نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت


الاشخاص الذين لديهم الاولوية في تلقي لقاح فيروس أ(اتش1 ان1)




باريس - دومينيك اجيورجس - سيكون على الحكومات ان تتخذ قرارا بشأن تحدد الاولويات في حملة التلقيح الاولى ضد فيروس أ(اتش1 ان1)، بما انه سيكون من المستحيل تلقيح الجميع مرة واحدة.


الاشخاص الذين لديهم الاولوية في تلقي لقاح فيروس أ(اتش1 ان1)
واشارت مديرة منظمة الصحة العالمية، مارغرت شان، الجمعة الى ان هذا القرار سيكون "من اصعب القرارات التي تتخذها الحكومات".

وقالت ناطقة باسم المنظمة، مليندا هنري، انه سيكون على الدول ان تحدد "ان كانت تود وقف العدوى وحماية البنى التحتية الاساسية في البلد ام الحد من عدد المرضى والوفيات؟".

من يجب ان يتلقى اللقاح اولا اذا؟ يجيب علماء اميركيون من مجلة "ساينس" قائلين انه يجب تلقيح تلامذة المدارس واهلهم. فتلقيح الاطفال الذين يصابون باعداد كبيرة يمنع تفشي الفيروس في المدارس وانتقاله من المدارس الى الاهل فالمجتمع. ويؤكد العلماء انه بهذه الطريقة سيكون عدد الجرعات المطلوبة اقل من تلك الضرورية للتلقيح ضد الانفلونزا الموسمية.

في اليابان على سبيل المثال، ساهم تلقيح معظم الاطفال ضد الانفلونزا الموسمية بين العامين 1962 و1987 في الحد من نسبة الوفيات الى الثلث وانقذ بالتالي ما يتراوح بين 37 و49 الف شخص.

ويعتبر خبراء اخرون انه من الضروري تلقيح الاشخاص الذين يعانون من مشاكل مزمنة لتجنيبهم المضاعفات.
وارتأت منظمة الصحة العالمية تلقيح العاملين في القطاع الصحي اولا ثم يعود الى كل دولة ان تختار سياستها الخاصة.

وفي الولايات المتحدة، البلد الاكثر تأثرا بالفيروس، ستلقح الحكومة 160 مليون شخص، اي نصف الاميركيين. وصنف 41 مليون شخص في خانة الاولوية وهم الحوامل والعاملون في القطاع الصحي والبالغون الذين يعانون من مشاكل صحية والاطفال والشباب بين الستة اشهر وال24 سنة.

اما المكسيك التي اعتبرت بؤرة الفيروس في نيسان/ابريل وايار/مايو فقد طلبت قرضا بقيمة 400 مليون دولار لشراء 20 مليون جرعة من اللقاح للفترة الممتدة بين كانون الاول/ديسمبر ونيسان/ابريل. وسيخصص اللقاح اولا للاشخاص الاكثر ضعفا وللجسم الطبي.

وتعتبر الارجنتين ثاني اكثر بلد تأثرا بالفيروس حيث تعدى عدد الوفيات ال400 الا انها لم تكشف عن خطة تلقيح حتى الان. وفي البرازيل حيث وصل عدد الوفيات الى 370 تقريبا يفترض ان يكون الجسم الطبي اول من يتلقى اللقاح وذلك في شهر كانون الاول/ديسمبر.

وتأمل الصين ان تتمكن من تلقيح 1% من السكان بحلول تشرين الاول/اكتوبر، اي حوالى 13 مليون شخص. ويفترض بان يكون اول الملقحين هم الموظفون في القطاع الصحي وكبار السن والاطفال.

من جهة اخرى طلبت بريطانيا التي يعيش فيها نحو 60 مليون شخص، وهي الدولة الاوروبية الاكثر تأثرا بالفيروس 54,6 مليون جرعة. وحددت الاولوية ل11 مليون شخص، 2,1 مليون منهم يعملون في القطاع الصحي والاجتماعي.

اما فرنسا واسبانيا وهولندا فستلقح الفئات الاكثر عرضة اولا كالعاملين في القطاع الصحي والمصابين بامراض مزمنة كالسكري والاضطرابات التنفسية بالاضافة الى الحوامل. وقد تضيف مدريد الى قائمة الاولوية مدرسي المدارس الابتدائية. وتعتزم الجمهورية التشيكية تلقيح الاطباء والممرضات وغيرهم من العاملين في القطاع الصحي في البداية.

في الشرق الاوسط، تنوي اسرائيل تلقيح مجمل سكانها، اي 2,5 مليون شخص. اما مصر فستتمكن من تلقيح 2,5 مليون شخص من بين 80 مليون. وتنوي البحرين تلقيح العاملين في القطاع الصحي والذين يعانون من مشاكل طبية والحجاج اولا.

