نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


احتدام المعركة بين دعاة الحماية الطبيعية وأنصار التطوير في أقاليم الأمازون




ريو دي جانيرو - ديانا رينيه - وصلت المعركة بين دعاة الحماية وأنصار التطوير في أقاليم الأمازون البرازيلية أشدها وبلغت أوجها، ففي إقليم زينجو على سبيل المثال يواصل السكان الأصليون احتجاجاتهم الغاضبة ضد قرار الرئيس "لويز ايناسيو لولا دا سيلفا" بالمضي قدما في أحد مشاريعه للتطوير، المثيرة للجدل، وهو مشروع إنشاء محطة بيلو مونتي للطاقة الكهرومائية.


سكان منصقة زينجو يحتجون ضد قرار الحكومة بانشاء محطة كهرباء
سكان منصقة زينجو يحتجون ضد قرار الحكومة بانشاء محطة كهرباء
و قد أجريت في كانون ثان/ يناير الماضي مناقصة لإنشاء هذه المحطة، التي توليها الحكومة أهمية خاصة لتوفير احتياجات منطقة الأمازون من الطاقة، وخلق وظائف وفرص عمل جديدة، إلى جانب توفير مستوى معيشة أفضل لسكان الإقليم.

وبالرغم من أن الرئيس لولا كان قد تعهد بخفض نسبة إزالة الأحراش والغابات في منطقة الأمازون إلى 80% حتى عام 2020 ، إلا أنه صرح مؤخرا "لا تطالبوني بأن أتخلى عن 25 مليون مواطن من سكان منطقة الأمازون كي اتركهم يعيشون تحت رحمة الموريسوكاوس (نوع من البعوض الخطير)، هؤلاء الأشخاص لديهم الحق في التنمية، يريدون التصنيع، يريدون أن يمتلكوا سيارة وتلفزيون وتليفون".

على صعيد آخر، بالنسبة للسكان الأصليين والذين يشكلون 15 عرقية ويعيشون في الإقليم الذي ستقام فيه محطة الطاقة الكهرومائية، فلا تمثل "بيلو مونتي" الحلم بحياة أفضل، بل تهديد لا يمكن تجاهله لتحفيزهم على المقاومة المسلحة للمشروع. و في رسالة موجهة إلى الرئيس "لولا"، قام أكثر من 280 من زعماء السكان الأصليين بتوجيه التحذير التالي: "إذا أصرت الحكومة على المضي في إنشاء محطة بيلو مونتي فسيكون هناك "عمل حربي" في إقليم زينجو، فنحن لا نوافق على مشروع بيلو مونتي ولن نسمح أن ينفذ ليكون أمرا واقعا".

من جانبه أكد بوي كايابوس، أحد زعماء السكان الأصليين، قائلا "إذا بدأت الحكومة هذا المشروع فعليها أن تتحمل مسئولية تأمين عمالها، إزاء ما سيجري من نزاعات حتي الموت"، محذرا "ستندلع الحرب".
وبدعم هيئات مدافعة عن البيئة مثل منظمة جرين بيس أو "السلام الأخضر" وهيئة ايكليسياليس، إلى جانب مجلس تبشير السكان الأصليين (سيمي) قام هؤلاء السكان بإدانة الحكومة لعدم استشارتهم قبل تفعيل هذا المشروع، حيث يؤكدون أنه يمثل تهديدا لمجتمعاتهم وعرقياتهم.

ووفقا لما قاله انخيلو خابانتي، أحد المتحدثين باسم تجمعات السكان الأصليين، فإن إنشاء هذه المحطة للطاقة الكهرومائية سيعرض حجم منسوب مياه نهر زينجو للانخفاض والذي بدوره سيؤدي إلى طرد الأسماك التي تعد مصدر الغذاء الرئيسي للقرى والشعوب الأصلية وسكانها.
كذلك استندوا إلى أن المشروع سيجبر حوالي 20 ألف شخص على النزوح والرحيل كما سيجذب المشروع بعد انتهائه حوالي 100 ألف شخص إلى الإقليم المجاور للمحطة، مما سيسهم في ارتفاع نسبة دمار الغابات والأحراش

وأوضح خابانتي "يجب على الحكومة أن تضع في اعتبارها وضع ومكانة السكان الأصليين، وأننا سكان وتجمعات، ولكن الحكومة في واقع الأمر لا تتحدث معنا أو تقوم باستشارتنا. ونحن لا نرفض فقط إنشاء "محطة بيلو مونتي وإنما نرفض أية محطة للطاقة الكهرومائية تقام بجوار أراضي السكان الأصليين.

