نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

سورية في العقل الأميركي الجديد

05/08/2025 - باسل الحاج جاسم

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل

من نطنز إلى صعدة: مواد القنبلة في قبضة الوكيل

24/07/2025 - السفير د. محمد قُباطي

في كذبة الوطنية السورية

21/07/2025 - غازي دحمان


مدينة كونثيبثيون البوليفية أرض العقيدة و الإيمان وزهور الأوركيد وموسيقى الباروك




لاباز - ماريو روكي كايوخا - تحتفل قرية" كونثيبثيون" البوليفية هذا العام بمرور ثلاثمائة عام على بناء معبدها، الذي يشكل جزءا من الإرساليات اليسوعية القديمة في كل من مقاطعة "تشيكيتوس" ومقاطعة "موسوس" أو "موخوس"، وقد أنشأ هذا المعبد في شرق بوليفيا ولا يزال قائما هناك حتى الآن.


كنيسة
كنيسة
تقع " كونثيبثيون" علي بعد 1100 كم شرق العاصمة البوليفية لاباز، بالقرب من البرازيل، وقد تحولت منذ عام 1996 إلي مقر المهرجان الدولي لموسيقى عصر النهضة والباروك بالأمريكتين، المعروف باسم "بعثات تشيكيتوس". كذلك برزت كمقر للمهرجان السنوي لزهور الأوركيد، كما تضم واحد من أروع الكنائس الكاثوليكية في بوليفيا والذي أعلنته الأمم المتحدة في عام 1991 ضمن تراث الإنسانية الثقافي.

خلال عملية ترميم معابد الارساليات اليسوعية، تم اكتشاف ثروة موسيقية ذات شأن.. ففي مقاطعة "تشيكيتوس" عثر على أكثر من 5000 (نوتة موسيقية) وفي مقاطعة "موسوس" أو "موخوس" عثر أيضا على حوالي 4000 نوتة أخرى كلها مخصصة للموسيقى الدينية التي كتبت بين القرنين السابع عشر والثامن عشر؛ كذلك تم العثور علي كثير من النوت الموسيقية الأوربية والموسيقى التقليدية الخاصة بالسكان الأصليين في المنطقة، والتي أخذت في الانتقال يوما بعد يوم إلى هذه القرى حتى أواسط القرن التاسع عشر.

يشار إلى أن جمعية محبي الفنون والثقافة، ومقرها مدينة "سانتا كروث دي لا سييرا"، تقيم كل سنتين مهرجان لموسيقى عصر الباروك، الذي يعد الحدث الثقافي الأكثر أهمية في بوليفيا والأكبر من نوعه في العالم.
وتوضح مصادر الجمعية المنظمة للحدث الثقافي الفني أنه "مهرجان يجمع بين فنون غابات الأمازون، وعمارة عصر الباروك إلي جانب ثقافة شرق بوليفيا على مساحة أكثر من 3000 كلم كما تشارك به حوالي 18 جالية مختلفة". كذلك يمتاز المهرجان بتحفيز قرى شرق بوليفيا بتكوين أوركسترا وجوقة وفرق موسيقية كي تصبح جزءا أساسيا ونشطا في الملتقي الموسيقى.

وأضاف المنظمون "توجد اليوم شبكة مكونة من خمسة عشر أوركسترا تبشيرية في القرى التي كانت تعد بعثات يسوعية أو فرنسسكانية قديمة، إلى جانب أوركسترا شبابية في حي "سانتا كروث دي لاسييرا". هذه الفرق الموسيقية مكونة من أطفال وشباب معظمهم من الأهالي من السكان الأصليين، وتعتبر هذه الأوركسترا جزءا أساسيا من المهرجانات وتقوم بتنشيط الحياة الثقافية لمختلف الطوائف والسكان. هؤلاء الشباب وجدوا في الموسيقى شكلا وتكوينا للحياة وكثير منهم يجوبون البلاد طولا وعرضا لتقديم فنونهم".

ومن الفرق الموسيقية العالمية التي تركت أثرا وبصمة في "كونثيبثيون"، فرقة "كابيا دل سول / جوقة الشمس" من الأرجنتين، و"انسامبلي ترافيرتينو/مجموعة ترافيرتينو" من ألمانيا، و"انسامبلي كليماتيس/مجموعة كليماتيس" من بلجيكا، كذلك "كاليوبي" من البرازيل، و"موسيكا فيكتا/الموسيقى الخيالية" من كولومبيا، إلي جانب "لوس كاريونس/الكاريونس" من تشيلي، و"لاتيمبيستاد/العاصفة" من اسبانيا، و"كرواشيان باروك انسامبل" من كرواتيا، فضلا عن "جروبو سايسنتو/فريق سايسنتو" من ايطاليا، و "فيلادلفيا براس" من الولايات المتحدة الأمريكية، و"الاودا انسامبل" من المكسيك، بالإضافة إلي "كورواي أوركسترا أوريبيتشا" و "أوركسترا دل الألتو" من بوليفيا.

