نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


هل تقهقرت زعامة ميشال عون المسيحية؟ مزاج جبل لبنان متطلب وحساس لمسألة السيادة




بيروت - حسن عبّاس – بعد ظهور نتائج الانتخابات البلدية في محافظة جبل لبنان، ذات الأغلبية المسيحية، وخسارة التيار الوطني الحرّ لعدّة مجالس بلدية كان يسيطر عليها، خرجت تصريحات كثيرة لأقطاب من تحالف 14 آذار لتقرأ النتائج كتعبير عن رفض الشارع المسيحي لخيارات عون السياسية وعلى رأسها تحالفه مع "حزب الله" واقترابه من سوريا وايران.


ميشال عون
ميشال عون
فقد رأى وزير العمل بطرس حرب "انه يبدو ان المزاج الشعبي في جبل لبنان متطلب لجهة السيادة والاستقلال ودور الدولة والشرعية في حماية المواطنين وحماية الأرض". واعتبر ان "هناك رسالة وجهت الى التيار الوطني الحر بان ليس هناك انسجام كامل بين توجهاته ومشاعر الرأي العام ما أدى الى ظهور خسارة" في تأييد الناخبين له، ملاحظاً أن "عدد ونسبة هذا التأييد يتجه باتجاه الانخفاض ما قد يستدعي لدى كل الأطراف السياسيين اعادة تقييم المواقف السياسية والمبادئ التي يلتزمون بها في محاولة انسجام مع توجه الرأي العام وأخذ مشاعر الناس في الاعتبار عند اتخاذ الموقف السياسي".

وكان حرب قد أشار غداة ظهور نتائج الانتخابات الى ان خيار الناخبين هو دعوة مباشرة الى اعادة النظر بالمبادئ التي تقوم عليها سياسة التيار الوطني الحر، "لعله يعود الى المبادىء التي قام عليها تحالف ثورة الارز والذي يتمسك بمفهوم السيادة الوطنية من الوجهة المبدئية وبمفهوم دور الدولة وسيادتها على اراضيها وحصرية مسؤولية الدولة في الدفاع عن امن الوطن بمؤازرة كل شعبه ومسؤوليتها عن سلامة مواطنيها".

من ناحيته، اعتبر عضو "كتلة المستقبل" النائب خالد زهرمان ان النتائج التي أفرزتها الانتخابات البلدية في جبيل وجبل لبنان تحتم على النائب ميشال عون اعادة قراءته السياسية، مشيراً الى ان الانتخابات البلدية في معظم المناطق تجري على قاعدة 8 و14 آذار، متجاهلاً واقع ان التحالفات الانتخابية التي حصلت اختلفت من منطقة الى أخرى وأنه تحالفت في عدد منها قوى تابعة لـ8 آذار مع قوى تابعة لـ14 آذار.

كذلك أشار رئيس "حركة التغيير"، عضو قوى 14 آذار، المحامي ايلي محفوض في بيان اصدره أنه "أظهرت الانتخابات تراجعاً فاضحاً في شعبية التيار العوني وهذا يدلّ على وعي الناس وإدراكهم لمهالك مواقف رئيس التيار الأخيرة، ولو لم يقبل تيارات وأحزاب وقيادات 14 آذار والمستقلين من الائتلاف مع عون لكان أمام مشهدية يمكن وصفها بالبكاء وصرير الأسنان". وفي قراءته لنتائج مدينة جبيل، أكذد أنه "في دائرة جبيل، التي يعتبر عون نفسه فيها ملكاً بنوابه الثلاثة، برز كلّ من القوات اللبنانية وفارس سعيد والكتائب والمستقلين أسياداً حقيقيين لنبض الشارع الجبيلي الذي أخرج عون من دائرة "الأمر لي".

كما لاحظ رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض ان انتخابات جبل لبنان، اسفرت عن نتائج واضحة "أكدت أن الانتخابات رغم خصوصيتها الإنمائية والعائلية، لكنها تفرز ايضاً اتجاه الرأي العام الذي يقول بوضوح انه مع الدولة وحماية لبنان عبر الدولة اللبنانية، وانه مع حصر السلاح بالدولة. وانطلاقاً من هذا، وجّه رسالة الى الجنرال ميشال عون تمنّى فيها "ان يؤخذ رأي الرأي العام في الاعتبار وخصوصاً من التيارات المسيحية، لأن الرأي العام المسيحي في جبل لبنان اعطى رسالة واضحة ومن الضروري ان تقرأ من القيادة وخصوصاً من قبل العماد ميشال عون".

وفي ذات الاتجاه سار عضو اللقاء الديموقراطي النائب فؤاد السعد. فقد اعلن في تصريح له "أن الناس تمردت على الواقع السائد فأهل السياسة والزعامات في وادٍ والمواطن في واد آخر، إذ بصراحة، الناس فقدت الثقة بالسياسيين وبالمبادئ السياسية عندما ترى هذه الزعامات تتنقل من مكان الى آخر وتبدّل في تحالفاتها".

واعتبر "أن نتائج الانتخابات البلدية افرزت واقعاً سياسياً جديداً وتحديداً على الساحة المسيحية من خلال التقهقر البلدي الذي مُني به العماد ميشال عون إذ لا يحق له ان يدّعي بأنه الزعيم المسيحي الأوحد"، مضيفاً أنه "لولا التفاهمات التي جرت في بعض المناطق لكانت الهزيمة العونية اكثر بكثير". ودعا العماد عون الى "ان يتّعظ ويحترم خيارات الناس بعيدا عن المكابرة والخطب الانفعالية والتهديد والوعيد فذلك لم يعد ينطلي على احد".

وكان منسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار النائب السابق فارس سعيد قد أكّد "أن ما حصل بالأمس في الدورة الأولى للإنتخابات البلديّة هو تأكيد على تمسك اللبناني بمبدأ العبور إلى الدولة على الرغم من رفض البعض إجراء الإنتخابات في وقتها تحت عناوين الإصلاحات"، لافتاً الى أن "الانتخابات البلدية مزيج من الطابع السياسي والعائلي، وبعض المناطق شهدت فرزاً سياسياً أكثر من مناطق أخرى نظرا لطبيعتها الإجتماعية".

ففي حديث ادلى به لإذاعة "صوت لبنان"، اعتبر سعيد أن زيارة النائب ميشال عون للوزير السابق جان لوي قرداحي، المرشح الخاسر عن رئاسة بلدية جبيلـ نهار النتخابات، كانت "نقطة الانطلاق لانقلاب المعركة من انمائية الى سياسية بامتياز وبذلك عبّر الجبيليون عن رفضهم للسياسة التي يمثلها عون".

وعلى العكس من هذا السيل من القراءات، رأى عضو كتلة "لبنان الحر الموحد" النائب إميل رحمة ان "العامل البلدي طغى على العامل السياسي في الانتخابات البلدية في جبيل، موضحاً ان الناس لم تنجرف في السياسة في تلك المنطقة بسبب العوامل العائلية". ولكنّه اعتبر ان منطقة الحدث، التي فازت فيها اللائحة المدعومة من ميشال عون، "شهدت معركة سياسية بإمتياز، فيما تجنبت العائلات هذه المعركة التي كانت مهمة، وجعلت "التيار الوطني الحر" ينتشي بهذا النصر".

حسن عباس
الاربعاء 5 ماي 2010