تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


مواطن عربي أليف....نص من ناصر الظاهري




يكتب القاص الاماراتي ناصر الظاهري عمودا يوميا في جريدة الاتحاد الظبيانية وخلافا لبقية كتاب الاعمدة في الصحف العربية كان من القلة التي استطاعت ان ترقى بالعمود اليومي الى مستوى النص الادبي الذي يقرأ في كل زمان ومكان وبكل لغة ويظل يحمل ايحاءاته الخاصة ومن امثلة ذلك العمود التالي المنشور تحت عنوان : مواطت عربي اليف


ناصر الظاهري
ناصر الظاهري
مرة.. وحينما وصلت الحالة بمواطن عربي درجة عالية من الهذيان وهستيريا الجنون، قرر الذهاب إلى طبيب بيطري ليعرض نفسه عليه، فتعجب البيطري من سذاجة هذا الحيوان الذي يمشي على قائمتين، ويريد أن يراجع عيادته، فنصحه باخصائيين نفسيين، وأطباء متخصصين، وأنه لا مكان له في عيادة الحيوانات، فأصر المواطن، راجياً من البيطري أن يأخذه بسعة حلمه، وقدر علمه، ورجاحة فهمه، لأنه يعد نفسه بعد تجربة طويلة في الحياة أنه عومل خلال تلك المدة باعتباره حيواناً أليفاً من جميع الأطراف، لذا وبعد تفكير أخير، عطّل عقله بعد أن صنف كواحد من أرقى الحيوانات، فدهش البيطري من حديثه، ورحب به في عيادته ليحكي له سر قصته، فقال المواطن العربي الأليف:
" لطالما نهضت باكراً كالبعير أبحث لي عن رزقة من السماء ماء أو عشب أو كلأ، ففي سنوات شبابي كدتني الوزارة كد شدائد الأبل، وعند أول عثرة، طردتني من الشغل شر طرده، وقالت:" الباب يوسع جمل".
وأنا نفسي طالما عملت كالثور طوال اليوم، فمثلي منذور للحرث والسقاية، ومسؤول عن زيادة عدد القطيع، ولا أحد يتفضل بشكر أو حمد، لا مدير، ولا زوجه، ولا بقرة، ولا حكومة، وحين أطيح من العياء والتعب كثور ذبيح تكثر سكاكيني.
والحكومة بالذات تعاملني بدونية، وكأني سمكة نافقة، تريدني ما دامني قوياً وبعافيتي كخيلها، وحين أحال إلى التكهين، لا أدري أين وكيف ومتى ستطلق عليّ رصاصة الرحمة، وتريدني أن أكون مطيعاً ووفيّاً كالكلب، لذا تصر على تجويعي، رابطة العيش بالسياسة بقطع الرزق وحز الرقبة، لأنها تؤمن في النهاية بحكمتها الميكافيلية:" جوّع كلبك يتبعك".
والزوجة تريدني أن أكون أرنباً في البيت، لا صوت ولا حس يعلو على نَفَسها، وإن حاولت أن أتذمر أو أثور أستعملت معي سياسة العصا والجزرة.
والمدير يريدني أن أكون وديعاً كالحمامة، ولا يسمع مني على الدوام إلا الهديل والزقزقة في كل شيء، فلا أزيد على ما يقول إلا أحسنت، والخطأ بعيد عنه ويتعداه، بصراحة يريدني أن أكون بغبغاء لا يسمع مني إلا كلامه هو.
والأولاد يريدوني أن أكون كأسد السيرك، له هيبته، لكن دون مخالب وأنياب، والمهم أن يفرحوا بغلة يومه.
زملاء العمل يريدونني أن أكون حماراً حمّالاً لأسيتهم، صبوراً على ديونهم شبه المعدومة، جحشاً في تلبية طلباتهم الكثيرة.
بعض الناس يريدونني أن أكون قرداً مسخوطاً مضحكاً مسلياً، بعضهم لا يرونني إلا دجاجة تبيض ذهباً، بعضهم الآخر يحبون أن يركبوني كمطية لأهدافهم، حتى السوق لا يرحمني بأسعاره وتقلبات أثمانه، يريديني دائماً أن أكون كبش فداء"!

ناصر الظاهري
الاحد 6 يونيو 2010