تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


هل الصداقة حب عقلاني ...؟ وكيف يمكن الحفاظ عليها وضمان استمرارها




هامبورج - سابين ماورير- في عصر الفيس بوك تبدو كلمة " صداقة " وكأنها فقدت معناها، وأصبح من الأمور العادية أن يكون للمرء مئات " الأصدقاء " على شبكة للتواصل الاجتماعي معظمهم غير معروفين له حقيقة، أما عدد الأصدقاء الفعليين الذين يرتبط بهم الشخص المتوسط فهو أقل بكثير في الواقع، ويرى الطبيب النفسي ميشائيل شيلبيرج أن معظم الأشخاص لديهم ثلاثة أصدقاء كحد أقصى.


هل الصداقة حب عقلاني ...؟ وكيف يمكن  الحفاظ عليها وضمان استمرارها
ولكن من هو الصديق ؟. ومن بين التعريفات الشائعة هي أن الصديق هو شخص يعرفك على حقيقتك ويحبك على الرغم من هذه المعرفة، ويعرف شيلبيرج الصداقة بأنها " علاقة خاصة " وبأنها " حب عقلاني "، والأصدقاء يساندون بعضهم البعض وهم مخلصون ويمكن الثقة بهم والاعتماد عليهم، وتدعم الصداقة الصفات الإيجابية وتساعد الشخص على تطوير شخصيته.
غير أن كريستا روث ساشينهايم وهي طبيبة نفسية ورئيسة الرابطة الألمانية للأطباء النفسيين تطرح تعريفا خاصا للصداقة وهو أن " الصديق هو شخص تقضي معه الوقت وتشارك معه التجربة ".

كما تعني الصداقة الاضطلاع بالمسئوليات التي تختلف من علاقة إلى أخرى، وهذا يمكن أن يعني اللقاء لتناول طعام الغداء التقليدي يوم الأحد من كل أسبوع أو التبادل المنتظم للخبرات والتجارب أو الثرثرة اليومية عبر الهاتف حتى في يوم العطلة، ويقول البروفسور أورليش فودرهولزر وهو استشارى العلاج النفسي ومدير مصحة سشيون في براين بولاية بافاريا إن الصداقة يمكن أن تكون لها عدة طقوس، وهي توفر الإحساس بالأمان وتبدد المخاوف خاصة في العصر الذي نعيش فيه.

ومعظم الأشخاص يمكن الاتصال بهم طوال اليوم، ويمكن لكل فرد تقريبا أن يرسل ويستقبل رسالة نصية أو إلكترونية وأن يقول من الذي قابله توا وما الذي تم فعله، وفي بعض الأحيان تتحول هذه الإمكانية إلى إلزام، وأصبح من الصعب التراجع عن الصداقة بدون إبداء سبب وجيه، ولكن إذا كنت تريد تخصيص مزيدا من الوقت تقضيه بمفردك أو إذا لم تكن تريد الاحتفاظ ببعض عناصر صداقة ما فيجب أن تكون في وضع لتوضح تلك الرغبة لصديق جيد.

وتقول روث ساشينهايم إنه في حالة عدم نجاح حوار مثل هذا فإن ذلك يعني وجود مشكلة في العلاقة، ويتفق شيلبيرج مع هذا الرأي ويوصي بأن يسعى كل شخص إلى أن يكون متفتح الذهن حتى في علاقة الصداقة الأقل قوة.

ويقول شيلبيرج إن اتباع خط دبلوماسي يعد طريقا خاطئا، ويضيف إنه لا يتعين عليك أن تفكر أنه يجب عليك أن تحتفظ دائما بسجلات صديقك الطيبة ، فهذا يؤدي فقط إلى آمال زائفة، كما أن الأكاذيب البيضاء وتجنب النزاع سيؤدي فقط إلى مزيد من النزاع، وسيكون من الأفضل كثيرا أن تكون قادرا على التعبير بهدوء عن أفكارك، وإنك بحاجة لأن تعلم ما الذي تريده، ولا يوجد أحد على ظهر الأرض خلق لكي يرضي كل شخص آخر، ومن ناحية أخرى تعتقد روث ساشينهايم أن للأكاذيب البيضاء فوائدها بين الأصدقاء لأنها تعد وسيلة جيدة لحفظ ماء الوجه.

وينصح البروفسور فودرهولزر بالتمسك بما يصفه بأنه " القواعد الأساسية للإتصالات "، ويقول إن التعبير عن الانتقاد ليس وسيلة جيدة لتسيير الأمور، وثمة وسيلة أفضل بكثير تتمثل في إرسال ما يصفه " بالرسائل الذاتية " وأن تشرح مشاعرك الخاصة، وعلى سبيل المثال حاول استخدام جمل مثل " إنني لا أشعر بأنني أعامل باحترام " أو " إنني لا أحمل شعورا إيجابيا إزاء هذا الموقف ".

ومن الممكن أن تمر العلاقة بحالة من الصعوبة عندما يبدأ الشعور بأنه يتم فرض قيود عليها أو أنها تتعرض للتحكم أو لنوع من السيطرة، ويقول فودرهولزر إن الصداقة تقوم على الثقة أما الرغبة في التحكم والسيطرة فهي نوع من عدم الأمان، والناس الذين يتعرضون لهذا الموقف غالبا ما يشعرون بأن الصداقة تتعرض للتهديد إذا ما تم إلغاء اللقاء الأسبوعي المنتظم أو إذا ما تم التحدث بكثرة عن شخص آخر، وهم يتصلون كثيرا ويريدون أن يعلموا كل شيء حدث، وهذا النوع من التحكم يمكن أن يتطور إلى مرض ويصبح مزمنا.

ويضيف فودرهولزر إن ذلك يمكن أن يكون شيئا سيئا إلى حد كبير بالنسبة إلى الصداقة، ونصيحته في مثل هذه المواقف أن تتحدث عن الأمر مع صديقك.
وإذا كنت محور الانتقاد في هذا الحوار فعليك أن تتمسك بالهدوء، وفي هذا الصدد تقول روث ساشينهايم إن أهم شيء هو ألا تتخذ الأمور بشكل شخصي جدا، فالشخص الآخر ستكون لديه أسبابه، بينما ينصح فودرهولزر بمحاولة رؤية الجانب الإيجابي للأشياء في حالة إلغاء صديقك لمناسبة كانت تحدث بانتظام، وحينئذ سيكون لديك الوقت لتفعل شيئا آخر.

سابين ماورير
الاحد 7 أغسطس 2011