نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


"آل مانسون" و "بابلو إسكوبار"...جاذبية "السياحة المظلمة"




مكسيكو سيتي – تبلغ تكلفة تذكرة جولة مدتها أربع ساعات لمتابعة الجرائم التي ارتكبها آل مانسون ، 75 دولارا. وتشمل الجولة زيارات لأماكن وقوع عدد من أكثر جرائم القتل المشينة في الولايات المتحدة.


مدخل بيت إسكوبار الذي صار جاذبا للسياحة المظلمة
مدخل بيت إسكوبار الذي صار جاذبا للسياحة المظلمة
وفي المجمل ، لقي سبعة أشخاص حتفهم خلال فورة القتل التي أثارها زعيم الطائفة، تشارلز مانسون ، وكان أبرز الضحايا الممثلة شارون تيت ، زوجة المخرج رومان بولانسكي.

ويقول هيلي بولو، المرشد السياحي المتخصص في جولة " هيلتر سكيلتر"، :" نذهب إلى مسرح الجريمة ونشهد كل شيء يتعلق بجرائم القتل الوحشية، من خلال تسجيلات الفيديو والتسجيلات الصوتية".

ويضيف:" إنها قصة /غريبة ومُروِّعة/ ، ولكنها أيضًا جزء من تاريخ مدينة لوس أنجليس".

وغالبًا ما يتم حجز الجولة التي أعدها سكوت مايكل، الخبير في دراسة تاريخ "آل مانسون" ، بالكامل.

و يُعرف من يشاركون في هذه الجولة باسم "هواة السياحة المظلمة"، أي الأشخاص الذين يحبون زيارة الأماكن المرتبطة بالموت والدمار.

وقد صاغ هذا المصطلح في عام 1996 كل من جون لينون ومالكوم فولي ، الباحثين في مجال السياحة البريطانية.

ولكن وضع تعريف دقيق لمصطلح "السياحة المظلمة"، ليس بالأمر الهين ، كما يقول بيترهوهينهاوس، وهو من هواة هذا النوع من السياحة، حيث يسافر بشكل مستمر، ويدير موقعًا إلكترونيا على شبكة الانترنت يقدم نصائح ووجهات محتملة لأشخاص لهم نفس طريقة التفكير.

وهناك الكثير من أشكال هذه السياحة المعتمة، أو السوداء ، كما يقول بيتر هوهينهاوس ، فالمكان قد لا يكون بالضرورة له علاقة بجريمة قتل أو بكارثة، ليحظى المرء بـ "جاذبية مظلمة".

ويقول هوهينهاوس ، الذي زار نحو 700 موقع من مثل هذه المواقع في 90 دولة ، إن هواة السياحة المظلمة يمكن أن يكونوا مختلفين، مثل وجهاتهم.

ويضيف:" لا أستطيع أن أصدق أن ما يجعل شخص ما، يزور مدينة فردان (إحدى أقدم مدن فرنسا وموقع معركة فردان، التي وقعت أثناء الحرب العالمية الأولى) ، أو مواقع أخرى خاصة بتلك الحرب ، هو نفس الشيء الذي يدفع شخصا ما لزيارة مدينة تشيرنوبل أو المناظر الطبيعية للبراكين في أيسلندا".

ويرفض هوهينهاوس فكرة أن السياحة المظلمة شكل من أشكال الترويج للفضائح ، فهو نفسه يرفض "سياحة الاحياء الفقيرة".

ويضيف:" في رأيي ، هذا شيء مختلف بشكل جوهري ، لأنه ليس مرتبطا ببؤس تاريخي مضى، بل بآخر لا يزال يحدث".

ويقول إنه عندما يكون هناك شيء ما في الماضي انقضى منذ فترة طويلة ، فإنه يصبح أقل إشكالية ، من حيث العاطفة ، وكذلك من الناحية الثقافية والسياسية.

ويردف بالقول: "من وجهة نظر أخلاقية ، يصبح الأمر صعبًا للغاية فيما يتعلق بالكوارث التي حدثت للتو"، مشيرا إلى أمثلة على ذلك، كارثة برج جرينفيل في لندن أو غرق سفينة الرحلات كوستا كونكورديا قبالة سواحل إيطاليا.