في النصف الجنوبي من الارض الذي ينوء تحت وطأة العدوى فقد اعلنت استراليا عن "حملة تلقيح جماعية" تبدأ في شهر ايلول/سبتمبر، على ان توفر اولا 20 مليون جرعة للاشخاص الاكثر ضعفا وللعاملين في المجال الصحي.

و من جانب آخر اكد اخصائيون ان الحوامل، اللواتي يصبحن اكثر استعدادا للاصابة بالامراض اجمالا، هم معرضات اكثر للاصابة بمضاعفات مرض انفلونزا أ"اتش1 ان1" المعروف باسم "انفلونزا الخنازير" لان هذا الفيروس يصيب فئة الشباب اكثر من فيروس الانفلونزا العادي.

وهذا الاستنتاج مبني على بيانات وفيات الحوامل التي تم رصدها في القارة الاميركية وحديثا في اسبانيا. وفي فرنسا، سجلت حالة وفاة واحدى لدى حامل في جزر بولينيزيا الفرنسية فيما تم رصد حالتين متقدمتين في العاصمة.
لذلك، يتعين على الحوامل والاطباء ان يبقوا متنبهين خلال فترة الحمل من ظهور اي اعراض للانفلونزا. وشدد البروفسور رينيه فريدمان على ضرورة "توعية الحوامل بما يمكن ان يتعرضن له".

ويمثل الربو والسكري ومشاكل القلب والسمنة المفرطة لدى الحامل عوامل اضافية للاصابة بمضاعفات المرض، على ما يؤكد اخصائيون. وفي حال الاشتباه بالمرض، يجب ان تخضع الحامل فورا لعلاج بالتاميفلو المضاد الفيروسي تحت اشراف طبي في مهلة لا تتجاوز 48 ساعة منذ ظهور اولى الاعراض دون انتظار صدور نتائج التحاليل المخبرية، على ما تنصح منظمة الصحة العالمية.

كذلك تنصح المنظمة السلطات الصحية بوضع الحوامل ضمن الفئات صاحبة الاولوية بتلقي اللقاح المضاد للفيروس المسبب للمرض متى توفرت هذه اللقاحات. وهو ما طبقته بالفعل دول عدة على غرار الولايات المتحدة وبريطانيا وسويسرا. وأكد البروفيسور برونو لينا الخبير في امراض الانفلونزا ان "الحوامل في فرنسا ايضا ستكون لهن الاولوية في تلقي اللقاح" واوضح البروفسور دانيال فلوري رئيس اللجنة التقنية للقاحات ان "اللقاح سيصنع من فيروس مقتول" ولن يكون مؤذيا.

ويتراجع نشاط الجهاز المناعي للام خلال الحمل لكي تتمكن من التأقلم مع نمو جنينها. ومن هنا ضعف الحوامل واستعدادهن للاصابة بالامراض وخصوصا الانفلونزا، سواء الوبائية او الموسمية.

وتبدو الحوامل ايضا اكثر عرضة خصوصا لالتقاط مرض انفلونزا أ"اتش1 ان1" في الاشهر الثلاثة الاخيرة من الحمل، ما يؤدي الى ازدياد خطر اصابتهن بمضاعفات رئوية خاصة وبحالات اجهاض مفاجئة وفقدان الجنين.

وتظهر دراسة نشرتها مجلة "لانسيت" البريطانية ان الحوامل معرضات للاصابة بمضاعفات المرض بمعدل يزيد اربع مرات عن الاشخاص الاخرين.

واوضحت المعدة الرئيسية للدراسة الدكتورة دينيز جيمسون من المعهد الاميركي مراقبة الامراض والوقاية منها انه "خلال الحمل نشهد تغيرات هرمونية وعلى مستوى التمثيل الغذائي، وخصوصا في عمل اجهزة المناعة والتنفس والقلب والاوعية الدموية".

واوضحت ان "قدرة الرئتين تتضاءل" بسبب تمدد الرحم الذي يضغط على الحجاب الحاجز الفاصل بين التجويف الصدري والبطن. ويدعو الاطباء الى اخضاع الحوامل اللواتي يكن على احتكاك بشخص مصاب او مشتبه في اصابته بانفلونزا أ"اتش1 ان1" لعلاج منتظم بالتاميفلو او الريلينزا.

وبرغم محدودية المعلومات المتوفرة لاثار هذه الادوية على الام والجنين، الا ان "البيانات التي نقدمها مطمئنة مبدئيا" على ما اكدت الدكتورة كارمن كريفت-جايس من الهيئة الفرنسية للدواء.

واضافت "مع وصف الدواء بشكل اوسع على الاطباء ان يتنبهوا الى التبليغ باي اثار جانبية غير مرغوب بها".
ويبقى الحرص على النظافة كغسل اليدين امرا مهما في مرحلة تفشي الوباء بالنسبة للحوامل، كما هي الحال بالنسبة لجميع الناس. ويفضل ان تتجنب الحوامل الاماكن المكتظة والحشود لتقليص فرص التقاط العدوى.

دومينيك اجيورجس - ا ف ب
الاحد 23 غشت 2009