تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


أول انطولوجيا للقصة الجزائرية باللغة الفرنسية تنفض الغبار عن أسماء مستعارة و كتاب معارضين




الجزائر-انشراح سعدي - "مدار الغياب" أول انطولوجيا للقصة الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية الصادرة عن منشورات البيت أعدها الكاتب الصحفي سعيد خطيبي ، وتضمن الإصدار الجديد ترجمات لأهم الأسماء الأدبية التي كتب القصة القصيرة الجزائرية باللغة الفرنسية خلال الثلاثين سنة الماضية .


مولود فرعون كتب بالفرنسية ليقول للفرنسيين لست فرنسيا
مولود فرعون كتب بالفرنسية ليقول للفرنسيين لست فرنسيا
وقد عمل صاحب الانطولوجيا على نفض الغبار على مجموعة من الأسماء غابت أعمالها عن القارئ الجزائري أمثال ربحي الزهرة المعروفة باسم "صفية كتو" التي عملت مدرسة ثم صحفية بالإذاعة ووكالة الأنباء، نشرت قصائدا وقصصا في الصحف والمجلات، وتوفيت في اوخر الثمانينات منتحرة مخلفة وراءها مجموعة قصصية باللغة الفرنسية تحت عنوان " الكوكب البنفسجي" ولم تكن الوحيدة التي استخدمت اسما مستعارا فهناك كوكبة ممن لجأت الى الكتابة باسماء مستعارة آخرهم الكاتب الذكر المعروف بالاسم النسائي ياسمينة خضرا.
وافرد فصلا صاحب مدار الغياب لرشيد ميموني الذي ظلّ معارضا شرسا طيلة حياته للنظام الجزائري ولم يكرم إلا بعد 11 سنة من رحيلة من طرف وزارة الثقافة الجزائرية ،إذ عاش ميموني بعيداً عن بلده، وغريباً حين أقام فيه رغم أن رشيد ميموني اسم كتب من ذهب في الذاكرة الجزائرية.
ميموني الذي ولد في قرية «بودواو» غير بعيد عن العاصمة الجزائرية في 20 نوفمبر 1945، يجسّد حياةً نموذجية لكاتب جزائري، فهو سليل عائلة فلاحيه، قد فرض عليه الاشتغال صغيرا في زراعة التبغ مع والده. تجربة عانى منها كثيرا وطالما عاود الرجوع إليها في كتاباته. روايته الأولى «الربيع لن يكون إلا أجمل» صدرت سنة 1978 بعد ثلاث سنوات من الانتظار في المطبعة، قيل يومها أن الرجل يسيء لصورة البلد!،بعد ذلك جاءت روايته الأكثر شهرة «النهر المحوّل» التي نشرت في فرنسا بعد حكاية انتظار جزائرية طاولت السنين الثلاث أيضا. الرواية التي تشبه تفاصيلها حياة رشيد حقّقت لمؤلّفها شهرة كبيرة بالإضافة إلى أكثر من خمس طبعات. فرنسا بمهاجريها الجزائريّين ونخبتها المثقّفة صحت على سوء ما اقترفته يداها وخلّفته وراءها في بلد المليون شهيد، ما أثار غيظا لا حدود له في باريس.
الصحفي سعيد خطيبي رفع صيغة الغياب عن رشيد ميموني الذي كان معارضا يساريا شرسا، ضد نظام الثمانينات وضدّ الأصوليّين في آن واحدٍ، ووصل الأمر إلى حدّ تعليق الإرهابيّين لصوره على الجدران العمومية بداية التسعينات بصيغة «مطلوب رأسه»، في تهديد علني بالقتل. رغم هذا رفض رشيد أن يغادر بيته، وصمّم على البقاء لآخر لحظة، وحتى عندما اغتيل صديقه الأعز الكاتب الصحافي الطاهر جاووت، بقي الرجل واقفا وخطّ في مقدّمة روايته «حزن للعيش» إهداءً مازال يرنّ في سمع الساحة الثقافية الجزائرية «إلى صديقي المغتال بيد حلواني بأمر من جزّار سابق...الصديق الطاهر جاووت»، وما أصعب أن يغتال الكاتب بيد أمّي وفتوى جزّار!
ومن بين الأسماء التي كانت ومازلت تثير الجدل حول الرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية هي رواية " نجل الفقير " التي صنفها النقاد سنة 2006 كاحسن عمل روائي مكتوب باللغة الفرنسة لصاحبها مولود فرعون الذي عرف بمقولته الشهيرة "أكتب بالفرنسية، وأتكلم بالفرنسية، لأقول للفرنسيين، أني لست فرنسيا" اذ عاد هذا الروائي إلى الواجهة بعدما صنّف نقاد في الجزائر، رواية "نجل الفقير" أهم عمل روائي جزائري، وأشاد مختصون بما حملته "نجل الفقير" من تميز دفع كبرى دور النشر عبر العالم تتهافت على ترجمتها إلى 25 لغة عالمية نظرا لجملة الأفكار والقيم الإنسانية الرائعة التي تضمنها.
إذ قدّم فرعون من خلال "نجل الفقير" باكورة روائية متفردة أبدع في نسج فصولها بأسلوب بسيط ينم بحسبه عن عمق إنساني كبير،قارب فيها المعاناة الجزائرية تحت ظلام الاحتلال الفرنسي، والمحاولات العديدة لطمس هويته، يظهر فرعون كمثقف سئم من فرنسا التي ظلت تدير ظهرها للسكان الأصليين، لذا أبرز الكاتب التزامه رفقة مواطنيه بفكرة الاستقلال.
تدور أحداث الرواية التي نشرت بعد نحو 66 سنة من كتابتها ( كتبها مولود فرعون عام 1939 )عقب نهاية "معركة الجزائر" الشهيرة شتاء العام 1957، حول مدير مدرسة جزائري يغادر الريف ويستقر في الجزائر العاصمة حيث عٌُيّن مديرا لمدرسة بحي شعبي، يتعرف على مُدرّسة فرنسية تدعى فرانسوا، لتتشعب الرواية في سياقات غير منتهية عن الهوية والأنا المستقل والإستيلاب.
مولود فرعون الذي اغتيل من طرف منظمة الجيش السري الفرنسية المتطرفة في 15 مارس، ترك ورائه مؤلفات عديدة، بينها" أيام قبائلية، أشعار سي محند، فضلا عن أربع روايات" نجل الفقير، الذكرى، الدروب الوعرة، والأرض والدم".
جاء في مقدمة الكتاب التي تسرد تاريخ كتابة القصة القصيرة باللغة الفرنسية في الجزائر"يعتقد الكثيرون خطأ أن الأدب الجزائري، المكتوب باللّغة الفرنسية، وليد مرحلة متأخرة، تعود إلى مطلع الخمسينيات، خصوصا عبر نصوص مولود فرعون، وأهمّها رواية "جل الفقير" أو نصوص عائلة عمروش، المكوَّنة من الأم الروائية فاطمة آيت منصور صاحبة الرواية البيوغرافية :قصَّة حياتي"، البنت القاصة مارغريت، صاحبة "الياقوتية السوداء"، والابن الشّاعر جون موهوب صاحب "الرفاة".
إلا أنَّ مصادر تاريخية موثَّقة أخرى تؤكد أن بدايات هذا الأدب كانت متناثرة على صفحات الجرائد والمجلات، خلال العشريتين الأخيرتين من القرن التاسع عشر،حيث يذكر الباحث والناقد عبد القادر جغلول أن أوَّل قصَّة قصيرة جزائرية تعود إلى عام 1883.

انشراح سعدي
الاثنين 9 نوفمبر 2009