تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


مصممة المجوهرات السعودية إيمان السادات تعمل بفن وإحساس و إبداع وأنامل تعشق الماس




جدة - كمال مصطفي - أنامل عاشقة للفن وإحساس مرهف ومشاعر فياضة حققت نوعا من الالتفاف والتمازج مع الأناقة حتى تشابكت مع الفطرة النابهة والاستعداد الشخصي اللافت الذي أعلن حالة من الالتحام مع تراث أسري فني أستلهم جذوره من أعماق بحور الفنون والثقافة العربية العريقة


الزينة يمكن أن تكون زهيدة الثمن لتستمتع بها الطبقات الفقيرة
الزينة يمكن أن تكون زهيدة الثمن لتستمتع بها الطبقات الفقيرة
إنها موهبة تفاعلت مع مخزون ثقافي انصهر ليخرج لؤلؤة ة نادرة ومؤثرة غاصت لترتشف من معاجم وكنوز لبنان التي عاشت فيها طفولتها بين أغصان الكرز وأزهار الريحان حتى تزوجت وسافرت إلي لندن وباريس فاستمرت في الاستزادة من رحيق منابع عاصمة الثقافة الباريسية ومتاحف اللوفر الفرنسية وصالات المجوهرات اللندنية الارستقراطية . إنها مصممة سعودية متفردة احترفت الإتقان فأصبحت تغرد كعازفة للجمال علي الألماس والمرجان وكواحدة من الخبيرات اللواتي يصدرن الإبداع والابتكار بكل الإصرار بعيدا عن التكرار.

بدأت السيدة إيمان السادات حوارها قائلة " أنا سعودية من مواليد لبنان التي عشت فيها من أجل دراسة اللغة الفرنسية مما انعكس بالإيجاب علي مسيرتي الفنية والثقافية وقد درست من الابتدائي إلي الثانوية ثم حضرت للمملكة بعد إتمام الثانوية العامة في لبنان ولكن أعدت الثانوية في المملكة بسبب أن الدراسة في لبنان كانت بالفرنسية كذلك لكي أدرس اللغة العربية و الدين في المملكة وبالفعل أعدت الثانوية في المملكة حتى حصلت عليها. وكانت الدراسة في لبنان متحفظة جدا لدرجة أن المدرسات كن من الراهبات اللائي اكتشفن الموهبة الحقيقة المدفونة عندي مما ساعدني علي معرفة طريقي في وقت مبكر فولد الإبداع وانصهر داخلي وافرز إحساسا وإبداع يفوق الألماس إضافة للثقة الكبيرة التي منحوني إياها لأصبح منتجة وليس فقط مصممة أو منفذة للآخرين " .

وأضافت السيدة إيمان في تصريحها لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب. أ ) أنها بدأت حياتها كرسامة ترسم اللوحات والورد كعاشقة للفن في بلد الفن والذوق بالإضافة لممارسة الرياضة وهنا قالت " ساعد التوارث العائلي للفن في تشكيل شخصيتي لاسيما أن والدتي أيضا فنانة ورسامة ومصممة ملابس متمكنة كما أن الوالد أيضا كان رساما.

وكان للسفر وزيارة المتاحف ومحلات الانتيكات تأثيره الطاغي في تكوين شخصيتي ويمكن هنا أن نقول أن الدراسة في لبنان والمناخ الرائع للفن والتخيل وتشجيع المدرسة إضافة للخلفية الأسرية التي أحاطتني بوالدين عاشقين للفن إضافة للاستعداد الشخصي المدفون في شخصيتي تفاعل تماما وساهم في دفعي للأمام وتنمية موهبتي حتى وصلت لأن أصبح مصممة مجوهرات محترفة بعد أن تأثرت بثقافات الدول الأوربية التي سبقتنا في تصميم وابتكار المجوهرات " .

