تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


بين خطاب الشرع وإرث الأسد: أي تحول ينتظر سوريا؟





في نيويورك، سيكون ظهور الرئيس السوري أحمد الشرع على منصة الأمم المتحدة، كأول رئيس سوري يفعل ذلك منذ أكثر من خمسة عقود. لم يكن مشهد وجود الشرع في نيويورك مجرد خطوة بروتوكولية، بل إعلاناً سياسياً أراد من خلاله أن يقدّم صورة مختلفة: رئيس جديد يتحدث عن تعاون وانفتاح ويسعى لرفع العقوبات، في مواجهة إرث طويل من العزلة والصدامات


.
 لغة جديدة بعد سنوات الانغلاق  
حديث الشرع ركّز على فكرة التواصل مع العالم، وطرح فرصاً لإعادة الإعمار إذا ما توفرت الظروف المناسبة. هذه اللغة تختلف عن تلك التي طبعت مرحلة سابقة عنوانها الانغلاق والتوتر. لكن يبقى السؤال: هل تكفي هذه اللغة لاستعادة سوريا موقعها الدولي، أم أن الامتحان الحقيقي سيكون في الأفعال؟  
 
 من السرية إلى العلنية في ملف إسرائيل  
من أبرز النقاط التي طرحها الشرع، وجود محادثات أمنية متقدمة مع إسرائيل مرتبطة بوقف الغارات واحترام السيادة. هذا الإعلان العلني يمثل تحولاً في طريقة التعاطي مع واحدة من أعقد القضايا التي واجهتها سوريا لعقود طويلة. ورغم أن المسار ما زال في بداياته، إلا أن مجرد طرحه أمام المنبر الدولي يعكس استعداداً للانتقال من السرية إلى العلنية.  
 
العقوبات والاقتصاد: معركة معقدة  
جعل الشرع من رفع العقوبات أولوية مركزية في خطابه، مؤكداً أنها باتت تمس حياة السوريين بشكل مباشر. هذا الطرح يسلّط الضوء على معضلة حقيقية تواجه الداخل السوري، لكنه يصطدم بالآلية المعقدة لقرارات الكونغرس الأميركي، خصوصاً ما يتعلق بـ”قانون قيصر”. هنا تبدو التحديات خارجية بقدر ما هي داخلية.  
 
 الملف الكردي: اختبار داخلي حساس  
طرح الشرع رؤية تقوم على دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الدولة مع احترام التنوع والخصوصية الكردية، إلى جانب الحفاظ على الدولة المركزية. هذا التوازن الدقيق بين اللامركزية والسلطة المركزية هو واحد من أصعب ملفات المرحلة المقبلة، وقد يحدد شكل سوريا الجديدة إذا ما تم التوافق حوله دستورياً وسياسياً.  
 
 العدالة وحقوق الإنسان  
رغم تركيزه على المسار الدولي، يبقى الطرف الأكثر أهمية هو الداخل السوري، حيث تظل قضايا المعتقلين والعدالة من أولويات أي تحول فعلي. نجاح المرحلة الجديدة سيحتاج إلى خطوات ملموسة: ضمان الحقوق الأساسية، وإشراك الطيف السوري الواسع في صياغة المستقبل.  
 
 الإقليم والتوازنات  
ما يميز طرح الشرع هو محاولة الانفتاح على شبكة أوسع من الفاعلين الإقليميين. إدارة هذه المعادلة بين روسيا وتركيا وإيران ومصر وإسرائيل والخليج العربي ستكون حاسمة، خصوصاً أن لكل طرف مصالح متشابكة في الملف السوري.  
 
 نهاية الأمر 
خطاب الشرع شكّل انتقالاً في الأسلوب مقارنة بالمرحلة السابقة، مقدماً نفسه كرئيس يتحدث بلغة الانفتاح والتفاوض. ومع ذلك، لم يُحسم بعد ما إذا كان هذا التحول سيترجم إلى تغييرات جوهرية على الأرض. المؤشرات المقبلة — من مسار العقوبات إلى ملف المعتقلين ودمج القوى الداخلية — ستكون المقياس الحقيقي لجدية المرحلة الجديدة، ومدى قدرتها على فتح صفحة مختلفة في تاريخ سوريا.
----------
الشرق نيوز

هناء درويش
الجمعة 26 سبتمبر 2025