نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل

من نطنز إلى صعدة: مواد القنبلة في قبضة الوكيل

24/07/2025 - السفير د. محمد قُباطي

في كذبة الوطنية السورية

21/07/2025 - غازي دحمان


اسوأ المخاوف تتحقق بتدمير اشهر معبد بتدمر السورية




تدمر - عزز تدمير معبد بل الذي بينته صور التقطتها اقمار اصطناعية المخاوف حول مصير مدينة تدمر الاثرية الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف، في اعتداء اعتبرته الامم المتحدة "جريمة لا تغتفر بحق الحضارة" الانسانية. واثار تدمير المعبد الذي احتل العناوين الرئيسية في الاعلام الدولي ردود افعال غاضبة، وهذا بالضبط ما كان يسعى التنظيم لتحقيقه، بحسب خبراء


 . ودانت منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) الثلاثاء قيام تنظيم الدولة الاسلامية بهدم معبد بل في تدمر بوسط سوريا واعتبرته "جريمة لا تغتفر بحق الحضارة" الانسانية. وعبرت مديرة اليونيسكو ايرينا بوكوفا في بيان عن "عميق حزنها" معتبرة "هذه الجريمة لن تمحو 4500 سنة من التاريخ". واضافت "انه لأمر اساسي ان نشرح التاريخ ومعنى معابد تدمر. كل من رأى تدمر سيحتفظ للابد بذكرى مدينة تمثل رمزا للعزة لكل الشعب السوري، وتجسد اسمى تطلعات الانسانية. كل هجمة من هذه الهجمات تدعونا الى تشجيع تقاسم تراث البشرية في المتاحف والمدارس ووسائل الإعلام وفي المنزل". وتواجه عشرات المعالم الاثرية خطرا في المدينة التي طرد التنظيم القوات النظامية منها في ايار/مايو في اطار سعيه الى بسط سيطرته على سوريا والعراق. وقال معهد الامم المتحدة للتدريب والبحث (يونيتار) "بوسعنا ان نؤكد واقعة تدمير المبنى الرئيسي لمعبد بل وكذلك لصف من الاعمدة ملاصق له"، مشيرا الى انه خلص الى هذه النتيجة استنادا الى صور التقطتها اقمار صناعية بعد التفجير الذي هز ارجاء المدينة الاثرية الاحد. واضاف ان المعبد يظهر بوضوح في صورة التقطت في 27 آب/اغسطس، وهو عبارة عن مبنى مستطيل الشكل محاط باعمدة، في حين ان صورة اخرى التقطت الاثنين لا يظهر فيها سوى بعض الاعمدة الواقعة على طرف المبنى المدمر. وتعقيبا على هذه الصور، قال مدير الآثار في سوريا مأمون عبد الحكيم ان "المعبد كان اجمل ايقونة في سوريا، لقد كان اجمل مكان يمكن زيارته. لقد فقدناه الى الابد. لقد قتلوا تدمر". ويعد المعبد الذي يعود تشييده الى نحو الفي عام اشهر معابد المدينة المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي للانسانية. واثارت سيطرة التنظيم على تدمر في 21 ايار/مايو مخاوف على اثارها والمواقع التاريخية فيها. والمعلوم ان هذا التنظيم المتطرف ينبذ المعالم الدينية وخاصة التماثيل ويعتبرها اصناما تعود للوثنية. ودانت دمشق "هذا الاعتداء البربري" الذي ارتكبه التنظيم ودعت مجددا الى "القضاء على الارهاب". ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن مصدر في وزارة الخارجية ان "سوريا التي راعها هذا الاعتداء البربري تجدد الدعوة الى تضافر كل الجهود الصادقة من اجل القضاء على الارهاب التكفيري الظلامي صونا للاستقرار والسلم الاقليمي والدولي وحفاظا على التراث الحضاري والثقافي للانسانية جمعاء". ودمر التنظيم في شهر تموز/يوليو تمثال اسد اثينا الشهير الذي كان موجودا عند مدخل متحف تدمر، كما قاموا بتفخيخ المواقع الاثرية في حين تمكن العاملون في الاثار من نقل غالبية القطع الاثرية التي كان يضمها المتحف قبيل وصول عناصر التنظيم. ولا تنحصر جرائم التنظيم عند هذا الحد حيث قامت عناصره بقطع راس مدير الاثار السابق للمتاحف في المدينة خالد الاسعد (82 عاما)، ودمرت معبد بعلشمين الذي يعود لالفي عام. واكد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون الاحد حدوث انفجار ضخم في معبد بل ما ادى الى تدمير اجزاء منه. واشار عبد الكريم الى الاثار الممتدة على الطرف الجنوبي الغربي من المدينة والتي تضم "عشرات المدافن العظيمة والمدرج الروماني ومعبد نبو الذي لم يتبق منه سوى القاعدة". ويبدو ان المدرج الروماني الذي يعود تاريخ بنائه الى ما بين القرن الثاني والثالث لم يصب باضرار، الا انه كان مسرحا لتنفيذ مذبحة مروعة بعد فترة وجيزة من سيطرة التنظيم على المدينة حيث قام احد صبيان التنظيم بقتل 25 عنصرا من القوات النظامية. وقال عبد الكريم "لقد قتلوا تدمر والان سيرهبونها هذا كان اخر انذار قبل تدميرها كليا". من جهته، اعتبر شيخموس علي من جمعية حماية الاثار السورية تدمير المعالم "وسيلة للضغوط وتعذيب للسكان المحليين للقضاء على تاريخهم وذاكرتهم الجماعية". واضاف "كما انها محاولة لتصدر عناوين الصحف" محذرا من انه "كلما اعرنا الاهتمام في الاعلام لهذه الاعمال الوحشية كلما تمادوا فيها". واضحى العنف المروع وتدمير القطع الاثرية التي لا تقدر بثمن سمة مميزة للتنظيم الذي يحاول توسيع رقعة "الخلافة" التي يسعى لاقامتها في سوريا والعراق. كما قام التنظيم، بالاضافة الى تدمير المواقع في سوريا، بهدم تماثيل واضرحة ومخطوطات في مدينة الموصل العراقية وهدم اثار مدينة نمرود جوهرة الامبراطورية الاشورية التي تاسست في القرن الثالث عشر قبل الميلاد. ويقول شارلي ونتر من كيليام فاونديشين، ومقرها لندن، ان تدمير المعالم الاثرية في تدمر واماكن اخرى "حتمي بحسب النظرة الجهادية لان هذه المعابد تجسد الوثنية". واضاف انها تعود الى "الجاهلية" التي يعتبر التنظيم انها "لا تستحق الوجود". كما ان ونتر يؤيد الفرضية التي تعتبر ان التنظيم يسعى للظهور في وسائل الاعلام في حين لم تعد تلقى وسائل قتله البشعة حجم الاهتمام الذي كانت تحظى به سابقا. واستخدم عناصر التنظيم وسائل تقنية متطورة لبث الدعاية وجذب الاف المقاتلين الاجانب الى صفوفه. واشار ونتر الى ان شرائط الفيديو التي يبثها التنظيم "حول حرق الاشخاص وهم على قيد الحياة لا تحظى بالعناوين الرئيسية كما تفعله تدمر". واضاف الباحث ان التنظيم "كلما انتابه شعور بانه سيفقد تدمر، كلما تعزز احتمال ان يدمر كل ما تبقى من المدينة"، خصوصا لدى اقتراب القوات النظامية من المدينة.

مايا جبيلي
الثلاثاء 1 سبتمبر 2015