نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


الأزمة السورية وإحتمالات التدخل العسكري التركي






حتى في سجن أبو غريب لم نر مثلها، حيث كان التعذيب بالكلاب، وبواسطة خبراء التعذيب، ووفقاً لمنظور أيديولوجي، وبعقلية صليبية، كان تعذيبا يركز على إذلال المسلمين وقيمهم. بظهور صور التعذيب في أبو غريب، هبط التفوق الأخلاقي الأميركي(غير الموجود أصلاً) إلى الصفر، كما تسببت الصور المسربة في إثارة انفعال المنطقة والعالم أجمع، والحقيقة أن أميركا خسرت الحرب في تلك اللحظة، ولن تتمكن من السيطرة على غضب الجماهير في المنطقة مجدداً.


  أما إذا ما عدنا إلى صور التعذيب في سوريا، فخلف أي ذهنية يمكن إدراجها؟ أي دين، وأي أيديولوجيا، وأي هدف سياسي، وأي قانون اشتباك يمكنه أن يجيز ذلك، كيف يمكن إيجاد ذرائع لهذه الصور المروعة، وبأي صفة سيظهر فاعلوها على الملأ، للحديث أمام الإنسانية.
لقد فهمنا الحرب الأهلية في سوريا، ونفهم كثافة العنف في حدود الاشتباك بين قوات النظام والمعارضة، ولكن كيف يمكن لنظام أن يفعل ذلك بشعبه، وأناسه؟! ما هي هذه العقلية؟! وبالرغم من عدم وجود فرق عرقي أو ديني بينهما، رأينا العنف غير المحدود الذي يمارسه العربي إِلى أمته العربية.
ماذا تعني مفاهيم جرائم الحرب، وجرائم ضد الإنسانية؟ ألن يوجد لها مقابل مستقبلاً؟! كيف يمكن لمثل هذا النظام أن يدافع عن رغبته في حكم البلد، أمام المحافل الدولية.
ذهبنا إلى مونترو لمتابعة جنيف -2، شاهدنا المسرحية الدولية، واستمعنا إلى مجرمي الحرب، والجميع استمع إليهم، الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، الجميع استمع لهم، تحدثوا وكأنهم ضحايا، أبرياء، وأصحاب حق، والعالم بأسره استمع لهم حتى أن أحداً لم يقل لهم "ما الذي تتحدثون به بعد جرائم الحرب تلك!!".
العشرات من الهيئات والمنظمات العالمية، تأسست بإسم حماية كرامة الإنسان، ولكن عندما يتعلق الأمر بالمصالح بين القوى والدول، فلا قيمة للقيم الإنسانية، وعندما يتعلق الأمر بتقاسم المصالح فليذبح 100 ألف آخرين، ولتلق جثث الأطفال في الشوارع، فلا أحد يعبأ بذلك.
في قصر مونترو كل شيء كان عبارة عن عرض مسرحي، سوى عجز المعارضة السورية، وموقف تركيا الواضح. صحيح أنه من الممكن أن يتوصل وفدا النظام والمعارضة السوريين إلى خطوات ملموسة في مفاوضات اليوم، بيد أن الدعم الذي تلقته الحكومة السورية في الشهور الأخيرة، من روسيا وإيران جعلها تنظر إلى المعارضة بصفتها "إرهابية". وعند النظر إلى توقف الأزمة عند النقطة التي انطلقت منها، فإن التقدم خطوة واحدة سيمثل مفاجأة كبيرة.
لا أعتقد أن هناك حلاً دولياً من شأنه إنهاء الأزمة السورية، فإما أن يتحقق التفوق العسكري لأحد الأطراف، أو أن تلتقي المصالح المطلوبة من سوريا في مكان آخر، والحل الثالث أن تقوم دولة أخرى بالتدخل المباشر في سوريا.
واحتمال أن يقوم الغرب بتشكيل تحالف من أجل التدخل، هو احتمال ضعيف جداً، لأن مهمة التدخل في سوريا لا تبدو قصيرة الأمد. وفي حال النظر إلى التدخل الإيراني بأنه سيطيل من عمر الأزمة، فإنه يجب عدم صرف النظر عن إحتمالية إضطرار تركيا إلى التدخل العسكري.
إن الأزمة السورية ستصبح من أولويات الشأن التركي مع مرور السنوات، ويبدو أنه من المستبعد أن تحل الأزمة من خلال إجتماعات دولية على شاكلة جنيف 2، ويوماً ما سيكون الحل هو الخيار العسكري، وإن يبدو خياراً مستبعداً حتى الآن، ولكنه لا مفر منه لاحقاً.
وقد تضطر تركيا إلى فرض منطقة حظر الطيران التي نوقشت سابقاً ولم تنفذ، وقد تقوم وحدات أمنية تركية بإجراءات معينة في منطقة الحدود الطويلة. ودعونا لا ننسى أن تركيا تحاول التدخل في الأزمة من خلال مؤسساتها الإستخباراتية والإغاثية، بيد أن القوات المسلحة التركية أو الوحدات الأمنية لم تتدخل في أي من مراحل الأزمة

ابراهيم كاراجول
السبت 25 يناير 2014