
جدير بالذكر أن كارلوس مونسيفايس (مكسيكوسيتي، 1938-2010) يعد واحدا من أبرز الأدباء والنقاد والمفكرين المعاصرين في المكسيك. كان مثقفا متسع المدارك، وله حضور طاغٍ في كل ما يتصل بالأدب والنقد والفكر وحتى الإعلام والصحافة في بلاده.
وتعتبر الكتب الخاصة بالأديب الراحل واحدة من الروافد الأساسية التي غذت المكتبة بما لديها حاليا من مقتنيات ثقافية ومعرفية، علاوة على مقتنيات أدباء وفنانين آخرين مثل خوسيه باسكونسيلوس والفنان التشكيلي فرانسيسكو توليدو.
كان مونسيفايس مولعا بقضايا وأمور الحياة اليومية، وتناولت مقالاته وتحقيقاته الصحفية شتى جوانب الحياة في المدينة، المسلسلات الدرامية، العلاقات المتشابكة وأثرها على المجتمع، تطور السينما والعلاقة بين السينما والتذوق الجمالي للصورة والتعددية الجنسية.
كان منزل المفكر المكسيكي بأحد الأحياء الشعبية بالعاصمة مكسيكوسيتي يحوي أكثر من أربعا وعشرين ألف كتابا متنوعة، تراكمت بلا انتظام على الأرفف وعلى الأرض وعلى المقاعد وطاولات المنزل فيما استقرت القطط التي كان يقتنيها على كومات منها في تكاسل ودعة.
عندما كان مونسيفايس لا يزال على قيد الحياة، أنشئ متحف استانكييو (Estanquillo) لتجميع مقتنياته التي تضم اثنى عشر قطعة من الأعمال الفنية الشعبية ومن بينها لوحات وصور ودُمى وبوسترات ولافتات وطوابع بريد حصل عليها من سوق البراغيث – من أشهر الأسواق الشعبية في المكسيك – أو من الباعة الجائلين الذين كانوا يترددون على منزله.
بعد وفاته، قام خابيير سانشيز كورال، وهو نفس المهندس المعماري الذي صمم المتحف، بوضع تصور شكل المكتبة، التي تم افتتاحها أواخر العام الماضي، في إطار خطة التجديدات التي أجريت للمكتبة الوطنية بمكسيكوسيتي.
في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ ) قال دانييل بانيولوس بوجيان مسؤول الخدمات المكتبية بالمبنى: "اعتبر المهندس المعماري واضع التصميم أن مكتبة تضم كتب مونسيفايس يجب أن تطرح خطابا حضريا، ومن هذا المنطلق بدأ العمل: فقام بتصميم أرفف الكتب بصورة مبتكرة للغاية على هيئة مباني، حارات وأزقة وأحياء شعبية".
وأضاف بوجيان قائلا: "روعة المبنى ومكانة مقتنياته من الكتب، لم تكتمل إلا بامتزاجها بالفن"، مشيرا إلى حرص فرانسيسكو توليدو أعظم فنان تشكيلي مكسيكي على قيد الحياة الآن، على أن يأتي بنفسه لتزيين جدران المكتبة".
ومثلما كان مونيفايس في حياته يعيش في منزله مع عشر قطط، لا تزال القطط حاضرة بقوة في منزله الثاني الذي تم تخصيصه كمأوى لكتبه، داخل مبنى يرجع للقرن السابع عشر، كان في الأصل مصنع دخان، ثم تحول لثكنة عسكرية، وأخيرا أصبح مكتبة غير تقليدية على الإطلاق.
ولا تظهر القطط التي نحتها توليدو على الأجزاء الرخامية من المكتبة فقط، بل في بساط مغزول من الصوف بطريقة مجسمة. يظهر على البساط، قط أسود يرافق المفكر المكسيكي الواقف بالجنب مرتديا نظارته وقميصه وحذاء برباط معقود.
نحت توليدو بساطا آخر بالقرب من المدخل إلى جوار الأرفف صمم عليه شكل أرفف مكتبة مكدسة عليها الكتب بصورة غير مرتبة على نفس الحال التي اعتاد مونسيفايس أن يترك عليها كتبه.
بالرغم من حرص التصميم على الحفاظ على الروح الفوضوية التي اتسم بها المفكر، إلا أن المسؤولين عن المكتبة حريصون على أن يكون النظام هو القاعدة الأساسية السائدة في المكان. الكتب مرصوصة بانتظام حسب تصنيف موضوعاتها ويشرف عليها فريق من إخصائي المكتبات.
ومن بين الأقسام التي تضمها المكتبة: تاريخ المكسيك، تاريخ الفن العالمي، الرسم، الموسيقى الشعبية، والروايات المصورة، والسير الذاتية لمشاهير الممثلين والمخرجين الأمريكيين والمكسيكيين، بالإضافة إلى التصوير الفوتوغرافي، العمارة وكتب حول القطط وحول المثليين.
من الأقسام الطريفة التي تحتويها المكتبة، قسم الكتب التي أهداها كبار الكتاب المكسيكيين لمونسيفايس من أمثال أديب نوبل الشاعر أوكتافيو باث، وأديب نوبل التشيلي بابلو نيرودا وخوان خيلمان والفنانة ماريا فيلكس التي أصدرت عام 1993 كتابا مصورا بعنوان "كارلوس، أصدقاء اليوم والغد وإلى الأبد".
كتب الأديب والناقد والمفكر المكسيكي إيمانويل كارباييو إهداء عام 1964، جمع فيه، بحسب وصف بوجيان، كل صفات مونسيفايس بعيوبه ومساوئه ومميزاته جميعها حيث يقول: "إلى كارلوس الزنديق، عديم الاحتشام، العبقري، الكسول، المدلل، والصديق".
