نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


هيثم المالح أمام القضاء العسكري والمخابرات السورية "تطرز" له تهما جاهزة لتعيده الى السجن




امستردام - نيكولين دن بور- أحيل الناشط الحقوقي السوري البالغ من العمر 78 عاماً، والحائزة على جائزة "خوزن" الهولندية لحقوق الإنسان، هيثم المالح إلى محكمة عسكرية في دمشق. وقد اعتقل الناشط والمحامي البارز قبل ايام من الشارع، من قبل عناصر الأمن السري السوري.


آصف شوكت المتنفذ الاول بالمخابرات العسكرية والقضاء العسكري
آصف شوكت المتنفذ الاول بالمخابرات العسكرية والقضاء العسكري
وكان المالح قد نال جائزة "خوزن" الهولندية قبل ثلاثة أعوام تقديراً لـ "جهوده الشجاعة من أجل حقوق الإنسان". واعتقد بعض المعنيين بأن الجائزة قد توفر له حماية معنوية من الملاحقة، لكن منظمة هيومان رايتس ووتش، ترى أن الجائزة الهولندية، قد تكون أحد الأسباب وراء اعتقاله.

هاتفه النقال مغلق، أما الهاتف الأرضي في مكتبه للمحاماة، فيرن دون أن يجيب عليه أحد. المحامي البارز هيثم المالح، كان دائماً حاضراً للرد على موكليه، أو على وسائل الإعلام، لكن اختفى عن الأنظار منذ حوالي اسبوع، ليتبين لاحقاً أنه قد اعتقل من قبل جهاز الأمن السوري. وقد مثل اليوم أمام المحكمة العسكرية في دمشق.
يعتقد السيد نديم حوري من منظمة هيومان رايتس ووتش أن المالح قد اعتقل بسبب ظهوره مؤخراً على تلفزيون بردى، المعارض الذي يبث من خارج سوريا. "لقد وجه انتقادات للحكومة السورية بسبب استمرارها في قمع الحريات وانتهاك حقوق الإنسان." على حد قول السيد حوري.

لا توجد حتى الآن لائحة اتهام رسمية ضد المالح، لكن السيد نديم حوري يتوقع أن "تختلق" السلطات تهماً من قبيل "المس بالوحدة الوطنية"، وهي التهمة المعتادة التي توجه للناشطين السياسيين والحقوقيين. واشار حوري إلى أن السلطات السورية تعتقل سنوياً مئات المواطنين، وتبقيهم في رهن الاعتقال، غالباً دون توجيه تهم محددة. وتستخدم السلطات قانون الطوارئ الساري في البلاد منذ عام 1963، وهو ما يفسر مثول هيثم المالح أمام محكمة عسكرية، وليس مدنية.

قبل ثلاث سنوات عبر هيثم المالح عن أمله بأن تمنحه جائزة خوزن الهولندية نوعاً من الحماية من الملاحقة في بلده. وفي أعوام الثمانيانات كان المالح قد قضى سبعة اعوام في السجون السوري. ويعلق في مكتبه للمحاماة نماذج من اعمال التطريز التي كان يقضي بها وقته الطويل في السجن، وأبرزها قطعة طويلة مطرزة بالخرز بعبارة "بسم الله الرحمن الرحيم" تتالف من 100 ألف خرزة.

"امر مثير للاستياء"، يقول السيد هاري بورخهاوتس، رئيس مؤسسة جائزة خوزن، معلقاً على خبر اعتقال هيثم المالح. وتمنح هذه المؤسسة سنوياً جائزة تكريمية لشخص أو منظمة تبذل جهوداً متميزة في مجال الدفاع عن الديموقراطية، والوقوف بوجه الدكتاتورية أوالتمييز العنصري. ومن بين الحائزين على الجائزة، الرئيس التشيكي السابق فاكلاف هافل، والسياسية الكولومبية التي تعرضت للاختطاف والاحتجاز لسنوا، انغريد بيتانكور. ولم يـُسمح للمالح في عام 2006 بمغادرة بلاده لتسلم الجائزة.
وقال السيد بورخهاوتس إنه كان يأمل أن تكف السلطات عن ملاحقة السيد المالح بالنظر إلى تقدمه في السن: "لا يمتلك النظام سبباً معقولاً لاعتقاله. إنه محامٍ بارز، ولم ييستخدم سوى الكلمات سلاحاً في نضاله من أجل حقوق الإنسان. لم يحدث أبداً أن دعا إلى العنف."

يقول السيد نديم حوري إن دمشق بدأت تنفتح على المجتمع الدولي. فالبلد الذي كان يـُنظر إليه باعتباره من أكثر البلدان انغلاقاً، أصبح يعتبر طرفاً اساسياً في محادثت السلام في الشرق الاوسط، ويفتح ذراعيه لاستقبال الدبلوماسيين والمستثمرين الأجانب. "لكن على الصعيد الداخلي لا يزال النظام منغلقاً على نفسه تجاه المجتمع. لا يزال هناك الكثيرون ممت يطالهم الاعتقال والسجن."



المحامي هيثم المالح
المحامي هيثم المالح
اعتقال المالح يجعل العشرات من المعتقلين السياسيين وعوائلهم، يفقدون الأمل، حيث كانوا يعولون على الجهود الاستثنائية التي كان يبذلها في الدفاع عن أولئك المعتقلين. يقول السيد نديم حوري، إن المالح "كان بمثابة شوكة في خاصرة السلطات السورية، بسبب معرفته الواسعة في المجل القانوني، وإصراره على استخدام جميع السبل القانونية المتاحة، مستفيداً من قدراته البلاغية، وحس الفكاهة الذي يتمتع به،في الدفاع عن ضحايا الاعتقالات السياسية."

يمكنني أن اتذكر شيئاً من حس الفكاهة هذا، فحين التقيته في مكتبه في دمشق قبل أكثر من عامين، قال لي هيثم المالح وهو يتكئ على كرسي مكتبه وفي يده كوب من الشاي، إنه "يحس بالأسف لأنه لم يعد لديه وقت لممارسة التطريز."

نيكولين دن بور- إذاعة هولندا العالمية
الخميس 22 أكتوبر 2009