تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


احتفاء بالرواية الفلسطينية تاريخا وواقعا ومستقبلا في مؤتمر بدمشق




دمشق – عمر عبداللطيف - 15 بحثا و10 شهادات، لأكثر من 25 باحثا من مختلف الدول العربية، احتفوا بالرواية الفلسطينية في مؤتمر عقد على مدى ثلاثة أيام في مكتبة الأسد بالعاصمة السورية دمشق


احتفاء بالرواية الفلسطينية تاريخا وواقعا ومستقبلا في مؤتمر بدمشق
يرمي المؤتمر الذي تنظمه وزارة الثقافة السورية حسب نزيه خوري مدير العلاقات الثقافية بالوزارة، إلى تسليط الضوء على الرواية الفلسطينية تاريخا وواقعا ومستقبلا، وكشف جوانبها الفنية، ومدى «التناغم بين هذه الروايات، التي كتبت في الداخل الفلسطيني ودول الشتات».
أهم التوصيات التي خرج بها المؤتمر : الاهتمام بالأدب الفلسطيني شعرا ونثرا، وأن تولي وزارة الثقافة السورية اهتماما خاصا بالأدب الفلسطيني المخطوط ونشر الجيد منه، وإنشاء لجنة دائمة للنظر بكل ما يتصل بالأدب الفلسطيني وقراءته قراءة نقدية جديدة.
كما أوصى المؤتمرون بإنشاء مكتبة للدراسات الفلسطينية، وإعداد بيبلوغرافيا عن الأدب الفلسطيني وموضوعاته والأعلام الذين شاركوا بكتابته، وإعادة نشر الكتب النادرة والمفقودة في الأدب الفلسطيني منذ القرن الـ 19، إضافة إلى طبع أعمال المؤتمر بحوثا وشهادات، وأخير أن يقام المؤتمر سنويا.
وفور قراءة توصيات المؤتمر، وافق رياض نعسان آغا وزير الثقافة السوري على تنظيم المؤتمر بشكل سنوي، وإنشاء اللجان المختصة للنظر في الأدب الفلسطيني.
ويوضح وزير الثقافة السورية رياض نعسان آغا في حديثه أن الاحتفاء بالأدب الفلسطيني هو احتفاء بالأدب العربي، الذي «لا قيمة له دون الأدب الفلسطيني»، مشيرا إلى أن الرواية هي من «خلدت مأساة الشعب الفلسطيني».

ويحدد آغا موقفه من الأدب «حسب موقفه من الشعب الفلسطيني»، كما «نحدد علاقتنا مع الدول حسب موقفها من القضية الفلسطينية».
أعمال المؤتمر ستطبع في مجلد خاص إلى جانب أعمال مؤتمر الشعر الفلسطيني، في حولية تصدر عن وزارة الثقافة حسب نزيه خوري.

يوسف جاد الحق كاتب فلسطيني مشارك بشهادة عن روايته «قبل الرحيل»، التي تتحدث عن فلسطين قبل 1948، وهي تركز على ثلاثة محاور: منها ما هو خاص بوصف المكان، ومنها ما يتحدث عن العلاقات الاجتماعية في فلسطين من تقاليد ومناسبات كمواسم الحصاد والأفراح.
أما المحور الثالث فهو يركز على البريطانيين الذين كانوا يشنقون العربي، إن وجدوا لديه رصاصة واحدة، وفي نفس الوقت كانوا يقيمون مصانع السلاح لليهود.

وتطرق جاد الحق إلى الهجرة اليهودية إلى فلسطين بدعم أميركي بريطاني، ومشاعر الناس خلال الحرب العالمية الثانية، «إذ كانوا يرغبون بانتصار ألمانيا لتخلصهم من اليهود».
ويعتقد جاد الحق أن المؤتمر يعالج «ماذا قدمت الرواية الفلسطينية لفلسطين»، لكنه يوضح أن بعض الأبحاث كانت سطحية، لم تلم بشكل كاف بالرواية الفلسطينية، لدرجة أن البعض لا يحق لهم المشاركة، مضيفا: المطلوب من الإعلام والمؤسسات الثقافية العربية أن تركز على القضية الفلسطينية والرواية والشعر والقصة الفلسطينية، «للأسف يعتمد الدعم على جهود فردية».

ويرى جاد الحق أن الرواية لم تعط القضية الفلسطينية حقها، والسبب أن الرواية هي «بنت المعاناة والتجربة، فأي عمل أدبي إبداعي إن لم يمر بتجربة لا يستطيع كتابتها بمصداقية».
جنسية النص الروائي الفلسطيني، تحدث عنها الروائي الجزائري أحمد حيدوش ببحثه المعنون «المكان بوصفه فاتحة نصية لفضاء الرواية»، متناولا رواية «وداع مع الأصيل» لفتحية محمود الباتع كنموذج، إذ تصفها بعض المصادر على أنها روائية فلسطينية ولدت في فلسطين.

