
فالحمير الوحشية تلعب بينما تضغط الثيران البرية أنوفها على بوابة الحظيرة التي تعيش بداخلها، في الوقت الذي تتقارب فيه رؤوس الفيلة معا ثم تصدر أصواتا وتأخذ النمور حماما فاخرا.
ولا يصطحب أوت / 34 عاما / مصباحا يدويا معه حينما يقوم بدورية الحراسة بالحديقة لأنه كما يقول اعتاد الرؤية في الظلام بحيث يؤدي ضوء المصباح إلى تغيير درجة الرؤية الليلية التي اعتادها مما يجعله فاقد البصر بالفعل أمام ما يحدث، وقد قبل هذه الوظيفة أساسا لأنها تسمح له بالدراسة في الأوقات التي تفصل بين الجولات التي يقوم بها داخل الحديقة ولكنه شيئا فشيئا بدأ يحب هذه المهنة.
ويوضح أوت قائلا وهو يستند إلى سياج حظيرة الأفيال أن التحدي بالنسبة له هو محاولة عدم الاستسلام للنوم، ويحب أوت الذي يدرس القانون أن يجلس أمام هذه الحظيرة ليستريح قليلا أثناء قيامه بدورية الحراسة خاصة في فصل الصيف، ويقول إنه دائما ما يحدث شيء داخل الحظيرة ويؤكد قدرته على مراقبة ما يحدث بهدوء.
وبالإضافة إلى دراسته للقانون يعمل أوت أيضا بوظيفة لجزء من الوقت وبالتالي يشعر بالضغوط طوال أيام الأسبوع على حد قوله، وبالمقارنة يرى أن العمل بحديقة الحيوان يشعره بالاسترخاء.
وفجأة يصيح أحد الفيلة بصوت مرتفع وبشكل عدائي، ولا يشعر أوت بالخوف ويستمر في المراقبة، ويقف الفيل الذي عبر عن مشاعره بالصياح خلف بوابة خشبية ويخرج خرطومه من بين فجوات البوابة في محاولة للوصول للأفيال الأخرى بالقطيع على الجانب الآخر، فقد تم فصل هذا الفيل عن بقية أفراد القطيع ويبدو أنه غاضب من هذه المعاملة.
ويشير أوت إلى الفيل مبتسما ويقول إنه مثير للمتاعب، ويعاني الفيل من مشكلة سلوكية ومن المرجح أنه يشعر بالضيق لأنه تعرض للعقاب مرة أخرى.
ويمكن شرح وظيفة أوت بسهولة من خلال الأرقام، فكل جولة تستغرق 45 دقيقة وتغطي 3 ر4 كيلومترات أي أنه يقطع خلالها أكثر من ستة آلاف خطوة، وهو يقوم بخمس جولات أثناء الليل خلال الفترة من السادسة مساء إلى السابعة صباحا، كما يغطي 16 نقطة تفتيش ويقوم بالاتصال هاتفيا كل ساعة بمركز المراقبة والمتغير الوحيد الذي لا يمكن التحكم فيه هو الظلام الذي يمكن أن يتسبب في استثارة الحيوانات.
ويقول أوت إنه لا يلاحظ وجود أي شيء يثير الخوف خلال جولاته وقت الغروب، وتستمر حديقة الحيوان مثلما كانت بالضبط خلال الساعتين اللتين تسبقان الغروب، ومع ذلك فعندما يحل الظلام يصبح كل صوت مثيرا للخوف، ويضيف إنك عندما تسمع صوتا لا تستطيع أن تحدد مصدره بسبب اتجاه الريح وفي أول مرة سمع فيها أوت زئير الأسد أسرع بالعدو والاختباء خلف بوابة مزودة بأسلاك شبكية، وفي البداية كان لا يثق بأن الحظيرة محكمة الإغلاق.
ويضيف أوت ضاحكا إنه كان يتصرف على نفس المنوال خلال أول ليلتين عمل فيهما بالحديقة وكان ينظر ليرى أين يمكن أن تهرب الحيوانات وأين يمكن أن يقوم هو بالفرار، وكان يحترس بشكل خاص من الجدار الزجاجي لحظيرة وحيد القرن.
