تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


الاميركية ليندساي فون: شراسة ناعمة على المدارج البيض وثقة بالنفس جعلتها تبدو كمشاهير هوليود




بيروت - مروان سعد - تفاخر الاميركية ليندساي فون بانها "شدت" على أسنانها وكافحت ب"شجاعة" متخطية اصابتها، وتقول: "كنت عدائية مع المسار سعيا لضمان ذهبيتي الاولمبية الاولى" وأفضت فون (25 سنة) التي تسيطر على مسابقة الانحدار منذ ثلاثة مواسم، بهذه الاعترافات بعدما تركت بصمتها اخيرا في الالعاب الاولمبية الشتوية، اثر فوزها في فانكوفر، متقدمة على مواطنتها جوليا مانكوزو والنمساوية اليزابيت غورغل


الاميركية ليندساي فون
الاميركية ليندساي فون
وكان مسار ويسلر جليديا وصعبا ما ادى الى سقوط عدد من المتباريات. لكن فون حاملة اللقب العالمي "نجت" وقطفت ذهبيتها الاولمبية الاولى بعد فشلها في دورة تورينو عام 2006. كما منحت الولايات المتحدة اول ذهبية في تاريخها في سباق الانحدار لدى السيدات.

ووصفت فون مضمار فرانز بانه "صعب للغاية", علما انها تعرضت لاصابة في ساقها اليمنى قبل اسبوعين من الالعاب خلال التمارين في النمسا.

وعبرت فون التي وصلت الى فانكوفر تحت الاضواء كممثلي هوليوود عن شعورها: "انها اجمل لحظة في حياتي, عندما اجتزت خط الوصول ورأيت اسمي في المركز الاول, واسم جوليا (مانكوزو) في الثاني, ارتحت كثيرا. كنت اشعر بالالم في البداية لكنني وجدت القوة والشراسة كي اتزلج جيدا".

ويبدو ان تأجيل السباق مرات بسبب سوء الاحوال الجوية، صب في مصلحة فون، اذ تعافت قدر الامكان من الاصابة لتنافس وتفوز.

ولطالما شكل الفوز بميدالية ذهبية اولمبية حلما راود فون، منذ كانت في التاسعة من عمرها. فقد استطاعت هذه الشابة التي بدأت مشوارها في عمر الثالثة فقط، ان تحصد الجوائز العالمية، واحدة تلو الاخرى في طريقها الى القمة. وضحى والداها كثيرا من اجلها لكنهما والعائلة قطفوا "ثمارا يانعة" اخيرا.

في سنواتها الاولى كسرت فون رهبة التزحلق بالتلذذ بتناول كوب من الشوكولا الساخنة والتهام كعكة محلاة كلما نجحت في اجتياز المسار، وربما كان هذا الحافز بداية مثابرتها بعناد على تحقيق ما تصبو اليه. ولا غرابة بعدها ان تستخدم مزالج الرجال في مرحلة تألقها سعيا إلى تعزيز قدرتها البدنية وزخمها على المدرج الثلجي.

وتعد فون اول اميركية تفوز ببطولة كأس العالم عامي 2008 و2009، كما أضحت اكثر المتزلجات الاميركيات نجاحا في تاريخ كأس العالم باحرازها 31 فوزا في سباقات الانحدار و"سوبر جي" (العملاق) والتعرج والكومبينيه (التعرج والسوبر).

ومنذ مطلع الموسم الحالي المتضمن دورة فانكوفر الاولمبية، اتجهت انظار العالم الى فون وتصاعدت وتيرة الآمال المعقودة عليها، خصوصا من قبل رعاة الرياضة ووسائل الاعلام الاميركية، اذ ظهرت في برامج واعلانات تلفزيونية عبر الولايات المتحدة بعضها خاص بملابس السباحة. وعندما سئلت عن شعورها وهي في دائرة الشهرة، اجابت بتواضع واستغراب: "لا اعتقد انني ساعتاد ذلك، وافاجأ عندما يدنو بعضهم مني ويخبرونني انهم شاهدوني في اعلان او شاهدوا صورتي في احدى المجلات. وبطبيعة الحال، انا اقضي الكثير من الوقت في اوروبا ولا يتسنى لي ان ارى كثيرا ما ينشر في الولايات المتحدة".