لكن حيدوش يرى أنها ليست فلسطينية، كتبت الرواية ونشرتها في الجزائر عام 1971، وهي رواية تؤرخ لبذور حركة المقاومة في يافا، «حتى إن الرواية تأخذ الجنسية الفلسطينية».
ويلفت حيدوش الانتباه إلى إشكالية تتعلق بجنسية النص وجنسية صاحب النص، فقد تكون جنسية صاحب النص فلسطينية، لكن «جنسية النص فلسطينية بامتياز»، ومن هنا عندما نتحدث عن الرواية الفلسطينية، يجب أن لا ننظر إليها من منظور جنسية كاتبها، «بل من منظور جنسية النص، كنص يحمل هم القضية الفلسطينية».
ويعتقد حيدوش أن تخصيص الرواية بمؤتمر خاص، يعني إبراز وتعزيز الجوانب الفنية في الرواية وجعل جيل القراء يطلع على قيمة هذه النصوص، متسائلا: «إن لم يبرز وجه الرواية الفلسطينية في هذا المؤتمر، لا ندري متى يبرز هذا الوجه».

حسام الخطيب خبير ثقافي ومشرف عام مركز الترجمة في وزارة الثقافة والفنون والتراث في الدوحة، يرى أن من يبقي لنا قضية فلسطين حية، «ليس هم العسكر»، الذين خذلونا على مستوى السنوات السابقة، بل «الكتاب الذين يتابعون القضية»، ومن خلالهم تستمر وتبقى حية في وجدان الأجيال.
ويشير الخطيب إلى أن الرواية الفلسطينية غطت هذه القضية بشكل ممتاز، واستطاعت اكتساب بعد عالمي مثل روايات جبرا إبراهيم جبرا، فالقضية الفلسطينية لم تعد حكرا على الوجه الصهيوني، بفضل الكتابات الأدبية العربية والانفتاح الثقافي الإعلامي، لكنه يظن أن «معظم هذه الروايات لم تستطع أن تتنبأ بمستقبل فلسطين، لأن الحاضر مظلم جدا ومحير».
ويعلق الخطيب على ضيق الوقت المعطى للمحاضرين، بقوله إن غرض المؤتمر أن يتوصل الإنسان إلى حوار وحقيقة مشتركة مع الآخرين، لكن ما أشاهده في المؤتمرات العربية أنها «تأتي وتذهب ولا تترك ذيولا أو تبلور نظريات».

الروائي الفلسطيني رشاد أبو شاور يعتبر أن المؤتمر «يحض ويحرض على قراءة الرواية الفلسطينية شديدة الغنى»، وليس كما يتخيل البعض أنه لمجرد ذكر الرواية، نتخيل الحرب والقتل، بل يوجد روايات تسجيلية وبوليسية وفلسفية، تصب جميعها في بحر الرواية العربية لتغنيها وتضيف لها.
غير أن أبو شاور له رأي مختلف إزاء وصول الرواية الفلسطينية إلى العالمية، بقوله إن الرواية العربية كلها «لا تترجم ولا يوجد من يهتم بها، موضحا أن هذا لا يعود إلى قلة أهميتها، بل إلى «قلة الاهتمام بنا كعرب»، فنحن العرب نهمل أنفسنا، «لأننا في حالة تفكك، وهناك من لا يأبه بنا، ويهمه أن لا يهتم بنا».
ويقيم أبو شاور الحركة الروائية العربية بأنها غنية، خاصة مع وجود «أصوات شابة مهمة تقدم مغامرات روائية جميلة وجادة، كما يوجد نوع من الفوضى والاستسهال».
وتمنى أبو شاور حضور بعض الروائيين من الضفة وغزة، لكن «العدو الصهيوني منعهم لأنه العدو لا يهمه أن نلتقي» حسب تعبيره.

ويعتقد الروائي الفلسطيني حسن حميد أن المؤتمر جاء ليقول: «إننا سنهتم بالأدب وبثيمة المقاومة لنكون على أقرب مسافة ممكنة من نضال الشعب»، لأن الثقافة تؤكد حضارة فلسطين وتاريخها.
شارك في المؤتمر باحثون وأدباء من دول أهمهم عبدالله إبراهيم من العراق، صلاح فضل من مصر، فيصل دراج وتوفيق فياض من فلسطين، عبدالمجيد زراقط من لبنان، إبراهيم الخليل. فاروق وادي وليلى الأطرش من الأردن، خليل الموسى وكوليت خوري وهيفاء بيطار من سوريا، وغيرهم

عمر عبداللطيف
الاثنين 16 نوفمبر 2009