نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت


كمبوديا تسلط من جديد الضوء على الزواج القسري فى عهد الخمير الحمر




بنوم بنه - روبرت كارميتشل - عندما كانت بن سوكتشان لا يتعدى عمرها 16 عاما وجدت نفسها مرغمة على الزواج من جندي ينتمي للخمير الحمر وهو رجل لم يسبق أن التقته على الاطلاق. لا تستطيع سوكتشان أن تتذكر الان قسمات وجهه لكنها بالتأكيد تتذكر طباعه المتسمة بالقسوة.


كمبوديا تسلط من جديد الضوء على الزواج القسري فى عهد الخمير الحمر
وفي ليلة الزفاف رفضت أن يدخل بها ، لذلك صدرت الاوامر له باغتصابها وهذا مافعله. وظلت بن سوكتشان طيلة ثلاثة عقود تخفي هذا الامر عن جيرانها وصديقاتها وأسرتها.

عن تلك الايام القليلة المرعبة التي مرت بها في 1978 تقول بن سوكتشان "أريد أن أبتر أجزاء جسدي التي لمسها زوجي في ذاك الوقت. لقد أريق شرفي ".

جاءت أقوالها هذه في فيلم وثائقي عرض هذا الشهر في بنوم بنه يحمل عنوان "ريد ويدينج" أي الزفاف الاحمر. وتقول مخرجة الفيلم ليدا تشان إن القضية التي يتناولها الفيلم أي الزواج القسري لا تزال غير معروفة نسبيا بين أوساط الشباب الكمبوديين.

ويعود السبب الرئيسي لعدم معرفة جيل الشباب بهذا الامر إلى الطبيعة المحافظة التي يتسم بها المجتمع الكمبودي . فالناس ببساطة لا يناقشونه.

هذه العادة كانت شائعة في ربوع البلاد في عهد الخمير الحمر (1975 - 1979) . وتقول ليدا تشان إن حوالي 250 ألف سيدة تزوجن ضد إرادتهن .

لذلك تقول "يحدوني الامل بأن هذا الفيلم سوف يشجع الضحايا الاخريات اللاتي لم يبحن أبدا بسرهن الدفين لابنائهن وأقاربهن. أملي أن يمنحهن (الفيلم) الشجاعة لان ما وقع لهن ليس ذنبهن".

غير أن توقيت عرض الفيلم لم يأت مصادفة . ففي السابع والعشرين من الشهر الحالي سوف يمثل أربعة من قادة الخمير الحمر الناجين للمحاكمة أمام محكمة تدعمها الامم المتحدة بتهمة الابادة الجماعية وارتكاب جرائم حرب ضد الانسانية ومجموعة من الجرائم الاخرى.

من بين تلك الجرائم الاخرى الزواج القسري . فقد طبق الخمير الحمر هذه السياسة بغية زيادة عدد السكان وهددوا بإعدام كل من يرفض إتمام الزواج .

وفي الفيلم الوثائقي تتذكر بن سوكتشان كيف أن حفل زفافها جرى في جو كئيب خال من البهجة وأن كوادر الخمير الحمر بزيهم الاسود هم الذين أشرفوا عليه . وتمت مراسم زواجها بعد استدعائها إلى غرفة كانت تضم خمس مجموعات أخرى من الرجال والنساء.

ولم يكن يشبه من قريب أو من بعيد أعراس الزفاف الكمبودية التقليدية التي تتسم عادة بالبهجة حيث يحضرها رجال الدين البوذيون وأهل العروسين وتقدم فيها أشهى الاطعمة وتصدح الموسيقى ويبدل العروسان ملابسهما عدة مرات.

وديونج سافرون هو منسق مشروع تابع لمنظمة أهلية تسمى " كمبوديان ديفيندرز بروجيكت" حيث تأخذ على عاتقها تقديم المشورة القانونية وهي التي ساعدت سوكتشان وأكثر من 120 آخرين على رفع دعاوى مدنية أمام المحاكم. وحوالي ربع أصحاب الدعاوى المدنية بهذه المنظمة والمتعلقة بالزواج القسري هم من الرجال.

ويقول إن ضحايا الزواج القسري يمنحوا في الغالب مهلة لمدة ساعة أو ساعتين لكي يتزوجوا بالفعل .
بل الادهى من ذلك "أنه أحيانا ما يتم استدعاؤهم مباشرة من حقول الارز لكي يتزوجوا دون أي إخطار مسبق على الاطلاق" حسب قوله.

وعقب الانتهاء من مراسم الزفاف يتم اقتياد العرسان إلى أكواخ منفصلة من أجل الدخلة. وتطلب قيادة الخمير الحمر والمعروفة باسم "أنجكار" من أنصارها الطاعة التامة حتى ولو كان الثمن هو الموت.

وتقف عناصر من الخمير الحمر على مقربة من الاكواخ والاستماع لما يدور بين الزوجين . وأولئك الذين أو اللاتي يرفضون المواقعة الجنسية يتم إرسالهم إلى أماكن من أجل "تثقيفهم " وقد يتم إعدامهم إذا استمروا في رفضهم في الليلة الثانية أو الثالثة . إذ يقول ديونج سافرون "عليهم اتباع أوامر أنجكار وإلا سيتم قتلهم".

وطبقا للفيلم الوثائقي تمكنت سوكتشان من الهرب من زوجها الاول المتوحش الذي توفي بعد ذلك بعامين .وانتهى بها المطاف إلى الزواج مرة أخرى حيث رزقت بستة أبناء. ويحتوي الفيلم على مشهد زواج إحدى بناتها حيث جاء على النقيض الصارخ من زواجها الاول.

لكن الفيلم يروي أيضا كيف أنها فشلت في محاولتها التعرف من كوادر الخمير الحمر السابقين الذين لا يزالون أحياء في منطقتها الكائنة في الجزء الريفي بغرب كمبوديا من هو بالتحديد الذي أمر بزواجها وسبب ذلك.

وتقول المخرجة ليدا تشان إنه رغم ذلك الفشل إلا أن عرض الفيلم غير من أحوال بن سوكتشان.

ذلك أن سوكتشان /48 عاما/ كانت ترتعد فراصها خوفا من عناصر الخمير الحمر الذين يقطنون منطقتها . لكن استجوابها لهم حتى مع عدم تقديمهم أجوبة شافية أزال ذلك الخوف ومكنها من أن تثبت لهم أنهم لم يعدوا يتحكمون في حياتها.

روبرت كارميتشل
الثلاثاء 14 يونيو 2011