ومع ذلك ، فهو يعترف بأنه ربما كان سيذهب لإلقاء نظرة على السفينة الغارقة، إذا كان بالقرب من الموقع، لكنه لم يكن ليأخذ لنفسه صورة ذاتية (سيلفي) هناك.

وهو يعلم تماما أن هواة السياحة المظلمة ليسوا جميعا مثله في هذا التصرف.

ويقول: "لا يمكن إنكار أن هناك هواة سياحة مظلمة سيئين "، حيث انهم، على سبيل المثال ، لا يتصرفون بشكل مناسب في الأماكن التذكارية الخاصة بمعسكرات التعذيب والاعتقال".

ويقول إن هاوى السياحة المظلمة المهتم بشدة بوجهته سيبحث مسبقاً وبشكل جيد عن المكان الذي يقصده.

وفي بعض الأماكن ، لم يتبق الكثير ليذكر الناس بحجم المعاناة التي وقعت هناك.

فكل ما تبقى في موقع المقر السابق لبارون المخدرات الكولومبي الشهير بابلو اسكوبار، حديقة حيوانات وحديقة مائية، رغم وجود متحف صغير يعرض الفظائع التي ارتكبت في عهده.

وسيطر الملياردير رئيس كارتل ميديلين على تجارة الكوكايين الدولية في ثمانينيات القرن المنصرم، وكان مسؤولاً عن مقتل الآلاف.

وفي هاسيندا نابوليس ، كان يقيم الحفلات الماجنة. وكان مقر إقامته يضم مدرجاً لهبوط الطائرات وحلقة لمصارعة الثيران وبحيرات اصطناعية، فضلاً عن حديقة للحيوانات.

وفي مدينة ميديلين ، غالباً ما يزور السياح ، مثل مغني الراب الأمريكي "ويز خليفة" ، بيوت اسكوبار السابقة، حيث يلتقطون صورا أمام مبنى موناكو الذي كان يعيش فيه يوما ما.

ولكن سلطات المدينة غير راضية تماما عن مثل هذا النوع من السياحة.

ويقول عمدة المدينة فيديريكو جوتيريز: "عندما يتخذ الناس من أؤلئك الذين تسببوا في الكثير من الدمار مثلا أعلى، يغضبني هذا حقا".

ويضيف: "ليس فقط لكوني عمدة، ولكن أيضا كإنسان."

ولهذا السبب، تعتزم مدينة ميدلين إزالة مبنى موناكو وإنشاء حديقة في الموقع تخلد ذكرى ضحايا اسكوبار.

وأحد الأسباب التي تدفع الناس إلى زيارة مثل هذه المواقع، هو ما تسمح به هذه الاماكن من مواجهة بينهم وبين كوابيسهم الخاصة ، وذلك بحسب ما ذكره وهينهاوس في موقعه على الإنترنت، حيث يجعلهم ذلك يفكرون في كيفية تصرفهم هم أنفسهم حال تعرضهم لمثل هذه الكوارث.

ولكن فيليب ستون ، وهو باحث في المعهد الأول على مستوى العالم للسياحة المظلمة، بجامعة سنترال لانكشاير ، لديه فكرة مختلفة.

وكتب ستون في دراسة له يقول إنه في المجتمعات الغربية العلمانية ، يحدث الموت بشكل متزايد خلف الأبواب المغلقة.، وأضاف أن السياحة المظلمة تقدم نوعًا من "الفلترة الاجتماعية" بين الحياة والموت.

ولقي تشارلز مانسون ، الذي حكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة، حتفه وراء القضبان في عام 2017 عن عمر ناهز 83 عامًا.

ومنذ ذلك الحين ، أصبحت تركته وتراثه موضع معركة قانونية.

ولكن يتوقع ازدهار جولة "هيلترسكيلتر" في الذكرى السنوية الخمسين لجرائمه، التي تحل في عام 2019، لتجلب الكثير من الارباح.

د ب ا
الخميس 20 سبتمبر 2018