يقول بوجيان مسؤول المكتبة "لم نقم بجرد كل المحتويات التي لدينا حتى الآن، ونحن متأكدون من أن المزيد من الجرد سيقدم لنا المزيد من المفاجآت التي لم نكتشفها بعد".
كان مونسيفايس مولعا بقضايا وأمور الحياة اليومية، وتناولت مقالاته وتحقيقاته الصحفية شتى جوانب الحياة في المدينة، المسلسلات الدرامية، العلاقات المتشابكة وأثرها على المجتمع، تطور السينما والعلاقة بين السينما والتذوق الجمالي للصورة والتعددية الجنسية.
كان منزل المفكر المكسيكي بأحد الأحياء الشعبية بالعاصمة مكسيكوسيتي يحوي أكثر من أربعا وعشرين ألف كتابا متنوعة، تراكمت بلا انتظام على الأرفف وعلى الأرض وعلى المقاعد وطاولات المنزل فيما استقرت القطط التي كان يقتنيها على كومات منها في تكاسل ودعة.
عندما كان مونسيفايس لا يزال على قيد الحياة، أنشئ متحف استانكييو (Estanquillo) لتجميع مقتنياته التي تضم اثنى عشر قطعة من الأعمال الفنية الشعبية ومن بينها لوحات وصور ودُمى وبوسترات ولافتات وطوابع بريد حصل عليها من سوق البراغيث – من أشهر الأسواق الشعبية في المكسيك – أو من الباعة الجائلين الذين كانوا يترددون على منزله.
بعد وفاته، قام خابيير سانشيز كورال، وهو نفس المهندس المعماري الذي صمم المتحف، بوضع تصور شكل المكتبة، التي تم افتتاحها أواخر العام الماضي، في إطار خطة التجديدات التي أجريت للمكتبة الوطنية بمكسيكوسيتي.
في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ ) قال دانييل بانيولوس بوجيان مسؤول الخدمات المكتبية بالمبنى: "اعتبر المهندس المعماري واضع التصميم أن مكتبة تضم كتب مونسيفايس يجب أن تطرح خطابا حضريا، ومن هذا المنطلق بدأ العمل: فقام بتصميم أرفف الكتب بصورة مبتكرة للغاية على هيئة مباني، حارات وأزقة وأحياء شعبية".
وأضاف بوجيان قائلا: "روعة المبنى ومكانة مقتنياته من الكتب، لم تكتمل إلا بامتزاجها بالفن"، مشيرا إلى حرص فرانسيسكو توليدو أعظم فنان تشكيلي مكسيكي على قيد الحياة الآن، على أن يأتي بنفسه لتزيين جدران المكتبة".
ومثلما كان مونيفايس في حياته يعيش في منزله مع عشر قطط، لا تزال القطط حاضرة بقوة في منزله الثاني الذي تم تخصيصه كمأوى لكتبه، داخل مبنى يرجع للقرن السابع عشر، كان في الأصل مصنع دخان، ثم تحول لثكنة عسكرية، وأخيرا أصبح مكتبة غير تقليدية على الإطلاق.
ولا تظهر القطط التي نحتها توليدو على الأجزاء الرخامية من المكتبة فقط، بل في بساط مغزول من الصوف بطريقة مجسمة. يظهر على البساط، قط أسود يرافق المفكر المكسيكي الواقف بالجنب مرتديا نظارته وقميصه وحذاء برباط معقود.
نحت توليدو بساطا آخر بالقرب من المدخل إلى جوار الأرفف صمم عليه شكل أرفف مكتبة مكدسة عليها الكتب بصورة غير مرتبة على نفس الحال التي اعتاد مونسيفايس أن يترك عليها كتبه.
بالرغم من حرص التصميم على الحفاظ على الروح الفوضوية التي اتسم بها المفكر، إلا أن المسؤولين عن المكتبة حريصون على أن يكون النظام هو القاعدة الأساسية السائدة في المكان. الكتب مرصوصة بانتظام حسب تصنيف موضوعاتها ويشرف عليها فريق من إخصائي المكتبات.
ومن بين الأقسام التي تضمها المكتبة: تاريخ المكسيك، تاريخ الفن العالمي، الرسم، الموسيقى الشعبية، والروايات المصورة، والسير الذاتية لمشاهير الممثلين والمخرجين الأمريكيين والمكسيكيين، بالإضافة إلى التصوير الفوتوغرافي، العمارة وكتب حول القطط وحول المثليين.
من الأقسام الطريفة التي تحتويها المكتبة، قسم الكتب التي أهداها كبار الكتاب المكسيكيين لمونسيفايس من أمثال أديب نوبل الشاعر أوكتافيو باث، وأديب نوبل التشيلي بابلو نيرودا وخوان خيلمان والفنانة ماريا فيلكس التي أصدرت عام 1993 كتابا مصورا بعنوان "كارلوس، أصدقاء اليوم والغد وإلى الأبد".
كتب الأديب والناقد والمفكر المكسيكي إيمانويل كارباييو إهداء عام 1964، جمع فيه، بحسب وصف بوجيان، كل صفات مونسيفايس بعيوبه ومساوئه ومميزاته جميعها حيث يقول: "إلى كارلوس الزنديق، عديم الاحتشام، العبقري، الكسول، المدلل، والصديق".
يقول بوجيان مسؤول المكتبة "لم نقم بجرد كل المحتويات التي لدينا حتى الآن، ونحن متأكدون من أن المزيد من الجرد سيقدم لنا المزيد من المفاجآت التي لم نكتشفها بعد".