نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور


زيادة أجور العاملين.. أزمة جديدة يعانيها السودان





فتحت قضية زيادة أجور العاملين بالحكومة السودانية، أزمة جديدة تضاف إلى أخرى تواجهها البلاد، جراء الأوضاع الاقتصادية السيئة المحيطة.
وتضمنت موازنة العام الجاري، زيادة أجور العاملين بالدولة مقابل رفع الدعم عن المحروقات وتعويم سعر صرف الجنيه السوداني أمام النقد الأجنبي.



ولم تستطع الحكومة الانتقالية، نتيجة خلاف بين مكوناتها، تطبيق سياسة رفع الدعم وتحرير سعر الصرف، إلا أن وزارة المالية أعلنت في أبريل/ نيسان الماضي، تطبيق زيادة أجور العاملين بالدولة بنسبة تقدر بنحو 569 بالمئة.
وبررت الوزارة حينها الزيادة، التي تقدر بنحو ستة أضعاف ما كانت عليه سابقا، بمواكبة الأسعار ونسب التضخم المتزايدة، مع انهيار سعر صرف الجنيه أمام الدولار.
ورفعت الحكومة الانتقالية الحد الأدنى للأجور الذي لم يشهد زيادة منذ 2013، من 425 إلى 3 آلاف جنيه (8.7 ـ 61.3 دولارا).
بيد أن الزيادة الكبيرة في الأجور، تسببت في أزمات متتالية للاقتصاد الذي يعاني عجزا كبيرا في الإيرادات العامة للموازنة، وبالتالي عجز الحكومة عن الإيفاء بالتزاماتها.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أجازت الحكومة الانتقالية موازنة 2020 بإيرادات 568.3 مليار جنيه (12.59 مليار دولار)، ومصروفات 584.4 مليار جنيه (12.95 مليار دولار)، والعجز 16.1 مليار جنيه (نحو 360 مليون دولار).
وخلال المؤتمر الاقتصادي القومي الذي انعقد الأسبوع الماضي، أقر البنك المركزي بصعوبات تواجه سداد الأجور في هيكلها الجديد، بسبب تدني الإيرادات بسبب جائحة كورونا.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة المالية انخفاض الإيرادات العامة بنسبة 40 بالمئة بسبب الجائحة.
وكشف نائب محافظ المركزي محمد أحمد البشرى، الأسبوع الماضي، عن أن المالية تقوم بتمويل الزيادة في أجور العاملين بالدولة عبر الاستدانة من البنك، الذي يقوم بطباعة العملة من أجل تغطية التزامات الأجور، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم.
وسجل معدل التضخم في أغسطس/ آب الماضي 166.8 بالمئة على أساس سنوي.
في المقابل، أقرت وكيلة وزارة المالية آمنة أبكر، بوجود صعوبات تواجهه تنفيذ هيكل الأجور الجديد، لا سيما بعد انخفاض إيرادات الدولة بسبب كورونا.
وأشارت في حديث مع الأناضول، إلى أن الزيادة تمت إجازتها من قبل مجلس الوزراء وأصبح تنفيذها أمرا حتميا.
ولفتت إلى وجود تجربة مماثلة في عهد الحكومة السابقة، عندما تمت إجازة تعديل في هيكل الأجور عام 2013، إلا أنها لم تستطع تنفيذها حتى 2015، بسبب ضعف الإيرادات.
فيما رهن الخبير الاقتصادي الصادق جلال الدين، زيادة الأجور بتنفيذ إصلاحات مسبقة تشمل الإصلاح الإداري لكل القطاع الحكومي، وتعديل قانون الخدمة المدنية.
واعتبر جلال الدين، في حديثه مع الأناضول، أن "قانون الخدمة المدنية الحالي معيق للإصلاح".
وأشار إلى ضرورة إعادة هيكلة الوظائف الحكومية بسبب وجود ترهل فيها "كان يجب أن تتم زيادة الأجور بنسب معقولة وتدريجيا".
وكشف أن تعويضات العاملين بالدولة بلغت 33 بالمئة من جملة الإيرادات العامة في 2019، بإجمالي 49 مليار جنيه.
وقدر جلال الدين زيادة الأجور من أبريل الماضي وحتى نهاية سبتمبر/ أيلول، بنحو 226 مليار جنيه، لافتا إلى أن تقديراتها حتى نهاية العام بـ 301 مليار.
ويرزح السودان، الذي يواجه أزمة اقتصادية أثارت احتجاجات واسعة، تحت دين يتوقع أن يصل 56 مليار دولار بحلول نهاية العام الجاري، ويعاني في الوقت نفسه أزمات متجددة في المحروقات والخبز، وتدهورا مستمرا في عملته الوطنية.
(الدولار = 55 جنيها وفق السعر الرسمي)

نازك شمام / الأناضول
الخميس 8 أكتوبر 2020