تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


كاليفورنيا تحظر طبق الكبد السمين المُعد من البط والوز المُغذى قسراً




سان فرانسيسكو - باربارا مونيكر - لا يزال مطعم ميليسي الراقي بمدينة سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا الأمريكية يقدم حتى الآن ثمانية أنواع من طبق فوا جرا الذي يعني اسمه " الكبد السمين "، وهو نوع من الأطعمة الشهية المعدة من كبد البط أو الأوز، ويبلغ سعر الطبق في المطعم 185 دولارا، وكل من هذه الأطباق ابتداء من المقبلات حتى التحلية يحتوي على فوا جرا الشهي المثير للجدل.


كاليفورنيا تحظر طبق الكبد السمين المُعد من البط والوز المُغذى قسراً
غير أن هذه الأطباق الرائعة سيكون مصيرها الاختفاء سريعا من المطاعم حيث أنه اعتبارا من الأول من تموز/يوليو المقبل ستصبح كاليفورنيا أول ولاية في الولايات المتحدة تحظر هذا الطعام الشهي، وسيكون إنتاج وبيع الفوا جرا غير مشروع وينطبق هذا الحظر أيضا على تجارة الريش وغيره من منتجات البط والأوز التي يتم تغذيتها قسرا.
 
 ويرى النشطاء المناصرون لحقوق الحيوان أن هذا الحظر استغرق وقتا طويلا للغاية ليتم إقراره، وتم اتخاذ القرار الخاص بإزالة أطباق فوا جرا من قائمة الطعام بمطاعم كاليفورنيا عام 2004 عندما وقع حاكمها السابق أرنولد شوارزينجر عليه كقانون، وتم إعطاء مربي الدواجن والمطاعم فسحة من الوقت للتكيف مع الحظر أو لتوفير أساليب جديدة لإنتاج الفوا جرا بطريقة إنسانية.
 
 ويتم الحصول على الفوا جرا عن طريق تغذية البط أو الأوز عدة مرات في اليوم على مدار عدة أسابيع، ويتم إدخال الحبوب قسرا إلى داخل معدة الطيور باستخدامأنابيب طويلة أو عن طريق ضغط الهواء، وتؤدي هذه الطريقة إلى نمو أكباد الطيور لتصل إلى حجم غير طبيعي وليكتسب  الفوا جرا مذاقا شهيا يعجب محبيه.
 
 وكان حظر هذا الطبق الشهي قضية مثيرة لكثير من الجدل بالنسبة لذواقة الطعام ومشرعي القوانين والنشطاء المدافعين عن حقوق الحيوان، وحاولت المطاعم الراقية مثل ميليسي جذب الزبائن لأطول مدة ممكنة عن طريق تقديم أطباق لذيذة، ومن ناحية أخرى كان المعارضون لهذا الأسلوب في تغذية الطيور ينظمون وقفات احتجاجية أمام أبواب هذه المطاعم.
 
ويقف جوسياه سيترين صاحب مطعم ميليسي وكبير الطهاة فيه من بين أكثر من مئة من كبار الطهاة في كاليفورنيا المعارضين للحظر، وشنوا مبادرة أطلقوا عليها اسم " الائتلافمن أجل المعايير الإنسانية والأخلاقية لتربية الدواجن ".
 
 ويعارض هذا الائتلافالحظر ولكنه يؤيد معاملة الطيور " باحترام وكرامة "، واقترح توفير مساحة كافية في مزارع البط والأوز للسماح لها بالتحرك مع تغذيتها بطريقة لا تؤذيها.
 
 وساعد السياسي عن الحزب الديموقراطي جون بيرتون على صياغة قانون الحظر عام 2004 وانتقد أسلوب تغذية الطيور بكلمات قوية، وقال إنه يجب على الطهاة أن " يتناولوا دهون البط والأوز أو الأفضل من ذلك وجبة من الشوفان الجاف على أن يتم إدخالها قسرا عبر حلوقهم "، وعقب على قوله مارك باستوري كبير الطهاة بمطعم إنكانتو حيث طلب اعتذارا علنيا عن قول بيرتون، ومن المرجح إلى حد كبير أن تتواصل حرب الكلمات بين الجانبين حتى حلول شهر تموز/يوليو المقبل.
 
 ومع ذلك توجد مجموعة من الطهاة البارزين الذين يساندون الحظر، فقد توقف ولفجانج باك عام 2007 عن وضع الفوا جرا في قائمة الطعام التي يعرضها المطعم الذي يشرف عليه، وهو الآن يستخدم فقط مكونات صديقة للبيئة مثل بيض ولحوم طيور غير محبوسة، وفي عام 2008 اقترع أبناء كاليفورنيا لصالح توفير ظروف أكثر إنسانية عند تربية الدواجن والعجول الصغيرة، وتم حظر استخدام الأقفاص الصغيرة اعتبارا من عام 2015 كما أنه لن يكون من الممكن بيع زعانف أسماك القرش في كاليفورنيا اعتبارا من عام 2013.
 
وتعد التغذية القسرية للبط والأوز غير مشروعة في العديد من دول الاتحادالأوروبي حيث ينظر إلى استخدام الأقماع لتمرير الحبوب عبر حلوق الطيور باعتبارها نوعا من إساءة معاملة الحيوان، غير أن حرية انتقال السلع مسموح بها في أوروبا وبالتالي ما زال من الممكن استيراد وبيع الفوا جرا، وتحتل فرنسا المرتبة الأولى في إنتاج الفوا جرا حيث تطرح بالأسواق 20 ألف طن من هذا المنتج الشهي سنويا، وتم وضع هذا المنتج في فرنسا عام 2006 تحت لائحة خاصة تحميه باعتباره جزءا من " تراثها المتعلق بالثقافة والطعام ".
 
 ويقول الطهاة المتخصصون في إعداد الأطباق الشهية في كاليفورنيا إن زبائنهم سيضجون بالشكوى بسبب هذا الإجراء، وقال تراسي دي جاردان الطاهي بمطعم جاردنيير في مقابلة مع صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل إنه ظهرت " ردود أفعال كثيرة سلبية " عندماأزال الطهاة بشكل طوعي الفوا جرا من قائمة الطعام التي يقدمونها.
 
 ويقول ناثان بالارد المتحدث باسم" الائتلافمن أجل المعايير الإنسانية والأخلاقية لتربية الدواجن " أنه يخشى من ظهور سوق سوداء لبيع الفوا جرا، ويضيف مشيرا إلى حظر مماثل لم يستمر طويلا في شيكاغو عام 2006 إن الطهاة المبتكرين في شيكاغو تمكنوا من الإفلات من هذا الحظر عن طريق بيع طبق الخبز المحمص بنحو 25 دولارا مع تقديم طبق من الفوا جرا معه مجانا، وبعد ذلك بعامين تم إلغاء الحظر.

باربارا مونيكر
الاربعاء 20 يونيو 2012