ويعتبر العمل إحدى "شطحات" استديوهات "ليونزجيت"، في محاولة لسرد وقائع حروب عصابات تهريب المخدرات على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك بصورة مغايرة، وهي المأساة المستمرة التي تعيشها في مدن مثل تيخوانا وخواريث ومخيكالي. تدور وقائع الفيلم في مدينة خواريث، وهو من نوعية الأكشن البوليسي، ويتولى الإخراج الكندي الواعد دنيس فيلنوف، ويشاركه فريق عمل يضم كوكبة من النجوم، مما يزيد من جرعة الإثارة في الفيلم.
يبرز من بين أبطال الفيلم، إيملي بلنت، الحاصلة على الجولدن جلوب عن دورها في "إبنة جيديون"، النجم اللاتيني بينيثيو ديل تورو "جيفارا"، "خيوط التهريب" "21 جرام"، وجوش برولين "جورج بوش"، "لا وطن للعجائز" و"ميلك". يشارك الثلاثة في الفيلم الذي يدور حول عميلة في المباحث الفيدرالية، تجد نفسها متورطة في أوساط مهربي المخدرات، والصراعات الدائرة على الحدود: سلاح، مخدرات، هجرة غير شرعية.
تجدر الإشارة إلى أن النقاد أشادوا كثيرا بأداء الجميلة الصهباء بلنت، لدرجة أن البعض قارن أداءها بأداء جودي فوستر في "صمت الحملان" الجزء الأول، أو أداء جيسيكا شاستيان في فيلم "عملية اغتيال بن لادن"، وربما تجدر الإشارة إلى دور النجمة ذات الأصول اللاتينية جنيفر لوبيز في "مدينة الحدود" بطولة أنطونيو بانديراس. وبالرغم من صعوبة هذه الأدوار إلى أنها تبرز موهبة نجمة في مرحلة تألق، وقد نجحت بلنت بالفعل في إثبات جدارة كبيرة في تجسيد شخصية العميلة الفيدرالية كيت ميرسر، التي تتورط في عالم يتسم بالشراسة والحدة والعنف المفرط.
تؤكد النجمة البريطانية /32 عاما/ أن عنصر الجذب الأول الذي دفعها للمشاركة في الفيلم هو وجود مخرج مثل فيلنوف "إنه إنسان يصعب أن تقول له كلمة لا. كما أردت أن أجرب القيام بدور عميل فيدرالي، مثالي، يجد نفسه فجأة في مواجهة مع شراسة ووحشية العالم التي لم يعتد عليها من قبل، والأسوأ من ذلك هو عجزه عن القيام بواجبه تجاه ذلك".
أما بخصوص تجربة العمل مع نجوم مخضرمين مثل برولين وبينيثيو ديل تورو، فتوضح بلنت "كانت تجربة أكثر من رائعة. توجد كيمياء رائعة بين الاثنين، مع الأخذ في الاعتبار الجو المفتوح الذي خلقه المخرج، بصورة اتاحت لهم التدخل في بعض تفاصيل السيناريو بمنتهى الحرية، لكي يخرج العمل بأفضل صورة ممكنة، وهذا أمر جيد".
أما بخصوص الوضع على الحدود الأمريكية المكسيكية، فترى أن "هناك تشابها كبيرا بين هذا الوضع والحرب على الإرهاب التي تشهدها مناطق كثيرة في العالم في الوقت الراهن. حقيقة إن هذ يمكن أن يحدث في أي مكان في العالم الآن". وعلى الرغم من أنها لا تعرف على وجه الدقة على من يقع اللوم: على تجار المخدرات والمهربين، أم العشرين بالمئة من سكان الكرة الأرضية الذين يتعاطون الكوكايين، وهو التساؤل الذي يطرحه مضمون الفيلم.
منذ الوهلة الأولى يتضح أن مسؤولية الفيلم تقع على عاتقي البويرتوريكي ديل تورو، والمعتاد على خوض هذه النوعية من المغامرات. عن دوره في الفيلم يؤكد "ليس بالغ التعقيد، كما يبدو. كان دورا بسيطا، ولكن المثير في الأمر حقيقة هو التطور الذي أدخله دنيس فيلنوف ليجعل الشخصية تغرق في تفاصيل بالغة التعقيد بشكل مؤثر تماما، ليجعلني جديرا بأداء الدور".
يؤكد ديل تورو /48 عاما/ أن "ما يحدث في العالم الآن وصل إلى نقطة ميتة وطريق مسدود. إذا كانت مكافحة العنف ستجرى بمزيد من العنف، فمن الطبيعي أن ينتهي الأمر بخسارة الجميع. هذه وجهة نظري. أتصور أنه يجب أن تكون هناك استراتيجية مختلفة عما يحدث، وهو ما بدأنا نلاحظه نسبيا في الآونة الأخيرة"، مشيرا إلى أنه يجب "التوصل لصيغة لتقنين المخدرات، على غرار ما فعلته بعض الولايات الأمريكية بالنسبة لتعاطي الماريجوانا".