ويقول إنه بدا له أن كل ما يحتاجه هو اتخاذ أهبة الاستعداد للركض وأنه يمكنه الهرب، وفيما بعد صار يدرك أن الثور البري الضخم لا يستطيع الخروج من الحظيرة حتى على الرغم من أنه يستطيع أن يضع حوافره الأمامية على السور ويبدو أنه يشكل تهديدا، واستغرق الأمر أربعة أشهر قيبل أن يستطيع أن ينفذ جولاته التفقدية بدون أن يشعر بالخوف.
وفي حادث وقع قبل أن تقوم إدارة الحديقة بتعلية سورها الخارجي قام شخصان ملثمان بتسلق السور وهبطا داخل حظيرة الحمير الوحشية، وشعر أوت بالخوف الشديد.
ويوضح أوت قائلا إنك لا تستطيع تقدير موقف مثل ذلك على الإطلاق، وقد سارع بالاتصال بالشرطة وصاح بالشخصين " هل يمكنني تقديم المساعدة لكما ؟، وأدى صياحه إلى إخافة الشخصين الدخيلين الذين سارعا بتسلق السور مرة اخرى والهرب، واستنتج أوت من الموقف أنهما ربما كانا يحاولان اختبار مدى شجاعتهما.
وعادة ما يكون الكائن الغريب الوحيد الذي يقابله أثناء جولاته بالحديقة هو حيوان زائر وهو ثعلب يأتي من الجوار بشكل منتظم ويقوم بجولة خلال أراضي الحديقة، وكان أوت يعتقد في البداية أن الثعلب من بين حيوانات الحديقة وأنه خرج من المكان المعد لإقامته، وقال أوت وهو يهز رأسه إنه أخذ وقتها ينادي حوله كالذي فقد عقله إلى أن أخبره شخص ما في النهاية بقصة هذا الثعلب.
وفي وقت آخر وجد أوت نفسه واقفا أمام طائر الكركي الذي خرج من مكان إقامته بالحديقة، وأمسك خبراء التعامل مع الحيوانات بالطائر سريعا بعد أن أخطرهم أوت بهروبه.
وبات كل الحيوانات في الأماكن الخاصة بهم هذه الليلة باستثناء بطة خرجت من حظيرتها وذهبت إلى حوض السباحة الخاص بطائر البطريق، ومن المقرر أن يقوم أوت بجولته التالية نحو منتصف الليل، وبحلول ذلك الوقت يتعين أن يكون معظم سكان الحديقة قد غطوا في النوم، وتظل الحمير الوحشية وحدها مستيقظة فهي مثل أوت تقوم بجولاتها ليلا.
ولا يصطحب أوت / 34 عاما / مصباحا يدويا معه حينما يقوم بدورية الحراسة بالحديقة لأنه كما يقول اعتاد الرؤية في الظلام بحيث يؤدي ضوء المصباح إلى تغيير درجة الرؤية الليلية التي اعتادها مما يجعله فاقد البصر بالفعل أمام ما يحدث، وقد قبل هذه الوظيفة أساسا لأنها تسمح له بالدراسة في الأوقات التي تفصل بين الجولات التي يقوم بها داخل الحديقة ولكنه شيئا فشيئا بدأ يحب هذه المهنة.
ويوضح أوت قائلا وهو يستند إلى سياج حظيرة الأفيال أن التحدي بالنسبة له هو محاولة عدم الاستسلام للنوم، ويحب أوت الذي يدرس القانون أن يجلس أمام هذه الحظيرة ليستريح قليلا أثناء قيامه بدورية الحراسة خاصة في فصل الصيف، ويقول إنه دائما ما يحدث شيء داخل الحظيرة ويؤكد قدرته على مراقبة ما يحدث بهدوء.
وبالإضافة إلى دراسته للقانون يعمل أوت أيضا بوظيفة لجزء من الوقت وبالتالي يشعر بالضغوط طوال أيام الأسبوع على حد قوله، وبالمقارنة يرى أن العمل بحديقة الحيوان يشعره بالاسترخاء.
وفجأة يصيح أحد الفيلة بصوت مرتفع وبشكل عدائي، ولا يشعر أوت بالخوف ويستمر في المراقبة، ويقف الفيل الذي عبر عن مشاعره بالصياح خلف بوابة خشبية ويخرج خرطومه من بين فجوات البوابة في محاولة للوصول للأفيال الأخرى بالقطيع على الجانب الآخر، فقد تم فصل هذا الفيل عن بقية أفراد القطيع ويبدو أنه غاضب من هذه المعاملة.
ويشير أوت إلى الفيل مبتسما ويقول إنه مثير للمتاعب، ويعاني الفيل من مشكلة سلوكية ومن المرجح أنه يشعر بالضيق لأنه تعرض للعقاب مرة أخرى.