في الخطاب المرسل إلى "لولا" أوضح السكان الأصليون: أننا لا نقبل أن تتخذ الحكومة قرارا غير مسئول كهذا يجلب على إقليمنا وشعوبنا وقرانا العواقب الوخيمة التي لا يمكن تداركها، كذلك فهو يمثل عدم احترام عميق لأجدادنا وللسلف من سكان هذا النهر وإلى نموذج التنمية والتطوير الذي ندافع عنه.

ونذكر من بين زعماء مقاومة المشروع "راوني ميتوكتير" الذي قاد في أوائل تشرين ثان/ نوفمبر مظاهرات احتجاجية، وأوقفت المرور على المعابر والجسور الضخمة التي تعبر من خلالها الشاحنات فوق نهر زينجو، الذي يصل بين ولايات (ماتو جروسو) و (برا) مبررا ما حدث بأن الأفضل هو ترك النهر هادئا بدون سدود.
ومع ذلك لم تنجح شكاوي السكان الأصليين حتي الآن في التأثير على الحكومة البرازيلية أو تحريكها عن موقفها، التي بدورها تتجاهل الاحتجاجات والمظاهرات، فقد نشرت في الرابع من تشرين ثان/نوفمبر الماضي قواعد وشروط المناقصة لتحديد الشركات المكلفة بإنشاء محطة الطاقة الكهرومائية بقوة 233ر11 ميجاوات، والتي ستبدأ في التشغيل عام 2014

إن المؤسسة الوطنية للهنود (فوناي) وهي منظمة تابعة للدولة ومكلفة بالمحافظة على رغد العيش للشعوب الأصلية، هي ذاتها التي أدلت في شهر تشرين أول/أكتوبر ببيان مؤيد للمشروع، ويري رئيس المؤسسة، ميرسيو مايرا أن هذا البيان لا يؤثر على تجمعات وعرقيات السكان الأصليين الذين يعيشون في الضواحي والنواحي القرى المتاخمة للإقليم، بالرغم من التحذيرات من غرقه نتيجة للمياه التي ستغمره بسبب إنشاءات محطة بيلو مونتي.
وهو ما يؤكده ايروين كراوتلر، أسقف زينجو، الذي يعتبر أن محطة توليد الطاقة الكهرومائية تمثل تهديدا لبقاء الشعوب الأصلية الذين يعيشون في الإقليم.

وفي رسالته الشعبية الموجهة للحكومة، أشار رجل الدين قائلا "نريد تفادي دخول حكومة لولا التاريخ بأنها الحكومة التي حكمت بالقضاء على سكان منطقة زينجو من الشعوب الأصلية. إن مقاومة مشروع محطة بيلو مونتي لا تقتصر على الأهالى والسكان الأصليين فقد تمثل ذلك في البيان الذي صاغه عدة خبراء تمت دعوتهم عن طريق المعهد الاجتماعي البيئي (ايسا)، وهو منظمة غير حكومية تستند إلى أن مشروع الطاقة الرئيسي لبرنامج التعجيل وسرعة التنمية (باك) الذي يتبناه الرئيس البرازيلي لا يحظى بقابلية التطبيق اقتصاديا وهو موجه فقط لجذب الصناعات الكهربائية المستهلكة والثقيلة للإقليم.

وقال أحد المحللين الاستشاريين، المهندس فرانسيسكو هيرناندز "نحن نتحدث عن عمل معقد للغاية فبالإضافة إلى ما سوف يتسبب فيه من فيضانات في الوقت نفسه سوف يقلل جذريا من المنسوب المتاح من المياه إلى جزء من 100 كم على المدى الطويل من نهر زينجو الذي يمر بكثير من التجمعات الأصلية ويمثل الاحتياطي الرئيسي للمياه بالنسبة للسكان الأصليين.
ويوضح هيرناندز قائلا "إنشاء محطة بيلو مونتي يتطلب نقل كمية من التربة والصخور شبيها لما تم إزالته وتحريكه لفتح قناة بنما".

لقد استند بيان الخبراء إلى أن الدراسات التي قامت بها الحكومة عن الصدام الاجتماعي البيئي لمشروع بيلو مونتي يحوي أخطاء فادحة وشكك في البراهين والأدلة الرسمية بأن المحطة ستسهم في تحسين أوضاع معيشة سكان إقليم زينجو وتوفير احتياجاتهم من الطاقة

ومشروع بيلو مونتي، طبقا للأوراق والمستندات، لا يهدف بالأساس إلى مد خطوط توصيل كهرباء إلى مدن الإقليم الأمازوني، فقد تبين أن المشروع يجب في المقام الأول، أن يؤمن احتياجات الطاقة لمصانع الكهرباء الثقيلة التي أقيمت وتوسعت في الإقليم وليس لتوفير احتياجات السكان الأصليين منها.

ديانا رينيه
الاربعاء 24 فبراير 2010