نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


وفاة السياسي والدبلوماسي اللبناني غسان تويني "عملاق الصحافة اللبنانية والعربية"




بيروت - توفي الصحافي والسياسي والدبلوماسي اللبناني غسان تويني الملقب ب"عملاق الصحافة العربية" الجمعة عن 86 عاما، بعد اكثر من ستين عاما من العطاء الفكري والسياسي والنضال من اجل الحريات.


وفاة السياسي والدبلوماسي اللبناني غسان تويني "عملاق الصحافة اللبنانية والعربية"
وتحت عنوان "رحل.. فجر النهار"، اعلنت صحيفة النهار التي تملكها عائلة غسان تويني على صفحتها الاولى الجمعة، رحيل "عملاق الصحافة اللبنانية والعربية وعميد النهار ومعلم اجيالها المتعاقبة منذ تولى مبكرا مسؤولياته فيها وباني مجدها وصانع الق الكلمة والفكر النائب والوزير والسفير والدبلوماسي وصانع الرؤساء والعهود والسياسات في زمن مجد لبنان ومجد الرجال".

واعلنت الصحيفة ان مراسم دفن تويني ستقام السبت عند الساعة الثانية عشرة (9,00 تغ) في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت. ومنذ الجمعة توافدت الشخصيات والوفود الى كنيسة مار نقولا للروم الارثوذكس في الاشرفية لتقديم التعازي.

وتقدم هذه الشخصيات رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال بعد تقديمه التعازي "سيلتقي غسان تويني من افتقدهم في حياته وأحبهم، اما نحن فسنفتقده دائما لأننا كنا نحبه وانا احد هؤلاء. اعتقد ان ما تركه غسان تويني هو خالد، اعني بذلك صحيفة النهار".
من جهته قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في بيان ان "لبنان خسر بغياب غسان تويني علما من أعلامه ورمزا وطنيا اصيلا".

واشار ميقاتي الى ان "الراحل كان مثالا في الوطنية الصادقة، دافع عن لبنان في كل المحافل العالمية بدبلوماسية لا تهادن على الثوابت الوطنية" و"نادى بوحدة لبنان وشعبه ودافع بقوة عن صيغة عيشه المميزة وكان صاحب الأراء السديدة التي تجمع ولا تفرق".

وقال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ابرز اركان المعارضة، في بيان ان "لبنان من دون غسان تويني يخسر اشعاعا فكريا وثقافيا مميزا طالما تباهى به اللبنانيون حتى أصبح مثالا يحتذى في حرية التعبير والانفتاح والدفاع عن الديموقراطية والاستقلال والسيادة".واضاف "عزاؤنا الوحيد في غياب غسان تويني ان الحرية لن تموت وان النهار (...) مستمرة".

وكان غسان تويني الذي عاش مآسي عديدة في حياته الشخصية عنون الصفحة الاولى لجريدته غداة مقتل نجله الصحافي والنائب جبران تويني العام 2005 بسيارة مفخخة "جبران لم يمت والنهار مستمرة".
وقتل جبران في خضم الاغتيالات التي طالت بين عامي 2005 و2008 شخصيات سياسية واعلامية وامنية مناهضة للنظام السوري في لبنان.

ودعا غسان تويني يوم مأتم جبران الى التعالي عن الاحقاد والتسامح.
وقال عنه الوزير السابق والنائب الحالي مروان حماده "لقد غاب احد آخر ابطال حرية التعبير في لبنان وفي العالم العربي".

واضاف حمادة وهو شقيق زوجة غسان تويني الاولى ان الراحل "صنع من النهار الصحيفة المستقلة الكبرى في العالم العربي في وقت لم يكن احد يجرؤ خارج لبنان على كتابة سطرين لا يمجدان الحكام والانظمة الاستبدادية".
بدأ غسان تويني عمله الصحافي وهو في اوائل العشرينات في جريدة النهار التي اسسها والده العام 1933. وما لبث ان دخل المجال السياسي واصبح عضوا في البرلمان وكان في الخامسة والعشرين من عمره.

شغل مناصب وزارية مهمة. وكان مندوب لبنان الدائم في الامم المتحدة في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات في اوقات عصيبة تخللها خصوصا اجتياحان اسرائيليان.
وينظر الى غسان تويني على نطاق واسع على انه "عراب" القرار 425 الصادر عن مجلس الامن الدولي في 1978 والذي دعا اسرائيل الى الانسحاب من لبنان.
وفي بادرة ملفتة خص الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند غسان تويني بتحية مميزة واصفا الراحل ب"الرجل الحر".

وكتب الرئيس الفرنسي في بيان "احرص على الاشادة بذكرى هذا الصحافي الكبير والدبلوماسي اللبناني الذي كان الجميع حتى خارج لبنان يعترف بقدراته الفكرية ومهنيته، كما يشهد على ذلك النجاح الكبير لصحيفة النهار التي ساهم في جعلها واحدا من اجمل انجازات الصحافة اليومية العربية خلال العقود الاخيرة".

واضاف "على رغم المحن المأسوية التي رافقت عائلته، بقي غسان تويني رجلا حرا وبقي دوره دور مواطن ملتزم خدمة لبنان، متصالح مع نفسه وديموقراطي".
وخلص هولاند الى القول ان "فرنسا التي كان غسان تويني تربطه بها صداقة قديمة وعميقة وصادقة، تشعر بأسى لفقدانه".

بدوره اعرب وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس عن "تأثره" و"حزنه" لوفاة تويني".
وقال فابيوس في بيان ان "غسان تويني، الشخصية اللبنانية المرموقة، كان علما كبيرا من اعلام الصحافة اللبنانية. فقد جعل من صحيفة النهار التي اسسها والده مؤسسة ومرجعية صحافية في كل انحاء العالم العربي".

واضاف ان تويني "السياسي، ناضل بشغف من اجل سيادة بلاده، بصفته نائبا ووزيرا ومندوبا للبنان في الامم المتحدة التي كان فيها واحدا من صانعي القرار 425" الذي انشئت بموجبه القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان (اليونيفيل).
ووجه فابيوس "تحية" الى غسان تويني "الفرنكوفوني الكبير ورجل الادب والثقافة الذي يجسد التنوع ورسالة لبنان".

وقال وزير الثقافة السابق طارق متري المقرب من الراحل لفرانس برس "خسرنا شخصية مارست السياسة المترفعة عن النزاع على السلطة، السياسة التي تتمحور حول الخير العام والتي يوجد بينها وبين الثقافة ارتباط حميم".
فقد غسان تويني ابنته نايلة وهي في السابعة بمرض السرطان، وما لبثت ان لحقت بها زوجته الشاعرة ناديا تويني بالمرض نفسه.

بعد ذلك بسنوات، قضى نجله مكرم في حادث سيارة في فرنسا. ووصف غسان تويني غيابه ب"الكارثة الثالثة في حياتي".
الى ان كانت "كارثة" مقتل جبران، ولده الاخير. ورغم كل الالم، وافق غسان تويني، تحت ضغط محبيه والاوساط الشعبية المؤيدة لعائلته على الحلول محل ابنه تحت قبة البرلمان، مشيرا الى انها المرة الاولى التي يخلف فيها الوالد اولاده.

قبل ثلاث سنوات، توقف غسان تويني عن كتابة افتتاحيته في جريدة "النهار" بسبب العجز والمرض.
لغسان تويني مؤلفات كثيرة ابرزها "اتركوا شعبي يعيش" وهو عنوان خطاب القاه في الامم المتحدة خلال الحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990)، و"حرب من اجل الآخرين".

ا ف ب
الجمعة 8 يونيو 2012