واستطردت السيدة إيمان بقولها " عشقت المجوهرات منذ الصغر وبدأت موهبتي بعمل عقود من الخرز التي كانت تزين عرائس الباربي كما كنت أقوم بعمل الخواتم والسلاسل والحلقان والأساور . وفي هذه الأثناء لم أكن أتوقع أن أصل لما وصلت إليه الآن من احترافية وكفاءة . وقد ساهمت العلاقات القوية مع رجال السلك الدبلوماسي على اعتبار أن والدي عمل كقنصل وسفير وكانت لديه العديد من الصداقات مع زملائه العاملين في السلك الدبلوماسي ومن هذا المنطلق كنت اخرج مع والدتي في أسواق الذهب وبوابة جدة ومحلات المجوهرات . وأهم ما يجب الإشارة إليه في هذا المجال هو عشق المرأة السعودية للمجوهرات بوجه عام بصرف النظر عن القيمة لأنها تجد فيها زينة وذوق وادخار واستثمار.

وتستكمل المصممة السعودية في تصريحها لـ ( د.ب.أ ) سرد قصة نجاحها قائلة " من خلال جولاتي مع العائلات الأجنبية كنت اشتري المجوهرات وأقوم بتعديلها وإعادة تشكيلها وتصميمها وتطعيمها بالذهب ثم ألبسها وهو ما كان يسترعي انتباه سيدات السلك الدبلوماسي اللائي كن يطلبن عمل أطقم مماثلة وبالفعل كنت اشتري الخواتم والأساور وأعيد تشكيلها بفكر سعودي وعربي وشرقي خالص . وفي حالة وجود أحجار كريمة أقوم بعمل إطارات خاصة بمساعدة محلات المجوهرات في جدة ومن هنا بدأت الهواية تدخل المرحلة الأولى من الاحتراف لاسيما في ظل وجود عشق جارف للمجوهرات في السعودية فهناك 20% من الأسر في جدة تعشق الألماس والأحجار الكريمة المتميزة والفريدة غالية الثمن التي تصل أسعارها للملايين لدرجة أن قيمة الطقم الواحد تصل أربعة أو خمسه ملايين ريال. وقد قمت بتصميم طقم لإحدى السيدات في الخليج بمبلغ ثمانية ملايين ريال وهو أعلى مبلغ حصلت عليه في حين بلغ أقل مبلغ 135 ألف ريال أما الأسر التي تنتمي للطبقة المتوسطة فتشتري بعشرات أو بمئات الألوف .

ثم أضافت قائلة :"وفي عام 1986 بدأت رحلة الاحتراف الفعلية والعملية في تصميم المجوهرات بشكل واسع ومكثف بسبب النجاح والثقة التي شعرت بها من خلال زيادة الطلب على إنتاجي وتصميمي داخل مجتمع جدة حتى أصبحت مصممة العائلة والعائلات الارستقراطية الصديقة التي تعشق هذا اللون من المجوهرات وتقدر الجهد الفني المبذول في إنتاجه بالشكل الذي جعله أحيانا يرقى لنفس مستوى الإبداع في المجوهرات و القطع الذهبية الأجنبية .

وعندما أعلن أحد كبار تجار جدة عن رغبته في استقطاب مصممات مجوهرات سعوديات من خلال مسابقة تقدمت لها وإذا به يبدي إعجابه الشديد بإنتاجي وتصميمي ويخبرني بأنه سيلغي المسابقة وسيتبناني شخصيا كمصممة محترفة أنا وسيدة أعمال أخرى اسمها نادية زهير فكانت الانطلاقة من بيت فتيحي للمجوهرات وكل منا قامت بتصميم المجموعات الخاصة بها منذ عام 1990 لتعرض في معرض خاص بالمجوهرات ."

واستكملت إيمان حكايتها لتواصل الإفصاح عن ارتباطها الوجداني مع الذهب والمجوهرات فقالت" مع مطلع عام 1992 بدأ الإنتاج يرى النور وكان له صدى قوي وبدلا من أن يستمر المعرض الخاص بالمجموعة التي قمت بتصنيعها ثلاثة أيام امتد المعرض ثلاثة أسابيع مما يؤكد النجاح الكبير الذي حققه المعرض . وقد شاركت في مهرجانات للعرائس داخل جدة بعد أن درست تصميم المجوهرات بشكل أكاديمي في أمريكا وحصلت علي شهادتي الجامعية في إدارة الأعمال حتى أكون لنفسي شخصية مميزة تقترن فيها الموهبة مع العلم والدراسة وحتى أصبح محترفة ومنظمة حتى اشتهرت داخل مجتمع جدة وأصبح اسمي معروفا لأنني أنتج كميات قليلة ولكن متقنة ومن هنا أصبحت النوعية والإتقان هما الشعار الذي جذب المزيد من عشاق هذا التميز في عالم المجوهرات ".

