نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


إرث النهب الاستعماري البريطاني المثير للجدل من إثيوبيا إلى اليونان






لندن - كريستوف ميير – يبدو أنها كانت مشاهد مأسوية تلك التي عاشتها عام 1868 منطقة الهضاب الإثيوبية، حينما انسحب امبراطور الحبشة، تيودور الثالث، أمام الحملة البريطانية-الهندية الكاسحة التي هاجمت بلاده للانتقام منه، محتميا بحصنه بقرية المجدلية، ولكن عندما تمكنت القوات الغازية من هدم الحصن واقتحام أبوابه، اضطر للانتحار بإطلاق النار على رأسه من مسدسه. لم تكتف القوات المعتدية باختطاف طفله ذي الستة أعوام، بل نهبت أيضا مئات المخطوطات النادرة، واللوحات والمجوهرات النفيسة، والثياب والعديد من الأشياء القيمة، لينتهى بها الحال اليوم مبعثرة بين مجموعات هواة اقتناء الأعمال الفنية القيمة الإنجليز والمتاحف البريطانية.


تطالب الحكومة الإثيوبية باسترداد كنوزها الفنية المنهوبة، إلا أن لندن تجيد فن وضع المعوقات لتعطيل استكمال مثل هذه العمليات، ولهذا فمتاحفها مكتظة بالأعمال الفنية الأثرية، التي تم الاستيلاء عليها من كل البلدان التي استعمرتها الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس في يوم من الأيام، كما أن الكثير من هذه المقتنيات تم الحصول عليه في ظروف مشكوك في قانونيتها. ومن ثم تكمن المعضلة الأساسية في أنه لا أحد يريد إرساء سابقة تفتح الباب أمام سيل لن يتوقف من المطالبات باسترداد الآثار المنهوبة.
من أبرز القطع محل نزاع في الوقت الراهن بقايا منحوتات إفريز الأكروبول من أثينا الموجودة في المتحف البريطاني في لندن، وتعد هذه المنحوتات الرخامية من أهم الآثار في العصور القديمة اليونانية، كما تعتبر واحدة من مناطق الجذب الرئيسية للمتحف والأكثر زيارة في المملكة المتحدة. قام لورد إنجليزي أوائل القرن التاسع عشر، بنقلها إلى لندن بموافقة والي الخليفة العثماني في اليونان في ذلك الوقت.
وتطالب الحكومة اليونانية منذ عدة سنوات باسترجاع تلك المقتنيات، إلا أن لندن تبنت موقفا حاسما في هذا الصدد، مما دفع المحامية والناشطة الحقوقية أمل كلوني، زوجة النجم السينمائي جورج كلوني لعرض التصدي للقضية أمام المحاكم الدولية، إلا أن الحكومة اليونانية رفضت في النهاية الاقتراح، في ضوء طول زمن عملية التقاضي وجدواها المشكوك فيه. ولا تزال أثينا تأمل في التوصل إلى حل سياسي.
يذكر أن الزعيم العمالي المعارض جيرمي كوربين، كان قد أعلن عن عزمه الشروع في مفاوضات حول طلب اليونان استرجاع آثارها المنهوبة، حال وصوله لرئاسة الحكومة البريطانية.
بدوره يشدد مدير المتحف البريطاني هارتويج فيشر على الطابع الدولي لمؤسسته، موضحا في تصريحات إلى صحيفة الجارديان "إنه متحف عالمي وللعالم.
ردا على هذا قال رئيس الحكومة اليوناني اليكس تسيبراس في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بمناسبة زيارته الأخيرة إلى لندن "هذه المزارات تمثل إحدى قوى الخير، تنشر الخير، وتجذب سنويا ملايين الزائرين من جميع أنحاء العالم"، مضيفا في الوقت نفسه "صحيح أن التماثيل تعد إرثا عالميا للبشرية جمعاء، إلا أن مكانها الطبيعي هو البارثينون".
فيما يختص بكنوز تراث المجدلية الحبشي، بدأت الأمور تتحرك قليلا مطلع العام الجاري. في هذا الشأن أعلن مدير متحف فيكتوريا وألبرت البريطاني، حيث يحتفظ بغالبية القطع الأثرية أنه يمكن أن تعاد إلى القرن الأفريقي على سبيل الإعارة الدائمة، ومع ذلك لم تتحمس الحكومة الإثيوبية كثيرا للفكرة.
على أية حال، يمكن أن يكون اقتراح الإعارة الدائمة حلا ناجحا. فالحل الذي تم التوصل إليه بخصوص النزاع القائم حول تماثيل بنين البرونزية تمثل ملوكا ومحاربين ونبلاء وحاشية القصر الملكي – ألف قطعة تعود إلى القرن الثالث عشر من تراث حضارة الإدو الأفريقية - يمكن أن يكون نموذجا يحتذى. وكانت هذه المقتنيات قد تم الاستيلاء عليها من نيجيريا خلال فترة الاستعمار البريطاني عام 1897. هذه القطع الفنية التراثية مبعثرة بين متاحف الغرب في الوقت الراهن، إلا أن أغلبها في إنجلترا وألمانيا.
وكانت بنين قد شكلت فريق عمل ظل يتفاوض لاستعادة المجموعة لسنوات طويلة، والتوصل إلى وسيلة تسمح بعرضها في موطنها الأصلي، وشملت المفاوضات العديد من متاحف أوروبا من ناحية، والحكومة النيجيرية والقصر الملكي في بنين من الناحية الأخرى، بغرض التوصل لاتفاق بشأن إعارة دائمة لبعض القطع واستعادة البعض الآخر.
وأفادت الحكومة في أبوجا لـــ (د .ب. أ) بأنه حتى الآن لم تجر محادثات محددة حول المقتنيات التي ستعار، إلا أنها تعتبر أن هذا السياق يمكن أن يكون نقطة انطلاق. تجدر الإشارة إلى أنه من المرتقب إجراء اللقاء التالي بين مجموعة الحوار والأطراف الأوروبية المعنية، الخريف القادم، بمقر المتحف الإثنوجرافي بمدينة ليدن الهولندية.
من ناحية أخرى من المقرر أن يقوم مدير المتحف البريطاني بجولة أفريقية تشمل بعض دول غرب القارة السمراء، وقد أوضح قبل بدء الجولة، أن المهم بالنسبة له هو استمرار التعاون مع شركاء من جميع أنحاء العالم.

كريستوف ميير
الاربعاء 12 سبتمبر 2018