نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


الإعلام الديني تهرّب من السياسة في مكان وتكريس للطائفية في آخر وقنوات بلا مشاهدين




لندن - محمد أمزيان - شهدت منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، طفرة غير معهودة في نشوء فضائيات متخصصة في قضايا الدين والدعوة. فما الذي يجمع هذه الفضائيات وما الذي يفرقها؟ ومن الذي تستهدفه؟ وهل المجتمعات حقا في حاجة إليها


قناة الخليجية التي كانت قناة أغاني وتحولت للاعلام الديني
قناة الخليجية التي كانت قناة أغاني وتحولت للاعلام الديني
ظاهرة منتشرة
أضحى انتشار القنوات الفضائية الدينية في الشرق الأوسط وسرعة تزايدها ظاهرة تستحق الدراسة والمتابعة. ولذلك نظم ’مشروع الإعلام العربي في كمبريدج بالتعاون مع ’مركز الدراسات الإسلامية في جامعة كمبريدج ندوة علمية تحت عنوان: "الإعلام الديني في الشرق الأوسط" وعلل الدكتور خالد الحروب مدير ’مشروع الإعلام العربي‘ والمشرف على المؤتمر، أسباب ودواعي تنظيم الندوة في هذا الوقت بالذات، بكون ازدياد الفضائيات الدينية أصبح "نوعا من الظاهرة المنتشرة":

"هناك نوع من الظاهرة المنتشرة خلال السنوات الماضية، وهي أيضا في ازدياد مستمر (...) هناك نوع من الفوران في هذه الفضائيات ليس فقط في ما يتعلق بالقنوات الناطقة بالعربية، بل وكذلك في ما يتعلق بالقنوات الإسرائيلية والمسيحية والتركية وسواها. ولذلك نعتقد أن هنالك أهمية بالغة من ناحية بحثية وأكاديمية فضلا عن زوايا أخرى، للنظر في هذه الظاهرة ودراستها".

تكريس التباعد
تتهرب الفضائيات "السنية" – بحسب ما كشفت عنه الأوراق المقدمة إلى الندوة - من مناقشة "القضايا السياسية" ظاهريا، مركزة على ما هو روحي وديني محض. إلا أن الإعلام الديني "الشيعي" على العكس، يطغى عليه لون السياسة. ففي العراق على سبيل المثال انتشرت قنوات "شيعية" تقف وراءها تيارات سياسية لها تمثيلية في البرلمان وتشارك في الائتلاف الحكومي، فضلا عن ولائها للمرجعيات الدينية. وهذا ما أوضحه الباحث والإعلامي رافد فاضل علي من أن الإعلام الشيعي في العراق عرف تطورا كبيرا بعد سقوط نظام صدام حسين في العام 2003. قبل ذلك لم يكن الإعلام الديني متاحا للطائفتين على السواء.

ولا يتردد الباحث رافد فاضل علي في وصف الإعلام الديني في العراق بـ "الطائفية". وهو لا يعتقد أن يكون لهذا الإعلام في المستقبل دور في التقريب بين الطوائف، بل على العكس قد يكرس التباعد الطائفي:

"أنا لا أعتقد أن الإعلام الديني سيوحد العراق، ولو أن معظم رسائل الإعلام الديني في العراق لحد الآن هي رسائل إيجابية وتوحيدية ولا تبحث عن تفرقة. ولكن مجرد وجود إعلام شيعي وإعلام سني في العراق هو عامل تفرقة".

غياب الحوار
كثرة الفضائيات الدينية، بمختلف تلويناتها، في الشرق الأوسط لا تعني بالضرورة إسهامها في مد جسور الحوار والتحاور، سواء داخل حيز الدين الواحد أم مع أتباع الديانات الأخرى، وبالأخص الديانتين المسيحية واليهودية.

ويرى الأستاذ إيهاب بسيسو من جامعة كارديف أن "الحوار" ليس شرطا على هذه الفضائيات، ولكن الأهم في نظره هو الالتزام بالمعايير الصحافية:

"المهم في الفضائيات العربية هو أن تلتزم بالمعايير الأخلاقية بالدرجة الأولى للعمل الصحفي، بمعنى ألا يكون هناك تجاوز ونشر لثقافة الكراهية ضد الآخر، سواء كان هذا الآخر في داخل الدولة (الواحدة) إثنيا أو عرقيا أو طائفيا".

ومن جهته يقلل الدكتور إيهاب جلال من جامعة كوبنهاجن من ضرورة الحوار بين الفضائيات الدينية، ولا يرى ذلك انعكاسا لغياب ثقافة الحوار داخل المجتمعات العربية والإسلامية: "لماذا نفرض على القنوات أو الإعلام أن يكون متحدا. وهل المفروض أن يكون هناك حوار ما بين القنوات؟ هذه الفضائيات تشبه المحلات التجارية، ولا يوجد حوار بين المحلات التجارية بل منافسة".

صناعة النجوم
قدمت في الندوة أوراق قاربت الظاهرة من زوايا مختلفة، محللة نماذج معينة من الفضائيات وما تقدمه من برامج دينية ومن يقدمها وكيف تحول بعض مقدمي البرامج الدينية إلى "نجوم" يتسابق الجمهور لتقبيل أيديهم أو أخذ صور تذكارية معهم. كما أظهرت بعض الأوراق كذلك كيف أن قنوات تأسست في البداية للترفيه، لكن سرعان ما تحولت إلى قنوات دعوية تستقطب الملايين من المشاهدين عبر العالم. هذا بخصوص القنوات الإسلامية.

وهناك أيضا قنوات دينية بلا مشاهدين. يحدث هذا في إسرائيل. يقول يوني ميندل من جامعة كامبريدج وإيلان منور من جامعة تل أبيب، إن الإعلام الديني في إسرائيل يخاطب المتدينين. والمتدينون في إسرائيل، وخاصة المتشددون منهم، لا يملكون جهاز التلفاز باعتباره محرما.

ولذلك لا يهتم الإعلام الديني بنشر الدعوة والدين، ولكنه يركز على نشر "القيم الدينية" في صفوف العلمانيين داخل المجتمع الإسرائيلي. ويرى الباحثان أن ظاهرة "العودة" إلى الدين لا تقتصر على المجتمعات العربية – الإسلامية فحسب، ولكنها موجودة أيضا في المجتمع الإسرائيلي. ويعلق يوني ميندل على عودة الإسرائيليين إلى "التدين" مستشهدا بمقولة لكاتب إسرائيلي: "الإسرائيليون لا يؤمنون بالرب، ولكنهم يؤمنون بالأرض التي وعدهم بها

محمد أمزيان - إذاعة هولندا العالمية
الاثنين 8 فبراير 2010