واستطردت " أما فيما يتعلق بالمفهوم الخاطئ الذي يقول أن المجوهرات هي للأغنياء فقط فهذا غير صحيح لأن المجوهرات يقصد بها الزينة ، والزينة يمكن أن تكون زهيدة الثمن تستمتع بها كل الطبقات لأن المجوهرات هي عبارة عن حجر كريم مهما كان سعره منخفضا أو مرتفعا فيمكن أن تتراوح أسعار حجر الألماس مثلا من 100 ريال للأنواع المصنعة إلي 100 ألف للأنواع الأصلية حسب قدرة المشتري. "

وعلي صعيد له صلة بالموضوع قالت مها جمال خبيرة الأزياء و رئيسة تحرير مجلة كريستال للأزياء بجدة في تصريحها لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) "من الصعب أن تجد امرأة لا يستهويها بريق المجوهرات، فهي لها سحر خاص وأهمية ذات حيز في حياة المرأة منذ أقدم العصور وحتى عصرنا هذا ، فبريق المجوهرات الأخاذ ينعكس على حياة المرأة العصرية حياة ملؤها الإشراق والتميز، هذا غير المكانة الخاصة لكل قطعة تقتنيها سواء كانت تمثل لها ذكرى معينة أو قيمة خاصة في حياتها، وتصاميم المجوهرات تعكس ببريقها جوهر ومشاعر كل امرأة تبحث عن التفرد والإشراق ، فكل حجر كريم ما هو إلا رمز من رموز جمال المرأة والسيدة الذكية الأنيقة هي من تعرف كيف تختار ما يرمز لشخصيتها وجمالها " .

ثم استكملت قائلة "وعني شخصيا فاني من عشاق الألماس فهو يشعرني بثقة غريبة فبيني وبينه علاقة من نوع خاص ويجب أن تختار المرأة بعناية فستان السهرة أو العرس الذي يليق بطقم المجوهرات الذي سترتديه وأن تعطي للأمر أهمية حتى لا تفسد أناقتها وشكل الطقم فمن الضروري مراعاة لون الثوب وطول الرقبة مع طول الشعر سواء كان مسدولا أو مرفوعا ودرجة نحافتها...الخ فهناك قواعد في ارتداء المجوهرات ومن الأفضل استشارة من لهم خبرة في هذا الأمر " .

وفي نفس السياق أكدت تهاني الجهني منتجة الأخبار في تليفزيون mbc أن المجوهرات هي زينة للمرأة في كل مكان وزمان وتلعب دورا كبيرا في مستوي أناقتها واعتدادها بنفسها. ومما لاشك فيه أن السيدات اللائي يظهرن في التليفزيون أكثر حرصا على ارتداء المجوهرات بصرف النظر عن قيمتها لان الأناقة لا ترتبط بقيمة المجوهرات بقدر مدى مطابقتها للطقم الذي تظهر به في التصوير وفي الغالب تفضل بعض السيدات من الضيوف أو الفنانات أو الممثلات اللائي يتم تصويرهن في برامج تليفزيونية التزين بالمجوهرات أو حتى الإكسسوارات وهم أكثر إصراراً وحماساً لأنه من مستلزمات العمل الفني المتكامل .

وأضافت تهاني لوكالة الأنباء الألمانية " أن شراء المجوهرات يزداد في رمضان وفي مناسبات الأفراح والأجازات وأعياد الميلاد وفي عيد الحب- بالنسبة للأجانب – ونصيحتي لكل سيدة أن تحتفظ بما لديها من ذهب لأن أسعاره في تصاعد وهو الاستثمار الحقيقي بعد الأزمة الاقتصادية العالمية وهذا يعني أن بيعه خسارة كبيرة وهو التقليد الذي تحافظ علية سيدات اندونيسيا وسلطنة بروناي ثم الأفارقة من نيجيريا وغينيا وهم من الجنسيات الحريصة جدا على الاحتفاظ بالذهب كزينة وتميز وادخار واستثمار" .

كمال مصطفي
الاربعاء 22 سبتمبر 2010