منتجع هوا هين الملكي بتايلاند يعج بالنشاط السياحي والثقافي والجميلات

ثم هناك منتجع هوا هين الذي يبعد بمسافة 130 كيلومترا جنوب غرب بانكوك، ويعد أقدم منتجع ساحلي في تايلاند وأحد أكثر المنتجعات الشاطئية نموا في هذه الدولة وهو أمر يثير الدهشة.

وكان هوا هين هو منتجع الشاطئ المفضل للنخبة ببانكوك منذ عام 1911 عندما افتتحت خطوط السكك الحديدية لدولة سيام السابقة خطا لأول مرة يمتد إلى هذه المنطقة التي اشتهرت بصخورها المطلة على خط الساحل، ومن هنا جاءت تسمية هين التي تعني باللغة المحلية الصخر.

وبدأ نجم السياحة في هوا هين في الصعود في أعقاب كارثة تسونامي التي وقعت في 26 كانون أول/ ديسمبر 2004 وتسببت في مصرع أكثر من خمسة آلاف شخص ( نصفهم من السياح الأجانب ) في المنتجعات الواقعة على طول ساحل بحر أندمان التايلاندي.

ويجتذب منتجع هوا هين الذي يسوده جو من الهدوء والاسترخاء ويقع على خليج تايلاند الهادئ آلاف السياح الهاربين من الدمار الذي أحدثته كارثة تسونامي في أوائل عام 2005، وبالتالي فقد أسس المنتجع نفسه كبديل هادئ وآمن للمنتجعات التايلاندية الأكثر جمالا والمطلة على بحر أندمان الذي يتسم بزرقة مياهه.

ويقول بينات تشارونفول مدير هيئة السياحة بمكتب منتجع هوا هين إن فنادق المنتجع أصبحت ممتلئة تماما بالزوار لمدة عامين بعد تسونامي.
وأدى تدفق السياح إلى ازدهار صغير لحركة إقامة الفنادق الفاخرة والتي تشتمل على متاجر وهي موجهة أساسا للزبائن من ذوي الدخول المرتفعة، وتبلغ نسبة الفنادق ذات الأربع أو الخمس نجوم 70 في المئة من بين مجموع فنادقها البالغ عددها 260 فندقا، وتم بناء 120 منها خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

وحاولت السلطات المحلية في هوا هين كبح جماح انتشار الحانات التي تعمل فيها نادلات شبه عاريات ويرجع ذلك جزئيا إلى توقير ملك تايلاند بهوميبول أديولياديجا الذي يحتفظ بقصر صيفي على المشارف الشمالية للمدينة مما أكسب هوا هين لقب " المنتجع الملكي ".
ويضيف بينات إن السلطات المحلية تسعى لفرض الأخلاقيات الحميدة لأنها ترى إن هذه هي مدينة الملك.
إلا أن السلطات لم تستطع أن تمنع ساحة " الترفيه الليلي " النشط من الازدهار في الأزقة الخلفية بالقرب من فندق هيلتون.

وبالرغم من ذلك فإن الأمر الفريد من نوعه في هوا هين هو أن المنتجع سعى للترويج لنفسه باعتباره مركزا تاريخيا وثقافيا.
وتقوم هيئة السياحة ورابطة أصحاب الفنادق في هوا هين منذ عام 2001 بتنظيم مهرجان دولي لموسيقى الجاز في شهر حزيران/ يونيو من كل عام على شرف الملك بهوميبول / 82 عاما / الذي كان عازفا مشهورا لموسيقى الجاز ومتحمسا لها منذ شبابه.

كما ينظم المنتجع مهرجانا للسيارات الأثرية في كانون أول/ ديسمبر من كل عام مما يؤدي إلى تكدس مروري يضاف إلى الزحام الذي يشتهر به المنتجع في عطلات نهاية الأسبوع.
وافتتحت السيدة بترافادي ميجودهون/62 عاما/ عميدة الفنون الشهيرة في تايلاند في 22 كانون ثان/ يناير الماضي مسرح فيك هوا هين رسميا.

وقد نقلت بترافادي مؤسسة مسرح بترافادي في بانكوك مركز نشاطها المسرحي من العاصمة إلى هوا هين. وكان هذا الانتقال في جانب منه لأسباب عائلية إذ أن ابنتها وشقيقتها تديران منتجعات في هوا هين مما يعني أنها تقضي وقتا طويلا في المنتجع ولأسباب شخصية من ناحية.

وستقوم بترافادي بافتتاح مدرستها العليا للفنون في أيار/ مايو المقبل بهدف اجتذاب التلاميذ المهتمين بالفنون والذين يرغبون في العمل في عطلات نهاية الأسبوع في مسرحها فيك هوا هين.

وستقام على المسرح عدة عروض متنوعة من جانب فرق محلية أو أجنبية أو فنانين بمفردهم يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع مما يضيف معلم جذب ثقافي جديد لمنتجع هوا هين الذي يزدحم بالزوار في عطلات نهاية الأسبوع.

وقالت بترافادي " في بانكوك إذا أردت أن تذهب إلى المسرح فإنك تقضي ساعتين على الأقل في الطريق بسبب الازدحام المروري . والحضور إلى منتجه هوا هين يستغرق الوقت نفسه مع الفارق أنك سوف تستريح هنا".