نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


الأحداث السياسية المضطربة في مصر وتركيا ترفع من عائدات السياحة في اليونان




أثينا - كريستين بيروفولاكيس - لأعوام طوال كانت اليونان هي المكان المفضل لقضاء أجازة الصيف ولكن انخفضت عائدات السياحة في العام الماضي نظرا لكثرة المظاهرات العنيفة التي كانت تندد بسياسة التقشف التي تتبعها الحكومة اليونانية في مواجهة الظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها البلاد.


الأحداث السياسية المضطربة في مصر وتركيا ترفع من عائدات السياحة في اليونان
وسرعان ما تنقلب الظروف حيث يرتفع عائد السياحة بشكل ملحوظ في عام 2013 وكأن العالم بالإجماع قد اختار اليونان بشواطئها وشمسها وبهجتها لتكون أفضل مكان على ظهر الكرة الأرضية لقضاء الصيف والعطلات.

وتتوقع اليونان قدوم حوالي 17 مليون زائر وهو يعد رقما قياسيا خاصة بعد الانخفاض المستمر في العائد السياحي في السنوات الماضية.
وقد أدركت اليونان ورواد صناعة السياحة أن هذه الفرصة قد تكون هي طوق النجاة للخروج من الأزمة الاقتصادية فأعلنت المنتجعات بهذه المناسبة عن تخفيضات تصل إلى 20%.

يقول جورجيوس دراكوبولوس المدير العام لرابطة رجال الأعمال العاملين بالسياحة أن هناك العديد من العوامل التي ساعدت على ازدهار السياحة هذا العام في اليونان فعلى الصعيد الداخلي تعتبر البلاد مستقرة سياسيا منذ عام 2012 .

من ناحية أخرى ساعدت الظروف الخارجية التي تمر بها البلاد المنافسة في المنطقة والتي تعد ذات جذب سياحي كبير مثل تركيا ومصر، من أسباب انتعاش السياحة في اليونان.
وتعاني مصر من اضطرابات سياسية منذ بدء الموسم السياحي الصيفي، حيث أسفرت احتجاجات 30 يونيو عن عزل الرئيس محمد مرسي، وتولي حكومة مؤقتة مقاليد البلاد لحين الانتهاء من تنفيذ خارطة طريق سياسية أعلنها الجيش من أجل التحول إلى الديمقراطية، مما أدى إلى اندلاع احتجاجات واعتصامات من جانب أنصار الرئيس المعزول، ليزداد المشهد تعقيدا بعد أحداث العنف التي تخللت تلك الأنشطة، بصورة استحال معها استئناف النشاط السياحي، هذا الموسم على الأقل.

بالنسبة لتركيا، أثر إقدام حكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان على فض اعتصامات ميدان تقسيم بالقوة، وسن قوانين تحد من تناول الخمور، على الإقبال السياحي هذا العام.
يشار إلى أن اليونان كانت تعد من مناطق الجذب السياحي بجوها وشواطئها وكثيرا ما كانت المقصد الصيفي حتى بالنسبة لدول المتوسط الأخرى مثل إسبانيا وإيطاليا، لدرجة أنها كانت تحتل المرتبة الأولى في السابق، ولكن الأحوال تدهورت بعد فتح أسواق جديدة أقل سعرا مثل أوروبا الشرقية.

إلا أنه مع فتح أسواق جديدة مع الصين والهند واليابان وكوريا وروسيا والعديد من دول آسيا، من المتوقع أن يفد إلى اليونان حوالي مليون شخص من روسيا، مما ساعد على ارتفاع نسبة إسهام السياحة في الدخل القومي ومن المتوقع أن يحقق الازدهار السياحي حوالي 11 مليار يورو بنهاية العام الجاري، أي ما يعادل حوالي6ر14 مليار دولار.

يقول اجابي سوبوكو من منتجع القصر الأزرق بجزيرة كريت "بدأت صورة اليونان تتحسن تدريجيا ولم يعد السائحون يخافون أن تؤثر المظاهرات على عطلاتهم أو أن تحدث إضرابات في المطار".

يشار إلى أن جزيرة كريت هى أكبر جزر اليونان السياحية وهى إحدى معاقل الحضارة اليونانية القديمة ولذلك لدى كريت مكانتها الخاصة فى سياحة اليونان حيث يقصدها السياح بهدف التعرف على التاريخ الإغريقي عن قرب ولكن هذا لا يمنع الكثير من الاستجمام فى شواطئها البديعة والحدائق الوطنية وحدائق النباتات ومشاهدة بعض الحيوانات المهددة بالانقراض. وكل هذا يجعل من كريت الجهة المثالية لراغبى عمل رحلة سياحية للتعرف على السياحة فى اليونان.

وقد أعلنت البيانات الرسمية ارتفاعا في معدل السياحة ليصل إلى 10% في عام 2013 وخاصة في الجزر الأكثر شعبية مثل ميكونوس. يقول فيليب ميكوبولوس شريك في منتجع "كيفوتوس" أحد أشهر سلاسل الفنادق المحلية في جزيرة ميكونوس، إن "فتح أسواق جديدة للسياحة واستقبال أفواج من البرازيل والهند هو ما أدى إلى انتعاش حقيقي في السياحة".

جدير بالذكر أنه لايمكن التعرف على جزر اليونان السياحية والاقتراب من تاريخ وسياحة اليونان دون زيارة جزيرة ميكونوس هذه الجزيرة الرائعة التى تتمتع بالشواطئ الخلابة وبها أرقى فنادق اليونان إلى جانب كنوز البلدة القديمة من معابد وأطلال تستحقالمشاهدة.

تمثل السياحة في اليونان حوالي 20% من إجمالي الدخل القومي ويعمل واحد من كل خمسة أشخاص في السياحة.
يشار إلى أنه جراء الأزمة المالية الطاحنة التي عصفت بالبلاد، أصبحت اليونان تعاني من أعلى معدل بطالة في منطقة اليورو لتصل النسبة بها إلى 28%.
وقد ساعدت زيادة الرحلات البحرية في اليونان على ارتفاع معدل السياحة بها حيث تستقبل اليونان خمس رحلات بحرية أسبوعيا ومعظمها من الولايات المتحدة الأمريكية.

كما تم توفير رحلات طيران مباشرة إلى اليونان ومع ذلك وبالرغم من انتعاش السياحة وتوافد السائحين الأجانب إلا أن السياحة المحلية لا زالت تعاني من أعراض الأزمة الاقتصادية وقد تعرض العديد من اليونانيين لخفض أجورهم مما جعلهم يلبون احتياجاتهم بالكاد.

وقد كشفت دراسة أجريت مؤخرا أن أكثر من ثلثي اليونانيين لم يتمكنوا من قضاء عطلة هذا العام وأن أكثر من نصفهم يذهبون للتخييم وزيارة الأقارب والأصدقاء ومع ذلك فإنه حتى هذه الخيارات الرخيصة لا يستطيع الكثير من اليونانيين القيام بها بل وباتت تعد ترفا كبيرا.

كريستين بيروفولاكيس
الخميس 12 سبتمبر 2013