...ربما داهم بحرٌ مركباً أو جزراً
ربما داهمَ بحراً مطرٌ
فاختفتْ في الماء اطيارٌ وأنهار
وموسيقا وقلب راغمٌ
ربما نوّخ انسانٌ على الشاطئ، صلّى
لإله الماء والزرقة، ناجى ربة مختفيه،
فإذا كفّ هلالُ النارعن أدمعه المستحيه،
خفتتْ بسمته الملتويه.
وإذا السهران في الظلمة لا يلمح إلا
جزراً من حطبٍ
صوراً من لهبٍ
سفناً ملتحيه..!
... انها كارثةٌ أو غاشيهْ،
فلنسافر عبرها
فلندق الكأس بالكأس،
ندقُ العين بالمخرز،
والثغر بثغرِ خُلَّبٍ
قلبا بقلب:
قبل أن نرحل صباحاً
في طريق الهاويه!...
... أنت أبحرت هوائياً بلا صوت
أنا .. أرحل كالطاووس من حزنٍ
إلى العالم تمضي
وأنا أذهب صوب الباديهْ...
أيّهاذا الكوكب الدريّ ... أين أتيتُ؟
كنتُ واريتكَ في قلبي ولكنك جيتْ
وملأت الشاطئ الأسود بالوهج
خليج الحب بالموتِ..
و ... سافرت:
ارتحل قبل صياح الديك أو أني
إذا ماحنت الريح ببابي
وخلعتُ الباب والمحراب:
مّزقتُ الحجاب الآن عن ستر النبؤات
كفرت الآن بالمقبل والمدبر والطاغوت والناموس واللاهوت،
انكرتُ سلامي وإمامي
وعلى ... مفترق الموت بكيْتْ...!
... أيّها المقبل في الماضي إليْ
أيها الغارق في الآتي
تلكأت عليّ،
إن توكأتُ على شيء، فلا ليس عليك
أو توكأتَ على شيء، فلا ،
لا شيء إلا كتفي أو شرفي،
هاتِ يديك!
فأنا القائم في الحاضر والماضي،
أنا الماثل والعاقل والحافي..
وإني.. قدر المستقبل النافر في كل جهات الروح
استوحي شفائي بيديّ
فانتهرني من بدايات الهوى،
هيا، أَمِطْ عن جدثي هذا الكفن،
واحتسبني في جنود الحق إذ يورقُ
من حولك أو حولي الفننْ
صرت عريان وما من فنن حولي
وما من ورق إلا... الزمن!...
.. آه يا هذا الحزَنَ..
كيف واتيت حياتي منذ أن أصبح لي ركنٌ على الشاطئ،
صار الموج ينأى بي إلى الماضي
ويغدو بي إلى المستقبل الغارق في الطّينِ
وكل اللون لا يعبأ بي،
استنزف الريح التي تبحر بالمركب، بي
نحو نهايات النجوم..
[تعبت كل المجرات القديمهْ
من غوايات الرفاق الشعراء
يوم ثاروا، فانتضى كلٌّ صليبَهُ
وبكى بين يَدَيْ سيّدةِ الشعر العظيمه!]
... لم أَغِبْ عن مشهد الموت الكبيرْ
لم يراودني حُزنٌ
كنت في قمة وجدي
بحبيبي استجير!!
... دوخة... ثم انهماكٌ في حديث الجسد القادر؟
يا... هاذا الصديقْ
انت محسوبٌ على الموتى أم الأحياء...
ما دام خواء مُسْهبٌ يفصلنا.
مادمت لا تشملنا بالحب،
لا زرت ولا من معبر نحو ثراك؟
... أعبر البرزخ وأملأ دارنا بالنحل
تُخصِبْ روحُنا وهي تراك؟
أنا لم ألمحْ سواكْ،
ما تبقّى كله ليس سوى حفنة قمحٍ في ذراك:
في هبوب المسك والقار المُحَلّى
... ها أنا وحدي أراك...!
