نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


ورشة عمل لدراسة خطاب أوباما للعالم الإسلامي بعد عام على القائه




القاهرة - جاكلين زاهر - حثت ورشة عمل دعت إليها مؤسسة "عالم واحد" بالتعاون مع مؤسسة كونراد اديناور الألمانية التطورات التي حدثت بعد مرور عام على الخطاب الذي وجهه الرئيس الأمريكي باراك اوباما من القاهرة للعالم الإسلامى وحملت ورشة العمل عنوان "ماذا قال أوباما .. وماذا فعل أوباما".


الدكتورة منار الشوربجي : اوباما لن يضحي بمستقبله الساسي
الدكتورة منار الشوربجي : اوباما لن يضحي بمستقبله الساسي
وفي بداية الورشة التي عقدت مساء في أحد فنادق القاهرة قدم أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أمين الإعلام بالحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ، على الدين هلال مجموعة من العوامل والتفسيرات التى خلقت فى منطقتنا شعورا يترواح ما بين الإحباط وفقدان الثقة بشخصية أوباما خلال العام الماضي ، بعد أن كان الجميع يرونه "نبيا مخلصا".

وسرد أن أولى تلك التفسيرات ما يطرحه بعض المحللين من أن أوباما على المستوى الشخصى وان كان يملك الكاريزما فى التحدث إلى الناس واجتذابهم اليه الإ أنه ليس رجل دولة قادر على الحسم واتخاذ القرارات الصعبة ، فضلا عن قلة خبرته السياسية.

أما ثاني تلك التفسيرات فتقول إن اوباما كان صادقا فيما قدمه من وعود للعالم الإسلامي خلال خطابه ، إلا أنه اصطدم سريعا بتعقيدات الواقع الأمريكى من استمرار نفوذ المحافظين الجدد الذين يقفون له بالمرصاد وكذلك نفوذ اللوبى اليهودى بامريكا وبعض الجماعات الموالية له ، فضلا عن انشغال أوباما بالقضايا الداخلية كتمرير قانون التأمين الصحي ومشكلتي الإصلاح المالي والهجرة.

أما ثالث هذه التفسيرات فهو كما يؤكد هلال اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي والتي ستجرى في تشرين ثان/نوفمبر من العام الجارى وبالتالى فإن على اوباما ان يخاطب ويخطب ود كل القوى المختلفة ببلاده ليضمن استمرار سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس .

ويرى هلال ان الوضع الدولى بتوازنات القوى فيه يقدم لنا التفسير الرابع وكيف ان أولويات الرؤساء الأمريكان تتمركز في الحفاظ على موقع الولايات المتحدة فى قيادة العالم ولذا فهو يهتم بالعلاقات مع العملاق الصينى والقوى الصاعدة كالهند والبرازيل والاتحاد الاوربى ككتلة موحدة حتى يضمن ان لا يكون استمرار صعود هؤلاء المزاحمين خصما من الرصيد الأمريكى ، وبالتالي فإن اهتمام أوباما بالصراع العربي الإسرائيلي وباقي قضايا المنطقة لابد وان يكون محدودا من البداية.

أما التفسير الخامس والاخير فيقول إن العرب أنفسهم لم يساعدوا اوباما فى العمل والتحرك لحل مشاكلهم ، وهنا يلفت هلال لاستمرار الانقسام الفلسطيني الفلسطيني وإعطاء إسرائيل فرصة التحجج بأنه لا يوجد شريك فلسطينى تفاوضه فى ظل هذا الانقسام ، فضلا عن الانقسام العربي حيث تسير سوريا بمفردها فى طريق وقطر في طريق والسعودية ومصر في طريق آخر.

ولفت هلال إلى أن أوباما لم يحدث تغير جذرى فى سياساته الخارجية ولا تزال سياسات ادارة الرئيس الاسبق جورج بوش مستمرة ، فالموقف من إيران لا يزال كما هو ، والقوات الأمريكية لا تزال متواجدة بالعراق وأيضا التدخل بباكستان ، مشيرا إلى أن أوباما لم يف بوعده الخاص بإغلاق معتقل جوانتانامو ومحاكمة من فيه امام محاكم مدنية لا عسكرية كما يتم الآن.

