نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


هل معركة رئاسة مصر مسرحية هزلية... ؟ .. تراجع البرادعي عن الترشح بين المناورة والهروب




القاهرة - رشيد نجم - قالها خلال مقابلة صحافية واختفى، رمى قنبلته الصوتية وابتعد عن صدى كلماته، هكذا فعل الدكتور محمد البرادعي الذي كان منذ سويعات قليلة مرشحا محتملا قويا للرئاسة المصرية ، حالة من الحيرة انتابت وسائل الاعلام والمناصرين الذين اختلفوا بالتفسير المكلام "الذري" الصادر عن المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد قال خلال مقابلة مع البي بي سي انه لن لن يشارك في "مسرحية ديموقراطية هزلية" وقال انه لن يفكر في الترشيح الا اذا تغير الدستور، وانه من الافضل ان يقاطع الانتخابات الرئاسية العام المقبل بدلا من المشاركة في عملية يعتقد انها مصممة للابقاء على الوضع الراهن.


هل معركة رئاسة مصر مسرحية هزلية... ؟ .. تراجع البرادعي عن  الترشح بين المناورة والهروب
بعض المواقع الالكترونية ذات الشعبية الكبيرة نشرت على صفحتها الرئيسية الخبر بعنوان: البرادعي ينسحب من معركة الرئاسة، وموقع اخر نشر الخبر بعنوان البرادعي لن يترشح، بينما فضلت الكثير من الوسائل الاعلامية عدم الخوض بالتفاصيل ونقل الحديث كما هو حتى لا يقعوا بفخ التاويل والتفسير الخاطئ.

بعض الاعلاميين الذين تحدثوا الى الهدهد، قالوا ان البرادعي فضل الانسحاب الان مع ذروة شعبيته قبل ان يصاب باي انتكاسة خصوصا وان حظوظ نجاحه لو ترشح بعد تعديل الدستور هي اكثر من معدومة، فالشعب المصري وان كان تواقا الى التغيير، لكن التغيير الذي يتوقون اليه ليس في الاشخاص بل في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، والجميع مقتنع بان الاحوال المادية الرديئة للشعب المصري لن تحل بتغيير الاشخاص بل من خلال منظومة قرارات تنصف اصحاب الرواتب الصغيرة والفقراء.

سياسيا يقول احد الباحثين للهدهد بان البرادعي اقتنع ان رصيده السياسي متدني جدا، فداخليا الاقباط اعلنوها صراحة بانهم مع الرئيس مبارك ومن يختاره الحزب الوطني مرشحا للرئاسة، والاخوان المسلمون وان صدرت عنهم تصريحات تغازل البرادعي فبالنهاية بات الجميع عالما بالصفقة المبرمة مع النظام والتي خرجت من خلالها قيادات الصف الاول من السجن، اما الاحزاب اليسارية الاخرى فهي اجمالا لا تشكل اي فرق في الشارع لانعدام شعبيتها، وبالتالي فحسابيا المعركة خاسرة وستكون من يقوم بعملية انتحارية على مجموعة من الصخور، خصوصا وان النظام المصري الحالي يجهز حزمة من القرارات التي سيكون لها مردودا شعبيا ايجابيا، بدءا برفع الحد الادنى للاجور مرورا بالتامينات وصوصلا الى حل القضايا العمالية وقانون المعاشات الجديد، ولا بد من الاشارة الى انه وفي الوقت الحالي فان العلاقات المصرية العربية تشهد نوعا من الارتياح الكبير حتى مع قطر وسوريا اللتان تناكفان الرئيس مبارك في الكثير من الاحيان، فبشار ات الى القاهرة قريبا جدا لزيارة الرئيس مبارك، وتسري انباء عن انفراج كبير جدا مع قطر ستظهر بوادره قريبا جدا ايضا.

عربيا لا شك بان الرسالة التي وجهتها الكويت للبرادعي بعد ترحيل انصاره ليست فقط رسالة كويتية، بل هي رسالة عربية – خليجية، بانه كحركة سياسية داعية لتغيير النظام غير مرغوبة بل سيتم محاربتها بكل الوسائل، وهذا ما من الممنكن ربطه باحدى الدراسات الصادرة عن مركز ابحاث كندي (مركز أبحاث العولمة)الذي وصف البرادعي بإنه يمتلك القدرة على إحداث تغيير كبير فى مسار السياسة فى الشرق الأوسط، وفى حالة نجاح مجهوداته التى يقوم بها فى مصر ووقوفه فى وجه النظام السياسى، فإن أصداء هذا النجاح سيتردد صداها فى جميع أنحاء العالم العربى.
ولهذا السبب وحسب الدراسة دائما، "فإن كل الحكام المستبدين فى المنطقة يأملون فى أن يفشل البرادعى فى مساعيه لتحفيز الجماهير المصرية ودفعهم إلى العمل، خوفاً من أخطار ذلك على حكمهم".

وبالعودة الى الشارع المصري فقد سارت انباء عن عودة البرادعي الى اوروبا وتحديدا سويسرا، ووصف مقربون منه بان عملية تجهيز السفر لم تكن عادية في "فيلا الجيزة" المجاورة للاهرامات والتي يملكها البرادعي، بل كانت تدل على رحلة طويلة وليس مجرد زيارة قصيرة .

نسي البرادعي لفترة انه يعتبر "اجنبيا"، ونسي ربما طبيعة الانظمة العربية، بل نسي طبيعة الشعوب العربية، وغض النظر بل تظاهر بعدم رؤية انه حتى مناصريه كانوا يصلون لشفاء الرئيس مبارك الذي لا ينادى عليه الا بالـ "ريس"، اراد ان يجعل من نفسه عبد ناصر جديد، لكنه وحتى الساعة لم يتقدم بافكار جدية عن التغيير باستثناء تغيير المادة التي تجيز له بالترشح للرئاسة.





رشيد نجم
الجمعة 16 أبريل 2010