تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي


أشياء يحمر منها الوجه ...... عاملة نظافة بولندية تؤلف كتابا عما رأته من قذارات في مخادع الألمان




برلين - أنتونيا لانجه - عندما تأتي عاملة النظافة البولندية يوستينا بولانسكا إلى أحد المنازل الألمانية فإنها تسارع إلى رص أدوات المطبخ المتسخة وجمع الملابس الداخلية التي ألقى بها أصحاب البيت جانبا بعد ارتدائها


عاملة النظافة ترى ما خلف الواجهة البراقة للناس
عاملة النظافة ترى ما خلف الواجهة البراقة للناس
إن مهمة يوستينا هي إعادة كل شيء في المنزل إلى حالته الأولى من النظافة والجمال بدءا من غرفة النوم إلى المطبخ.

ولكن ما تراه يوستينا في هذه البيوت ربما احمر له الوجه خجلا. ألفت الخادمة البولندية كتابا عما عايشته و وضعت له عنوان:"تحت أسرة ألمانية" بفتح الألف وكسر السين في كلمة "أسرة".

وتقول "بولانسكا" في كتابها إن هذا الاسم مستعار ولكن اسمها الأول حقيقي وإنها رفضت الإفصاح عن اسم عائلتها الحقيقي حفاظا على عملها لأنها تعمل بشكل غير رسمي "أسود" ومنذ 11 عاما.

وحسب دراسة لمعهد الاقتصاد الألماني "أي دابليو" فإن 95% من العمالة المنزلية في ألمانيا تعمل بشكل غير رسمي وفي نحو أربعة ملايين منزل وشقة وذلك على الرغم من قدرة أصحاب هذه الشقق والمنازل في بعض الأحيان على دفع أجر هذه العمالة بشكل رسمي ومن بين زبائن يوستينا مديرون وقضاة ومحامون.

إذا صدقنا ما جاء في كتاب البولندية يوستينا البالغة من العمر 31 عاما فإن بعض الألمان الذين تعمل لديهم يفتقدون للحياء أكثر مما يفتقدون للمال.

تقول يوستينا إنها رأت تحت فراش الألمان أشياء لم تكن تتخيل وجودها هناك مثل بقايا طعام وضمادات طبية بل وجثث لحيوانات الأقداد القارضة التي تشبه الفئران.

ويذكر كتاب يوستينا من ناحية المبدأ بالكتاب الذي ألفته محصلة في أحد المتاجر في فرنسا والذي تحدثت فيه عن معايشاتها الغريبة لتضع بذلك مرآة أمام المجتمع الفرنسي ليتعرف على نفسه بشكل أوضح.

وترى يوستينا التي جاءت إلى ألمانيا ونزلت ضيفا لدى إحدى العائلات لتعلم اللغة بعد أن أتمت تعليمها الثانوي أن "المظهر خداع في كثير من الأحيان" مضيفة:"كان تصوري عن الألمان أنهم نظيفون ومنظمون.. ولكن ذلك لم يكن صحيحا دائما.. فالكثير من الألمان يمتلكون سيارات فارهة ولكن الوضع داخل هذه السيارات يشبه الوضع في حظيرة الخنازير.. وجدت لدى بعض الزبائن سراويل داخلية تحت المنضدة، ألا يرون ذلك شيئا مخزيا لهم؟".

وحسب الدراسة المشار إليها عاليه فإن 80% من الألمان الذين يشغلون عاملات نظافة بشكل أسود لا يشعرون بتأنيب الضمير جراء هذه المخالفة القانونية الواضحة "فالكثير منهم يرون أنه ليس من حق الدولة التدخل في الشئون المنزلية لمواطنيها" حسب الأستاذ دومينيك اتش انسته بمعهد الاقتصاد الألماني.

وتقدر الأموال الضائعة على خزانة الدولة جراء العمل الأسود بنحو 150 مليار يورو سنويا. ويعتقد الأستاذ اتش انسته أن برلين وحدها بها نحو 200 ألف منزل يشغل عاملات نظافة بشكل غير مسجل.

ولكن يوستينا لا تجد في ذلك غضاضة وتنوي الاستمرار في العمل الأسود وتقول إنها تحصل على 1500 إلى 2000 يورو شهريا مقابل العمل 40 ساعة أسبوعيا وتضيف:"لا أشغل نفسي كثيرا بأية فواتير أو حسابات".

وتؤكد يوستينا المتزوجة من إيطالي أن زبائنها لا يسهلون عملها دائما "فالكثير منهم يخلع ملابسه أمامها".

وتشير يوستينا إلى أنها تعاني في كثير من الأحيان عندما تنشر إعلانا تبحث فيه عن عمل كعاملة نظافة "فالكثير من الألمان يتصلون بي ويطلبون مني أن ألاطفهم جنسيا معتقدين أني سأقبل كبولندية أي مبلغ يعرضونه علي مقابل أي شيء يطلبونه مني.. لماذا يفعلون ذلك؟".

والحقيقة أن البولنديات يفضلن العمل في ألمانيا "فلم أر مستقبلا لي في بلدي بولندا" حسبما أوضحت يوستينا التي أشارت إلى أن أخواتها وأمها لحقن بها وعملن في النظافة في ألمانيا "لأن نفس العمل ليس مجديا في بولندا، فأجر العمل ضئيل للغاية".

وطالما سئلت يوستينا عما إذا كانت تنوي العمل في النظافة دائما وهو ما يغضبها في كل مرة قائلة إن لديها بالطبع أحلاما أخرى وإنها تريد العمل كمزينة لأوجه النساء أو مواصلة الدراسة ولكنها تنوي الاستمرار في النظافة لمدة معينة.

وعن عملها في نظافة البيوت تقول يوستينا:"ربما لم يكن هذا العمل نموذجيا ولكني أتكسب به مالا جيدا.. كما أني أستمتع بأدائه.. فلا أحد يرى ما أراه.. فعاملة النظافة تنظر خلف الواجهة".

أنتونيا لانجه
الثلاثاء 18 يناير 2011