و قد أعلن السيد "مارثيلو أراويث"، رئيس الاحتفال وعضو الجمعية، والتي ترأسها ثيثيليا كينج دي ماسيا، أن المهرجان العالمي الثامن سيقام في الفترة بين 22 أبريل/نيسان و2 مايو/أيار 2010، موضحا أنه يتعين على المشتركين في المهرجان أن يدرجوا على جدول أنشطتهم حوالي عشر دقائق من موسيقى مقاطعة "تشيكيتوس"، أو "موسوس/موخوس"، أو مقاطعة "سوكري" (لابلاتا) أو أيا من محفوظات التراث البوليفي.

أما ثاني نقاط الجذب بقرية "كونثيبثيون" فهو المهرجان السنوي لزهور (السحلبيات) الأوركيد الذي يقام في الربيع من كل عام، الذي يتيح لرواده تشكيلات وألوان جديدة ومتنوعة من الزهور الغريبة التي يقدمها عارضون من البرازيل والأرجنتين وبوليفيا.
تعتبر "كونثيبثيون" كذلك المعبد أو الكنز المقدس لزهور "الكاتاليا النبيلة" وزهور "السحلبيات/الأوركيد لمقاطعة تشيكينوس".

وفي هذا السياق يوضح البروفيسور روبنز باربري، مدير "ثيباد" مركز تعزيز وتشجيع التنمية المستدامة، وهو الجهة الداعمة لهذا الحدث، قائلا "أن الفكرة والمغزى من إقامة المهرجان هي الاستفادة من قوة مهرجان الأوركيد لتنشيط السياحة في قرية "كونثيبثيون"، بالإضافة إلى تشجيع وتنمية وتطوير المنطقة".
وقد حصل هذا المهرجان الذي انطلق عام 2001، علي دعم كل من الوكالة الإسبانية للتعاون والتنمية الدولية" ومقرها اكستريمادورا – غربي اسبانيا، وغرفة مقاطعة سانتا كروث للصناعة والتجارة.

وفي تصريحات صحفية قال أوزوالدو بارادا، المعروف باسم (ملك الأوركيد) مؤكدا "انه ترف ورفاهية ونتاج ساعات وساعات من الجهد الجاد والمثابرة"، وقد عرض ملك الأوركيد في أكتوبر/تشرين أول الماضي نبات غريب الشكل مكون من زهرتين باللون الأبيض يبلغ قطرهما حوالي 12 سم .

جدير بالذكر أن قرية كونثيبثيون، أنشئت عام 1709 علي يد الأب لوكاس كباييرو، وأعيد تأسيسها عام 1722 علي يد الأب خوان دي بينابينتي، وقد تكونت المجموعة التبشيرية بمعرفة الأب مارتين شميت في الفترة ما بين عام 1753 حتى 1756

و قد تم ترميم الكنيسة عام 1975 علي يد المهندس المعماري الألماني هانز روث، وتعد النقوش الغنية وتقنية استخدام ورق الذهب لتزيين المذابح والأيقونات نموذجا ودليلا على الفخامة والروعة الفنية التي حققها اليسوعيون.

وقد برز في كنيسة "كونثيبثيون" الأيقونات الجانبية التي تصور "عيد الشفيعة" وهي تجسيد لتعذيب المسيح وطريق الآلام، و"عيد الحبل بلا دنس" ويقصد حمل السيدة العذراء البتول، ففي المذبح الأكبر نري سان اجناثيو دي لويولا وسان فرانسيسكو خابيير وهما يلتفان حول السيدة مريم العذراء. و قد تم تجصيص ودهن الحوائط من جديد مع الحفاظ علي قطعة من الحائط الأصلي في الجزء الخلفي، أما المقاعد فهي جديدة وقد قام حرفيو وفنانو "كونثيبثيون" بعمل نقوش علي كل مقعد بموضوع مختلف.

وتعد الكنيسة ذاتها منذ عام 1951 كاتدرائية النائب الرسولي لنيوفلو دي تشابيث، ويقوم الآلاف من الكاثوليك بزياراتها في أسبوع الآلام (لاسيمانا سانتا) و(كوربوس كريستي أو جسد المسيح) وهو عيد الكاثوليكية الغربية حيث تلمع الثياب والأدوات التي قام أهالي المنطقة بصنعها.

ماريو روكي كايوخا
السبت 13 مارس 2010