نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


فروسية الروح ....الجاهلي عروة بن الورد ونظرة للغنى تحمل أكثر من امتداح الدراهم




الهدهد - فراس عبد الله - متمرد وثائر ... عروة الصعاليك وأبو الفقراء .. اشتراكي ... قيل الكثير عن عروة بن الورد أمير الصعلكة وشعرائها في العصر الجاهلي ، الذي كان يغزو ليطعم الفقراء ويحسن إليهم. وكان يلقب عروة الصعاليك لجمعه إياهم وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم ولم يكن لهم معاش ولا مغزى


فروسية الروح ....الجاهلي عروة بن الورد ونظرة للغنى تحمل أكثر من امتداح الدراهم
وقيل: بل لقب عروة الصعاليك لقوله:
لحي الله صعلوكاً إذا جن ليلـه مصافي المشاش آلفاً كل مجزر
يعد الغنى من دهره كـل لـيلة أصاب قراها من صديق ميسر
ولله صعلوك صفيحة وجـهـه كضوء شهاب القابس المتنـور
عروة امتدح الغنى في قصائده كثيرا وكان في مديح عروة للغنى أكثر من امتداح المال كما يقول ناقد معاصر ، كان فيه نقد مفجع لمجتمع يحمل قيما تمجد الغني وتزدري الفقير ، وعروة الحامل في داخله شعورا فطريا نقيا جعله يشعر بآلام الآخرين ما كان ليستطيع تحمّل ذلك الجور و الكم الهائل من التناقضات التي زخر بها المجتمع الجاهلي فقد كان غيريا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، ولا ننسى أنه كان صعلوكا نبيلا يأبى الضيم في تلك الأيام التي كان العرب فيها أصحاب أنفة وحمية قبل أن يتحوروا ويتحولوا إلى كائنات يصعب تعريفها ليدخلوا بدورهم في مرحلة الصعلكة غير النبيلة أو التشرد والتسول الفكري والاقتصادي على أبواب الآخرين بمفهومنا المعاصر ، ورحم الله عروة إذ قال في رائيته الأكثر من شهيرة :
دعيني للغنى اسعى فإني
رأيت الناس شرهم الفقير
ويقصيه الندي وتزدريه
حليلته، وينهره الصغير
ويلفى ذو الغنى وله جلال
يكاد فؤاد صاحبه يطير
قليل ذنبه، والذنب جم
ولكن للغنى رب غفور
وقد ربط عروة الموت بالفقر في قصيدة أخرى وهو ليس ببعيد عن موقف الاسلام في هذا الموقف فقد استعاذ الرسول الكريم من الفقر والكفر وجمعهما في إناء واحد ، فلنستمع لعروة الذي يقول:
فسر في بلاد الله والتمس الغنى
تعش ذا يسار او تموت فتعذرا
ويؤكد على هذا المعنى في موضع آخر الأمر الذي يدلنا على مدى إلحاح الفكرة في عقل الشاعر الباطن وكيانه :
فلَلموت خير للفتى من حياته
فقيراً ومن مولى تدب عقاربه
إذاً المال لم يكن غاية إنما وسيلة تمكنه من مدّ يد العون للآخرين ، وتصنع له مكانة في مجتمع جاهلي لا مكان للضعفاء والفقراء فيه وهنا تظهر فروسية الروح الحقيقية عند هذا الفارس العربي النادر المثال.
وقد ورد في الأغاني من خبره: «كان عروة بن الورد إذا أصابت الناس سني شدة تركوا في دارهم المريض والكبير والضعيف، وكان عروة بن الورد يجمع أشباه هؤلاء من دون الناس من عشيرته في الشدة ثم يحفر لهم الأسراب ويكنف عليهم الكنف ويكسبهم، ومن قوي منهم-إما مريض يبرأ من مرضه، أو ضعيف تثوب قوته- خرج به معه فأغار، وجعل لأصحابه الباقين في ذلك نصيباً، حتى إذا أخصب الناس وألبنوا وذهبت السنة ألحق كل إنسان بأهله وقسم له نصيبه من غنيمةٍ إن كانوا غنموها، فربما أتى الإنسان منهم أهله وقد استغنى، فلذلك سمي عروة الصعاليك».
قال عنه معاوية بن أبي سفيان: لو كان لعروة بن الورد ولد لأحببت أن أتزوج إليهم .
كما قال عبد الملك بن مروان: من قال إن حاتماً أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد

الهدهد - فراس عبد الله
الخميس 7 أكتوبر 2010