ويمكن شرح وظيفة أوت بسهولة من خلال الأرقام، فكل جولة تستغرق 45 دقيقة وتغطي 3 ر4 كيلومترات أي أنه يقطع خلالها أكثر من ستة آلاف خطوة، وهو يقوم بخمس جولات أثناء الليل خلال الفترة من السادسة مساء إلى السابعة صباحا، كما يغطي 16 نقطة تفتيش ويقوم بالاتصال هاتفيا كل ساعة بمركز المراقبة والمتغير الوحيد الذي لا يمكن التحكم فيه هو الظلام الذي يمكن أن يتسبب في استثارة الحيوانات.
ويقول أوت إنه لا يلاحظ وجود أي شيء يثير الخوف خلال جولاته وقت الغروب، وتستمر حديقة الحيوان مثلما كانت بالضبط خلال الساعتين اللتين تسبقان الغروب، ومع ذلك فعندما يحل الظلام يصبح كل صوت مثيرا للخوف، ويضيف إنك عندما تسمع صوتا لا تستطيع أن تحدد مصدره بسبب اتجاه الريح وفي أول مرة سمع فيها أوت زئير الأسد أسرع بالعدو والاختباء خلف بوابة مزودة بأسلاك شبكية، وفي البداية كان لا يثق بأن الحظيرة محكمة الإغلاق.
ويضيف أوت ضاحكا إنه كان يتصرف على نفس المنوال خلال أول ليلتين عمل فيهما بالحديقة وكان ينظر ليرى أين يمكن أن تهرب الحيوانات وأين يمكن أن يقوم هو بالفرار، وكان يحترس بشكل خاص من الجدار الزجاجي لحظيرة وحيد القرن.
ويقول إنه بدا له أن كل ما يحتاجه هو اتخاذ أهبة الاستعداد للركض وأنه يمكنه الهرب، وفيما بعد صار يدرك أن الثور البري الضخم لا يستطيع الخروج من الحظيرة حتى على الرغم من أنه يستطيع أن يضع حوافره الأمامية على السور ويبدو أنه يشكل تهديدا، واستغرق الأمر أربعة أشهر قيبل أن يستطيع أن ينفذ جولاته التفقدية بدون أن يشعر بالخوف.
وفي حادث وقع قبل أن تقوم إدارة الحديقة بتعلية سورها الخارجي قام شخصان ملثمان بتسلق السور وهبطا داخل حظيرة الحمير الوحشية، وشعر أوت بالخوف الشديد.
ويوضح أوت قائلا إنك لا تستطيع تقدير موقف مثل ذلك على الإطلاق، وقد سارع بالاتصال بالشرطة وصاح بالشخصين " هل يمكنني تقديم المساعدة لكما ؟، وأدى صياحه إلى إخافة الشخصين الدخيلين الذين سارعا بتسلق السور مرة اخرى والهرب، واستنتج أوت من الموقف أنهما ربما كانا يحاولان اختبار مدى شجاعتهما.
وعادة ما يكون الكائن الغريب الوحيد الذي يقابله أثناء جولاته بالحديقة هو حيوان زائر وهو ثعلب يأتي من الجوار بشكل منتظم ويقوم بجولة خلال أراضي الحديقة، وكان أوت يعتقد في البداية أن الثعلب من بين حيوانات الحديقة وأنه خرج من المكان المعد لإقامته، وقال أوت وهو يهز رأسه إنه أخذ وقتها ينادي حوله كالذي فقد عقله إلى أن أخبره شخص ما في النهاية بقصة هذا الثعلب.
وفي وقت آخر وجد أوت نفسه واقفا أمام طائر الكركي الذي خرج من مكان إقامته بالحديقة، وأمسك خبراء التعامل مع الحيوانات بالطائر سريعا بعد أن أخطرهم أوت بهروبه.
وبات كل الحيوانات في الأماكن الخاصة بهم هذه الليلة باستثناء بطة خرجت من حظيرتها وذهبت إلى حوض السباحة الخاص بطائر البطريق، ومن المقرر أن يقوم أوت بجولته التالية نحو منتصف الليل، وبحلول ذلك الوقت يتعين أن يكون معظم سكان الحديقة قد غطوا في النوم، وتظل الحمير الوحشية وحدها مستيقظة فهي مثل أوت تقوم بجولاتها ليلا.