نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


أمل البرغوتي ترصد سحر الشرق في الألفية الثالثة من زاوية في سوق واقف بالدوحة




الدوحة - الهدهد - من زاوية في سوق شعبي بالعاصمة القطرية حيث تلتقي متاعب الساعين خلف الرزق مع تهويمات الطيور المهاجرة التي تريح أجنحتها على خشب الأبنية التراثية ترصد الفنانة أمل البرغوثي سحر الشرق لا كما رآه المستشرقون بل بجوانية وحميمية من يعرف المكان ويحبه ويحرص على نقل ذلك الحب الى المشاهد عبر ألوان حارة ومشاهد موحية وقد عاشت هذه التشكيلية المميزة تفاصيل الواقع القطري بنمنماته و جزئياته ، ودرست الروح قبل خطوط الشكل الظاهري و احتفظت بها في مشروع لوحة و لوحة حتى اطلقت معرضها الأول مساء السبت في قاعة الحوش القطري بسوق واقف بالدوحة


أمل البرغوتي ترصد سحر الشرق في الألفية الثالثة من زاوية في سوق واقف بالدوحة
افتتحت الفنانه الشابة امل البرغوثي معرضها الشخصي الأول بعد عدة مشاركات لها بلوحات ضمن معارض مشتركة في كل من مصر و الاردن و لبنان ، و البرغوثي مهمومة بنقل تفاصيل الصورة الفوتغرافية للواقع الى اللوحة بأمانه متناهية يخالطها وهج المعرفة بالمكان وشخوصه وكائناته ، فهى لا تنقل الخطوط و الألوان و لكنها تنقل الاحساس بالمكان و الزمان داخل الصورة / اللوحة ، و لذلك فقد اختارت للوحاتها الزيتية محوراً هو البعد الرابع الذي يتجسد في مكان محدد في قطر هو سوق واقف ، و هو سوق قطري شعبي ذو عراقة ، تُباع فية كل مستلزمات الحياه الحديثة و تلك التي تعرضها متاحف المنطقة ، فالسوق اليوم و بعد الترميمات و التجديدات و التوسعات التي قامت بها الدوله مؤخراً للحفاظ على الشكل التقليدى للعمارة للسوق و الحفاظ على عبق التراث في وسط مدينة خليجية تحاكي المدنية و المعمار الحديث في شكل أبراج متراصة على ضفاف الخليج ، تلك الجهود التي نحجت في إضفاء روح الأصاله في السوق الشعبي القديم مما جعله مادة خصبة لأمل البرغوتي لتسجل بالريشة لوحات ليوميات السوق و شخصياته الأدمية و غير الآدمية ، فالطيور جزء من شخصية المكان و من الشكل العام الذي صار إلية ، ففي إحدى اللوحات تسجل أمل مجموعة من الحمائم تقف على أعمدة خشبية ، و تُبرز اللوحة جفاف الخشب و تشققة و هي حالة ساكنة و في الوقت ذاته ترصد إرتعاشة ريشات حمامه و جنوح الأخرى الى فرش جناحيها للطيران ، و في مشهد آخر للسوق ترصد الفنانة صورة صبي يرقب تزاحم الحمائم على الحبوب ، و اللوحة بديعة في كون مجموعة الطيور المجتمعة على حبات الشعير تنلاحم و لا تتلاحم ، فكل طير له شكله و مساحتة المستقله حين تقترب من اللوحة ، و ما أن تبتعد حتى تبدو الحمامات ككتله من الالوان الرمادية المتداخله

أمل البرغوتي ترصد سحر الشرق في الألفية الثالثة من زاوية في سوق واقف بالدوحة
والشخصيات الآدمية التي تقدمها أمل البرغوتي شخصيات حية تكاد تنطق من خلال اللون و الظل و ثنايا الثوب و تجاعيد الوجة ، أما الأبعد من ذلك فهو هذا الأحساس المبطن بالحزن الذي انتقل الى الفنانة من خلال عدستها الخاصة و من ثم انتقل الى المتلقي من خلال ريشة مبدعة ، فالسوق ليس مكان للمتعة و الاسترخاء ، بل انه مكان الكد من أجل لقمة العيش ، فكان لا بد للوجوه أن تعكس هذا التعطش للحياه في انتظار الرزق الذي قد يأتي اليوم و قد لا يأتي ، ذاك بالتحديد ما تشي به لوحات البورتريه عند الفنانة، وأبرز مثال على ذالك لوحة بائع السجاد عند امل البرغوتي ، و التي ما ان تقف امامها إلا و تذكر لوحة «تاجر السجاد» للفنان فيتوريو راتيني و لوحات آخرى للمستشرقين في تصويرهم لتفاصيل شوارع القاهرة أو أزقة دمشق القديمة و مشاهد من خان أسعد باشا ، و لا تبتعد بك لوحة الانتظار لرجل خليجي في منتصف العمر ينظر للعدسة / الريشة و يحرك بين أصابعة حبات مسبحة ، لا تبتعد فى الاحساس بها عن لوحة "قارئ القرآن" لجون فريدريك لويس.
و البرغوتي بهذه اللوحات و التفاصيل تسجل "سحر الشرق" في الألفية الثالثة ، دون مبالغة أو زيف ، فإذا كان سوق واقف المكان صار يبعث سحر الماضي و عبق التراث في نفوس مرتاديه ، فإن تصوير امل البرغوتي للسوق في لوحاتها تبعث في سوق واقف الروح و المعني وتنقله الى زوار المعرض الذي يستمر لمدة اسبوع من تاريخ اليوم في داخل السوق الذي تسجله اللوحات حدثا و نغما ، في قاعة الفنون المعروفة بأسم "الحوش القطري"
-------------------------------------------------------------
الصور : من لوحات أمل البرغوثى (خاص بالهدهد )

الهدهد - الدوحة
الاحد 5 أبريل 2009