نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


هآرتس: بشار الأسد هو ديكتاتور إسرائيل المفضل






ادعى الأسد الأب ومن بعده الابن المقاومة ضد إسرائيل. كان هذا الشعار أجوفاً، فهو كبوليصة تأمين تخدم النظام ضد أي مطلب من أجل الحرية والديمقراطية. يبدو الأمر غريباً، ولكن الجميع في إسرائيل يحبون الطغاة العرب، وعندما نقول الجميع نعني كل من اليهود والعرب. الديكتاتور المفضل لدى الجميع هو الرئيس الأسد. فكما ورث الأسد الابن النظام القمعي في سورية، وكذلك انتقلت محبة كل من اليهود والعرب لدكتاتور دمشق من الأسد الأب لابنه


في أعقاب الانتفاضة التي حصلت في الدول العربية، أكّد بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال أن الوضع في سورية مختلف، مضيفاً أن سورية ليست كمصر. وأكد أيضاً أن سورية ليست عرضة للانزلاق في وضع مماثل، لأنه كان في جبهة “المقاومة”، وينتمي إلى المحور المناهض للولايات المتحدة، والمعادي لاسرائيل.

حسنا، لقد كان الأسد محقاً، الوضع في سورية مختلف حقاً. النظام السوري هو أشبه بنظام صدام حسين البائد. إن كلاً من حزب البعث الذي حكم العراق وشقّه الآخر الذي لا يزال يحكم سورية الآن رفع عالياً أعلام الهوية الوطنية العربية. ولكن الشعارات شيء والواقع شيء آخر.

كان كل الكلام المعسول الأيديولوجي مجرد كلام…. يشكل حزب البعث في كل من العراق و سورية منصة سياسية لتكريس القبلية والاضطهاد العرقي.

في الواقع إن الوضع في مصر مختلف تماماً. إذا وضعنا جانبا الأقلية القبطية فإن المجتمع المصري متجانس دينياً وليس قبلياً على الإطلاق. إن رتبة الرئيس المصري مبارك، لم تتح له الاتكاء على عكاز القبلية العرقية، والجيش المصري هو أيضا مختلف عن الجيش السوري أو العراقي بشكل كلي.

على سبيل المثال، عندما غزت الولايات المتحدة العراق، انقسم الجيش العراقي إلى أجزاء قبلية وعرقية. خلع الجنود زيهم العسكري وانضم كل منهم إلى مجتمعه القبلي والعرقي. انضم صدام أيضاً لتلك الرموز القبلية، ولم يهرب من العراق بل اختبأ في المناطق المحمية جيداً من قبل رجال قبيلته. هذا هو ما يحدث في هذه المجتمعات، حالما اندلعت الحرب الأهلية في بلاد الأرز انحل الجيش اللبناني إلى مكوناته الاثنية واختفى.

صحيح أن سورية ليست كمصر. سورية أيضا مختلفة من حيث ثمن الدم المسفوك من قبل النظام السوري المستبد،. وتستند الحكومة السورية القبلية على القوة التي تمارسها الأجهزة الأمنية المحكومة من قبل رجال القبائل وحلفائهم المهتمين.

بطبيعة الحال، يُنظر دائما إلى النظام القبلي من هذا النوع على أنه حكم أجنبي. هذا النوع من الحكم يمكن أن يسمى الإمبريالية القبلية التي تحكم من خلال تشغيل الإرهاب الوحشي والقهر. وحكم الأقلية القبيلة هو مايؤكد هذا الأمر، كما هو الحال في سورية. لذلك يعد كل تقويض للحكومة تحدياً للهيمنة القبلية وخطرا على استمراريتها. نظام كهذا غارق بطبيعته في الدم حتى أذنيه.

ادعى كل من الأسد الأب والابن المقاومة ضد إسرائيل. كان هذا الشعار مجرد بوليصة تأمين تخدم النظام ضد أي مطلب من أجل الحرية والديمقراطية. لم تنبس الحكومة السورية “المقاومة” ببنت شفة على جبهة الجولان منذ عام 1973. وبدلاً من ذلك، فإن نظام “المقاومة” والذي كان ولا يزال على استعداد لمحاربة إسرائيل حتى آخر لبناني ثم لآخر فلسطيني اذا لم يف ذلك بالغرض.

بالرغم من وجود أصوات في اسرائيل تحدثت مؤخراً عن تأييد النظام السوري لحكم حماس الحالي في قطاع غزة، يخشى الكثير من الإسرائيليين هذه الأيام على مصير النظام السوري. ومايثير الدهشة أكثر أنه ليس اليهود فقط من يصلّون سراً لبقاء النظام في دمشق، ولكن كثيرين في الأحزاب العربية كذلك. فقد ذُهل زعماء هذه الأحزاب حين تم تجميد أصواتهم، ولم يثر أي احتجاج منهم ضد مجزرة النظام السوري بحق المدنيين.

توحد كل المنافقين اليهود والعرب على حد سواء….. يبدو أن الأسد يحظى بالدعم من كل حدب وصوب هنا، كما لو كان ملك إسرائيل.
------------------


ملاحظة: نشرت هذه المادة في صحيفة الهآرتس الإسرائيلية بتاريخ 29 آذار 2011..أي بعد أيام فقط من انطلاق الثورة السورية، تعيد السوري الجديد ترجمة هذه المادة نظراً لدلالاتها العميقة، سيما بعد 5 سنوات كاملة


هآرتس: ترجمة السوري الجديد
الجمعة 19 فبراير 2016