واختتم هلال حديثه بالتأكيد على ان صورة الولايات المتحدة فى العالم الإسلامى لا يمكن ان تتحسن بعقد مبادرة هنا أو هناك أو بالتحسن في المستوى اللفظي للعلاقة فقط ، وأن التسميم في العلاقة بين الطرفين سيستمر طالما بقيت القضايا الجيو استراتيجية قائمة بدون حل وفى مقدمتها القضية الفلسطنية ، داعيا فى الوقت نفسه الشعوب العربية لإدراك كون أن اوباما رئيس أمريكى منتخب من الأمريكان وجل أولوياته هو الحفاظ على أمنهم القومي ومصالحهم ، وبالتالي فلن يقوم بحل مشاكل العالم العربى إلا إذا توافق حلها مع المصالح الأمريكية.

من جانبها ، رفضت أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة منار الشوربجى ما يتردد عن ان اوباما تراجع عن دعم الديمقراطية في العالم العربي ، موضحة أن إدارته قد تخلت عن سياسة سلفه الرئيس بوش والتى كانت تستخدم الديمقراطية والمطالبة بضرورة تحقيقها فى الوطن العربى كوسيلة لابتزاز الأنظمة السياسية فيه.

ولفتت الشوربجى للنهج الجديد الذى أعلنه أوباما بجامعة القاهرة والذى تنفذه ادارته حاليا فى الانفتاح مع كل القوى داخل بلدان المنطقة بل والاستعداد لقبول صعودهم للسلطة شريطة احترام التركيبة الإقليمية وحماية حقوق الأقليات.

وتساءلت الشوربجى كيف يمكن لأوباما أن يدفع ثمنا غاليا من مستقبله السياسى بمواجهة المحافظين الجدد وجماعات الضغط واللوبى اليهودى لمناصرة القضايا العربية والعرب بالأساس لا يهتمون ، منتقدة عدم مسارعة العرب للزمن للتفاعل مع ما قدمه اوباما من افكار ورؤى خلال خطابه وذلك عبر تقديمهم حلول تفصليلية أو مطالب محددة لمشاكلهم ومطالبته بالبدء فى التنفيذ خاصة وانه كان فى اوج شعبيته حينذاك. كما دعت العرب للتحرك الفوري للمطالبة بتنفيذ حل الدولتين لان ادارة اوباما قد تكون الادارة الامريكية الاخيرة التى تتمكن من تنفيذ هذا الحل قبل ان يبتلع الاستيطان كل الأراضى الفلسطينية.

واختتمت الشوربجى حديثها بالتأكيد على ان الموقف الذى اتخذته الولايات المتحدة من الاعتداء على اسطول الحرية وعدم ادانتها له هو موقف ستدفع ثمنه مستقبليا ، مطالبة بدعم الحركة المدنية التى برزت مع حادث اسطول الحرية والتى كشفت فضائح الاحتلال الإسرائيلى فى كل مكان وشجعت على مقاطعة بضائعه ، لافتة إلى أن حركة مدنية سلمية اخرى استطاعت فيما مضى ان تسقط نظام الفصل العنصرى بجنوب أفريقيا.

ودعا الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عمرو الشوبكى العرب للتخلى عن النظريات القديمة فى التعامل مع أمريكا سواء العزلة التامة المستمدة من افكار سياسية او دينية أو الاستسلام التام إيمانا بنموذجها أو اتقاء لشرها.

وطرح فكرة التفاعل النقدى التى استطاع الاتراك والبرازيل تحقيقها ، موضحا أن التفاعل النقدي يقوم على فكرة أن الجميع جزء من المنظومة العالمية وأن ما يتم اتخاذه من سياسات فى اى بلد يؤثر فى السياسة الأمريكية ، مشددا على أن تحقيق تلك القدرة على التفاعل النقدى تستلزم جهدا لا شعارات.

وتوقع الشوبكى أن تخوض تركيا معركة دبلوماسية مع الولايات المتحدة لضمان عدم اعتراضها على المطالبة بوجود لجنة تحقيق دولية فى حادث الاعتداء على أسطول الحرية ، وبالتالي سيكون هذا اختبارا لقدرة دولة اسلامية فى التأثيربعمق على المنظومة الدولية ، لافتا لوجود تعاطف فرنسى وبريطانى للمطلب التركى وقيام الاتراك بجهود حثيثة خلال الأيام الماضية للعمل على تحقيق ذلك المطلب.

وشدد الشوبكى على أهمية تلك المواجهة السلمية التى تخوضها تركيا مع إسرائيل ، واختلافها عن الأساليب التقليدية فى مواجهة الأخيرة عبر العمل العسكرى فقط ، لافتا فى الوقت نفسه إلى أن فشل تركيا معركتها الدبلوماسية قد يؤدى لتعزيزالبدائل بزيادة الدور الإيراني وحلفائه بالمنطقة.

جاكلين زاهر
الثلاثاء 8 يونيو 2010