تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


أزميرالدا.. عتمة الحجر الأخضر .. نص وجداني من ناصر الظاهري




نادرا ما يبدع كتاب الأعمدة اليومية نصا وجدانيا فالمشاكل اليومية للناس والطرقات والخدمات لا تعطيهم ولا تسمح لهم أحيانا بذلك الترف الإبداعي لكن الكاتب ناصر الظاهري صاحب العمود المميز بجريدة الاتحاد الاماراتية يحرص في فترات متفرقة على الكتابة الوجدانية ومن جديده على هذا الصعيد نص "أزميرالدا ..عتمة الحجر الأخضر " التالي :


الكاتب ناصر الظاهري
الكاتب ناصر الظاهري
كنا عائلة صحفية تتقاسم أشياءها.. وغداءها المتأخر قليلاً في المطعم الإيطالي المنزوي.

كنا نتقاطر عليه حين يكون هناك فرح أو حزن أو شيئ يوجع القلم.

كانت أزميرالدا تستقبلنا بابتسامة شبه طفولية، وبضحكة غير مكتملة، وبرائحة الصابون تخترق قميص العمل الأبيض، وبشعر فيليبيني يوحي دوماً بالسواد والبلل.

كانت تعرف الزاوية، وتعرف الواصلين، وتعرف عدد الكراسي، وتعرف ما يطلبون.

كنا نضاحكها، وكانت هي تخبرنا عن فحوى بعض رسائلها المتجهة جنوب الشرق.

كانت بعض الزميلات يتغامزن من بهجة فحولية يبديها بعض الزملاء غير المحترمين.

أزميرالدا كانت تضحك لهم ضحكتها غير المكتملة، وتخبيء أسنان الخجل، وتتحدث عن زوجها المرابط بانتظار شهريتها.

بعض الزميلات كن يغرن من وضاءة وجه أزميرالدا، ذاك الذي يشبه ثمرة درّاق ساعة النضج، لا يمكنك أن تمسح مساماته الرطبة دون أن تجرحه بحمرة بائنة.

كنا نقضي بضع ساعات قبل أن تغيبنا المدينة، أو ينتهي فاصل عمل أزميرالدا،

تاركين لها شيئاً يمكن أن يسد خدمتها الحميمية.

مضت سنوات ثلاث بخيرها لم نحسبها، كنا نرى فيها أزميرالدا بين الحين والظهر.

وفي يوم لم تكن أزميرالدا واقفة عند الباب تستقبلنا، فقلنا:

- إجازة أحد القديسين الفيليبينيين، ذهبت للكنيسة.

- يمكن أن سافرت إلى زوجها المرابط، وعائلتها في القرية البعيدة.

- ربما انتقلت إلى مطعم آخر، سنتبعها في المدينة.

قطع حديثنا النادل الهندي هزيل البنية، بنفضة كلامه المعتادة، أزميرالدا في المستشفى.

خجل بعض الزملاء وأعتقدوا أنها أمراض نسائية، الزميلات أربكن النادل الهندي بأسئلتهن التفصيلية.

أزميرالدا تعاني من فشل كلوي.. لم نصدق وأمتحّنا أنجليزية النادل الهندي، فهز رأسه.

فجعنا: - أزميرالدا ما زالت صغيرة تحبو بكسل نحو الثلاثين.

- كانت متعافية، ولا تشكو إلا من تدفق دم المرح في وجهها.

كان غداؤنا ذاك اليوم مرّاً، وكان وقت مكوثنا أقصر.

كانت أزميرالدا في مهجعها تصلها تحياتنا وورد أصفر، وتصلها أشياء تجبر النفس لا عن خدمتها، بل عكازتها لتصل بلدها، ولا ينكسر العمر الصغير، ولا تكبر.

عامان، وأخبار كانت في بدايتها متدفقة، سرعان ما خبت عن أزميرالدا كان ينقلها لنا النادل الهندي بنفضة كلامه المعتادة.

غابت العائلة الصحفية، وتغيرت بعض ملامح المدينة، وذهب الرفاق في مشكلاتهم الجديدة، وما عدنا نحضر لذاك المطعم الإيطالي المنزوي.

بالأمس.. سمعت أن أزميرالدا وصلت مدينتها، وأنها بصحة أقل، وبوزن أقل، وبسمرة مسحت بياضها بشكل أقل، أستقبلتنا كأصدقاء، ولكن بعدد أقل، فرحنا ومزحنا، ولكن بضكة اقل
--------------------------
عن الاتحاد الاماراتية

ناصر الظاهري
السبت 23 أكتوبر 2010