نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


نكسة تاريخية لتحالف ميركل في الانتخابات المحلية تعقد من مهمته في برلين




برلين - فريديريك بيشون - مني ائتلاف المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بعد ثمانية اشهر على فوزه في الانتخابات التشريعية، بنكسة انتخابية تاريخية على خلفية المساعدة موضع الجدل لليونان، ما يضعه في موقع الاقلية في الغرفة العليا (مجلس المستشارين) من البرلمان الالماني مهددا باعاقة عمله


المستشارة الالمانية انغيلا ميركل
المستشارة الالمانية انغيلا ميركل
وخسر تحالف الاتحاد المسيحي الديموقراطي بزعامة ميركل والحزب الليبرالي الديموقراطي الحاكم في برلين غالبيته في مقاطعة رينانيا شمال وستفاليا (غرب)، الاكبر عددا سكانيا بين المقاطعات الالمانية.

وهذه النتيجة التي تعكس استياء شعبيا من اداء الائتلاف الحاكم، تعني ايضا انه لم يعد بوسع ميركل الاستناد الى غالبية في مجلس المستشارين الذي يمثل المقاطعات ال16 في البرلمان الالماني، ما سيرغمها على البحث عن تسويات مع المعارضة الاجتماعية الديموقراطية.

وقال زيغمار غابريال رئيس الحزب الاجتماعي الديموقراطي مبديا ارتياحه للنتائج الانتخابية "انه تحول جيد بالنسبة لالمانيا لان جميع استطلاعات الرأي تشير الى ان الناس ارادوا وقف سياسة" الحكومة.

غير ان الحزب المعارض نفسه لم يحقق سوى 34,5% من الاصوات في رينانيا شمال وستفاليا بحسب النتائج الرسمية الصادرة في الساعة 00,20 تغ الاثنين، في اسوأ نتيجة يسجلها في هذه المقاطعة منذ خمسين عاما.

اما الاتحاد المسيحي الديموقراطي، فحقق اسوأ نتيجة له في المقاطعة في تاريخ الجمهورية الفدرالية، بحصوله على 34,6% فقط من الاصوات.

ووصف رئيس الحكومة المحلية المنتهية ولايته يورغن روتغرس (الاتحاد المسيحي الديموقراطي) الليلة الانتخابية بانها "مريرة"، مبررا هزيمة حزبه "بالخطوات الاولى التي اتخذتها الحكومة في برلين والوضع الصعب في اليونان".

ولم يحرز الحزب الليبرالي الديموقراطي سوى 6,7% من الاصوات، بعدما كان الفائز الاكبر في الانتخابات التشريعية في ايلول/سبتمبر حيث سجل نسبة تاريخية قدرها 14,6%.

وقال نائب المستشارة وزير الخارجية غيدو فسترفيلي رئيس الحزب "علينا ان نكون واضحين، لم ننجح في تحقيق هدفنا. انه انذار للاحزاب الحكومية".

وظهر حزب الخضر في موقع الفائز الاكبر بحصوله على 12,1% من الاصوات، فيما دخل حزب دي لينكي اليساري الراديكالي البرلمان المحلي بحصوله على 5,6% من الاصوات.

وعلى ضوء هذه النتائج، سيترتب على الاتحاد المسيحي الديموقراطي والحزب الاجتماعي الديموقراطي السعي لتحقيق تحالفات مع احزاب "صغرى" لممارسة السلطة، او حتى الدخول في "ائتلاف كبير"، ومن المتوقع ان تستمر المفاوضات بهذا الصدد اياما ان لم يكن اسابيع.

ويهدد سقوط الغالبية المحافظة والليبرالية في البرلمان بعرقلة الورشات الكبرى التي اطلقت وعود بشأنها خلال حملة انتخابات 2009، وفي طليعتها تخفيض الضرائب واصلاح القطاع الصحي، اقله في انتظار الاستحقاقات المحلية المقبلة عام 2011.

وكان للازمة اليونانية التاثير الاكبر على نتائج الانتخابات التي جرت بعد يومين من اقرار المانيا قروضا لاثينا بقيمة تزيد عن 22 مليار يورو على مدى ثلاث سنوات في خطوة تعارضها غالبية من الالمان.

وقالت باربرا ريدمولر استاذة العلوم السياسية في جامعة برلين الحرة "كان الناس قلقين جدا ولا سيما في الاسابيع الاخيرة، ولم تتخذ اي بادرة لطمأنتهم".

غير ان الصحف اشارت ايضا الى افتقار ائتلاف انغيلا ميركل الى الوضوح في خططه.

ولخصت صحيفة دي فيلت الوضع في افتتاحية الاثنين فكتبت "اثارة فكرة اقامة ائتلاف مع الخضر (على الصعيد الوطني) قبل التخلي عن الامر في اللحظة الاخيرة، التحالف مع الحزب الليبرالي الديموقراطي وتخفيض ضريبة القيمة المضافة على القطاع الفندقي قبل اعلان الحرب بشكل مفاجئ على +الرأسمال الكبير+، استهجان تقديم مساعدة اوروبية لليونان للتنازل في نهاية الامر بشكل يرثى له .. كل ذلك لم يلعب لصالح" المسيحيين الديموقراطيين.

ورأت صحيفة تاغستسايتونغ ان نتيجة الانتخابات هي "بداية نهاية" الاتئلاف موضحة ان "الحزب الليبرالي الديموقراطي لم يعد يناسب الحقبة الراهنة بدعوته الخاصة بالتخفيضات الضريبية وايديولوجيته المتصلبة المضادة للدولة".

واجمعت الصحف في تقييمها القاسي لهزيمة الائتلاف الحاكم فاعتبرته بمعظمها "هزيمة مزدوجة" للمستشارة سواء على مستوى سياستها الداخلية او على مستوى ادارتها للملف اليوناني.

ووصفت صحيفة بيلد نتائج الانتخابات بانها "زلزال سياسي" فيما اعتبرتها برلينر تسايتونغ "كارثة بالنسبة لانغيلا ميركل" معتبرة ان "تطلعات الشعب الكبرى حيال الحكومة الجديدة تحولت الى خيبات عميقة".

وتساءلت صحيفة بيلد في صفحتها الاولى "والآن ايتها المستشارة؟".

وكتبت صحيفة فرانكفورتر الغيمايني تسايتونغ ان الانتخابات المحلية كانت بمثابة انتخابات تشريعية صغرى+ هيمنت عليها مشاحنات داخل الائتلاف حول التخفيضات الضريبية وتعزيز الموازنة في برلين، كما هيمنت عليها بشكل متزايد في الآونة الاخيرة الغيوم السوداء المخيمة فوق اليونان والتي تحولت يوم الانتخابات الى عاصفة على اليورو".

ومقاطعة رينانيا شمال وستفاليا التي تضم مدنا كبرى منها كولونيا وبون ودوسلدورف ومنطقة رور الصناعية القديمة، تعد 18 مليون نسمة وقد دعي منهم 13,5% للادلاء باصواتهم في الانتخابات، ما يمثل خمس الناخبين الالمان

فريديريك بيشون
الاثنين 10 ماي 2010