تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


قارىء روايات مسترسل في مصير غيره وله أكثر من نهاية




القاهرة - البهاء حسين شاعر مصري مقل لكن قليله وبمعظه من النصوص الشعرية اللافتة التي تندرج في اطار افضل ما تمت كتابته في اطار ما يعرف بقصيدة النثر ومن هذا القليل نص "قارئ الروايات" التالي :




قارئ الروايات
--------------

أنا قارئ الروايات
أسترسل فى
مصير غيرى
كل مرة
ولى أكثر من نهاية
أختار منها ما يناسب سحنتى
أو حالة الطقس
أحيانا ًأقعد فى انتظار مؤلف
وأحيانا ًأجتر نفسى
لست أكثر من ريشة
أو فاصل بين صفحتين
ومن حسن حظى أن الرواية تسع الجميع
الرجل وظله
القضاء والقدر
لكنّ أحدا ًلا يشاركنى الحزن
كلما انتهيت من القراءة

سألقى نظرة أخيرة على صياد " هيمنجواى " العجوز
الذى اختصر البحر فى سمكة
على سانتياجو " كويلهو "
لا بأس بالأرواح المفبركة الخفيفة
سأترك " جرنوى " يقطر أرواح الجميلات
فى زجاجة
ما من شىء قد صار حقيقة كالزجاج
كم من مرة قلت :
لو كانت لى يدان قادرتان على إطلاق منديل
لكن يدى كانت عادية
فأنا محض قارىء
تسلمه الروايات واحدة إلى الأخرى
ومع الوقت اكتشفت أننى بلا شخصية
لست منديلا ً، فأطير
لا أحرف الموت
لست إلا قارئا ً
لم تحك لى أمى شيئا ً
كنا مشغولين بالبيع
لكنى عرفت كيف أذهب إلى حيث تقودنى أمى

الروائيون محظوظون
فالحياة بها الكثير من الثغرات
فى الحبكة

مع كل رواية أؤلف نسخة من نفسى
ثم أفقدها ،
متعللاً بالبحث عن زجاجة
أصون فيها رماد أبطالى
كى لا يتسربوا منى

لا بد أن أحدهم كان يتقمصنى
حين ذهبت لخطبة شاهيناز
فى السابعة صباحا ً
لا بد أن إحداهن استعارت شخصية أمها
حين ظنت أننى الزبال
لا بد أن أحدهم أجبرنى على أن أردم المستقبل
هل تفهموننى
أو لعلها امى ، روايتى المفضلة
التى خرجت منها للتو
فى الفصل الرابع
دون أن أكمل القصة

صرت كهلا ً
فجأة
دون أن آتى لأمى بالمستقبل
من ذيله
مجرد كهل يستقبل يومه من غير ود
يخاف أن يتسرب الشيب إلى منطقة حساسة فى جسمه
لا يصدق أن قبرا ًواحدا ً
سيتسع له
ولهذا يفكر فى بناء قبر لأبطاله

لا أريد سوى قبرين
لأكتشف نفسى
من كل صوب

أنا فى قبرين يا أمى
كى لا أختلط عليك
أحكى لزملائى من الموتى
عن جلبابك الأسود
جلبلبك الخالد
أحكى لهم ببطء
كى لا تنتهى الرواية .


_________________________

* شاعر مصرى ، محرر بجريدة الأهرام .


البهاء حسين
الجمعة 22 أكتوبر 2010