----------------------------------------------------
©علي الجندي، من "سنونوة للضياء الأخير"
الصوره: لهب الجندي
ربما داهمَ بحراً مطرٌ
فاختفتْ في الماء اطيارٌ وأنهار
وموسيقا وقلب راغمٌ
ربما نوّخ انسانٌ على الشاطئ، صلّى
لإله الماء والزرقة، ناجى ربة مختفيه،
فإذا كفّ هلالُ النارعن أدمعه المستحيه،
خفتتْ بسمته الملتويه.
وإذا السهران في الظلمة لا يلمح إلا
جزراً من حطبٍ
صوراً من لهبٍ
سفناً ملتحيه..!
... انها كارثةٌ أو غاشيهْ،
فلنسافر عبرها
فلندق الكأس بالكأس،
ندقُ العين بالمخرز،
والثغر بثغرِ خُلَّبٍ
قلبا بقلب:
قبل أن نرحل صباحاً
في طريق الهاويه!...
... أنت أبحرت هوائياً بلا صوت
أنا .. أرحل كالطاووس من حزنٍ
إلى العالم تمضي
وأنا أذهب صوب الباديهْ...
أيّهاذا الكوكب الدريّ ... أين أتيتُ؟
كنتُ واريتكَ في قلبي ولكنك جيتْ
وملأت الشاطئ الأسود بالوهج
خليج الحب بالموتِ..
و ... سافرت:
ارتحل قبل صياح الديك أو أني
إذا ماحنت الريح ببابي
وخلعتُ الباب والمحراب:
مّزقتُ الحجاب الآن عن ستر النبؤات
كفرت الآن بالمقبل والمدبر والطاغوت والناموس واللاهوت،
انكرتُ سلامي وإمامي
وعلى ... مفترق الموت بكيْتْ...!
... أيّها المقبل في الماضي إليْ
أيها الغارق في الآتي
تلكأت عليّ،
إن توكأتُ على شيء، فلا ليس عليك
أو توكأتَ على شيء، فلا ،
لا شيء إلا كتفي أو شرفي،
هاتِ يديك!
فأنا القائم في الحاضر والماضي،
أنا الماثل والعاقل والحافي..
وإني.. قدر المستقبل النافر في كل جهات الروح
استوحي شفائي بيديّ
فانتهرني من بدايات الهوى،
هيا، أَمِطْ عن جدثي هذا الكفن،
واحتسبني في جنود الحق إذ يورقُ
من حولك أو حولي الفننْ
صرت عريان وما من فنن حولي
وما من ورق إلا... الزمن!...
.. آه يا هذا الحزَنَ..
كيف واتيت حياتي منذ أن أصبح لي ركنٌ على الشاطئ،
صار الموج ينأى بي إلى الماضي
ويغدو بي إلى المستقبل الغارق في الطّينِ
وكل اللون لا يعبأ بي،
استنزف الريح التي تبحر بالمركب، بي
نحو نهايات النجوم..
[تعبت كل المجرات القديمهْ
من غوايات الرفاق الشعراء
يوم ثاروا، فانتضى كلٌّ صليبَهُ
وبكى بين يَدَيْ سيّدةِ الشعر العظيمه!]
... لم أَغِبْ عن مشهد الموت الكبيرْ
لم يراودني حُزنٌ
كنت في قمة وجدي
بحبيبي استجير!!
... دوخة... ثم انهماكٌ في حديث الجسد القادر؟
يا... هاذا الصديقْ
انت محسوبٌ على الموتى أم الأحياء...
ما دام خواء مُسْهبٌ يفصلنا.
مادمت لا تشملنا بالحب،
لا زرت ولا من معبر نحو ثراك؟
... أعبر البرزخ وأملأ دارنا بالنحل
تُخصِبْ روحُنا وهي تراك؟
أنا لم ألمحْ سواكْ،
ما تبقّى كله ليس سوى حفنة قمحٍ في ذراك:
في هبوب المسك والقار المُحَلّى
... ها أنا وحدي أراك...!
----------------------------------------------------
©علي الجندي، من "سنونوة للضياء الأخير"
الصوره: لهب الجندي


الصفحات
سياسة








