميًا بكل المقاييس، وأن تأثير أدبه كان أيضًا عالميًا، مشيرًا الى أننا إذا أردنا أن نبحث في تأثيره في المجتمع المصري وفى عالمنا العربي، فعلينا أن نبحث في تصور نجيب محفوظ نفسه عن المجتمع، وأن نضع في الاعتبار خياله ورؤيته وفلسفته، باعتباره دارسًا لها.. وقال إن نجيب محفوظ نجح نجاحا كبيرًا في تصوير حياة المصريين، وقدم تصوراته عن الحارة المصرية بما فيها من صراع بين الخير والشر، والحب والكراهية، وكل العواطف التي تربط الرجل بالمرأة، وغيرها من المشاعر الإنسانية.
وأضاف دكتور أحمد زايد أن عبقرية أدب نجيب محفوظ تتبدى في نظره، كأستاذ علم اجتماع، في أن رواياته شخصت وأرخت لنشأة الطبقة المتوسطة في مصر، من خلال الحارة المصرية في "الثلاثية "مثلًا ، بل وفى تتبع تطور هذه الطبقة عبر عدة أجيال ، بل ورصد عدم تجانس أبناء هذه الطبقة ، لانتماء أفرادها الى إيديولوجيات مختلفة ، وقال إن رواياته أيضًا أطلقت أجراس إنذار ببدايات تشرذم الطبقة الوسطى وانتماء بعضها لتيارات فكرية متعارضة ، ظهر ذلك في "ثرثرة فوق النيل" وفى "ميرامار" مثلا .وطالب بالمزيد من الاهتمام من جانب علماء الاجتماع بأدب نجيب محفوظ، على اعتبار أن كل رواية من رواياته تعكس صراعات مجتمعية في زمن معين، فكل رواية هي رواية تاريخية. وقال إن عظمة أدب نجيب محفوظ في انه يجعلنا في حاجة الى المزيد من تأمل أنفسنا على اعتبار أننا أبناء الطبقة الوسطى.
وأكد د.محمد عفيفي أستاذ التاريخ أن الجانب التاريخي حاضر بقوة في أدب محفوظ لأنه ترعرع في الفترة الليبرالية بعد ثورة 19 ، لهذا بدأ رواياته بالروايات " الفرعونية "، وقال د. سعيد العلوى عميد كلية الآداب الأسبق بجامعة محمد الخامس بالرباط أن المجتمع كان حاضرًا وبقوة في أدب محفوظ ، نرى ذلك في الحارة ، وفى العوامة ، كما نلمس التصوف والروحانيات في أعماله ، وأضاف د. محسن الموسوي أستاذ الأدب العربي بجامعة كولومبيا انه وضع مؤلفًا تحدث فيه عن انفراط عقد الرواية العربية بعد نجيب محفوظ ، وقال أن تمرد الشباب ( في ذلك الوقت ) على أدب محفوظ انما هو في الحقيقة اعتراف باستاذيته ، مشيرًا الى أن أديب نوبل لجأ الى تجارب جديدة في أواخر عمره ليجاري الشباب ، وقال أن الغرب يأخذ عن أدب محفوظ عند دراسته للمجتمع المصري والعربي ، وهذا يؤكد عظمة أدب نجيب محفوظ.
مدير مكتبة الإسكندرية فى جناح مصر بمعرض أبو ظبى للكتاب:
إطلاق سلسلة جوائز باسم مكتبة الإسكندرية قريبًا
شارك الأستاذ الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور محمد سليمان؛ رئيس قطاع التواصل الثقافى بالمكتبة فى ندوة بجناح مصر التى تحل ضيف شرف على الدورة الثالثة والثلاثين لمعرض أبو ظبى الدولى للكتاب والذي يتخذ من أديب نوبل نجيب محفوظ شخصيته المحورية لهذا العام، أدار الندوة الناقد إيهاب الملاح، وذلك في حضور الدكتور احمد بهى الدين؛ رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.
تحدث الدكتور أحمد زايد خلال الندوة عن رسالة مكتبة الإسكندرية وأحدث مشروعاتها، وأكد علي أن مكتبة الإسكندرية مؤسسة لها تاريخها الذى يعد امتدادًا لرسالة المكتبة القديمة التى كانت معقلًا لأهم الفلاسفة والمفكرين فى عصرها، كما تناول بالشرح منهج الإدارة والعمل المؤسسى لهذا الصرح الثقافى الكبير، مشيرًا الى أنه لا مكان للطبقية أو الشللية، وأن القرب والبعد من متخذ القرار مرهون بأداء وانجاز العمل بمهنية.
وقال الدكتور أحمد زايد أننا نفكر فى العديد من المشروعات ونطرحها للنقاش، ولا نتخذ القرار إلا بعد مراجعته من كل الأطراف المعنية، ونستمع لكافة الآراء، وهناك مشروعات تم العدول عنها بعد مراجعتها، وأخرى تم تطويرها، مؤكداً علي سعى المكتبة الدائم إلي تنفيذ مشروعات تعكس حقيقة وصورة مصر عالميًا.
وقال الدكتور محمد سليمان أن مكتبة الإسكندرية أطلقت سلسلة تراث الإنسانية وصدر منها حتى الآن 50 عنوانًا بفكرة وتشجيع الدكتور أحمد زايد، كما أن المكتبة تسعي لإطلاق سلسلة من الجوائز القيمة تحمل اسمها، يُستهدف من خلالها المبدعين الصغار والقراء والشباب، كما أنه سيتم إضافة شق ذو بعد دولي للجوائز بما يتناسب مع قيمة ومكانة مكتبة الإسكندرية الدولية، مؤكداً علي أن العمل جارى على وضع اللمسات النهائية لإطلاق هذه الجوائز قريبًا.
ومن جانيه أكد الدكتور أحمد بهى على عمق الروابط والتعاون الثقافى بين هيئة الكتاب ومكتبة الإسكندرية علي الصعيدين المحلي والدولي، بما يعكس ثراء وتنوع وقوة وعظمة الثقافة المصرية، والدليل على ذلك هذه الندوة وغيرها التى يقدم فيها رموزنا الفكرية ثقافة مصر وتراثها الثرى .
جدير بالذكر أن مكتبة الإسكندرية تشارك مشاركة ثرية وكبيرة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذى تستمر أنشطته حتى 5 مايو المقبل ويقوم بتنفيذه مركز أبوظبي للغة العربية تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات .وتشارك مكتبة الإسكندرية بركن خاص في جناح مكتبات العالم، كما يشارك وفد رفيع المستوى من خبراء المكتبة في برنامج الفعاليات والأنشطة.