وتتحدث ليندساي (كيلداو قبل زواجها من توماس فون) التي ولدت عام 1984 في مينيسوتا، وهي ولاية لا يعرف عنها سوى القليل نظرا لطبيعتها الجبلية، عن حياتها وذكرياتها بانفتاح وحنين. ولا تزال تتذكر سقوطها عندما جربت التزلج للمرة الاولى، بيد ان نشأتها في احضان والدها وجدها اللذين يعدان من محترفي هذه الرياضة، ساعدتها على تعلم التزلج سريعا. فقد بدأت مزاولة رياضتها على سفوح الجبال المحلية في سن الثالثة، وسرعان ما انتقلت اسرتها الى مدينة فايل (كولورادو) حيث تتوافر فرص افضل للتدريب، ما اهلها لتخوض اولى مسابقاتها الدولية وهي في التاسعة من عمرها.

وما لبثت موهبة ليندساي المتوارثة ان استقطبت الانظار عندما استطاعت وهي في الرابعة عشرة ان تصبح اول اميركية تفوز بسباق "تروفو توبلينو" في ايطاليا. ومع حلول عام 2002 ضمت الى المنتخب الاميركي، واعتلت بعد عامين منصة التتويج للمرة الاولى في مسابقة كأس العالم، ثم حصدت اللقب في العام التالي.

وقد يسهل على من يخاطب ليندساي ان ينسى اين تكمن عزيمتها الفولاذية عندما ترتسم على وجهها ابتسامة رقيقة، فليس من السهل ان يصبح المرء بطلا بين ليلة وضحاها. وهي تشير الى ان الدورة الاولمبية عام 2002 في سولت ليك سيتي كانت بالنسبة لها مصدرا للترفيه والتعلم، غير ان الامر اختلف عام 2006 في تورينو، اذ كان الامل يحدو المتزلجة الشابة للفوز بالذهب. لكن دخلت المستشفى نتيجة اصابة بسيطة لحقت بها اثناء التدريب. ولم يفت ذلك من عضدها، بل سارعت بعد خروجها الى خوض غمار السباق مجددا، فحلت ثامنة في الانحدار وسابعة في السوبر جي والرابعة عشرة في التعرج.

رب ضارة نافعة

وتعتبر فون ان الاصابة "حصلت لحكمة ما، فعلى رغم ضياع فرصة الفوز، فانها منحتني العزم والدافع الذي جعلني أغادر المستشفى الى السباق، ما ساعدني بالتأكيد في بناء شخصيتي وتعزيزها".

وبتلك العزيمة الفريدة من نوعها، فازت فون بجائزة الروح الرياضية الاولمبية في الولايات المتحدة بناء على تصويت المشجعين الأميركيين وأعضاء منتخب التزلج والابطال الاولمبيين السابقين والاعلاميين.

وتنتهج فون فلسفة بسيطة مفادها: "الاجتهاد في العمل يثمر نتائج مرضية في نهاية المطاف. واذا سقطت فعليك الوقوف مجددا". وتضيف: "اذا سقطت، انهض بقوة اكبر وعزيمة اكثر وطموح اعلى". كما قالت في اكثر من مناسبة: "الصعوبات تدفعنا الى التركيز، واذا صادفك النجاح من دون ان تسعى اليه فانت لا تبصر اهدافك". اما الحلم الاكبر فكان دائما الفوز في الاولمبياد، وهو بمثابة "قضية شريفة اناضل من اجلها".

وبرهنت فون من خلال تفوقها على مدى تقنيتها وعزيمتها وموهبتها، وذلك بفضل تكامل ادائها.

وعلى رغم الاهتمام والدعم الكبيرين اللذين تحظى فون بهما من قبل مشجعيها، الا انها تبقى منعزلة عنهم طوال موسم السباق الذي تمضيه في النمسا. وقد اسهمت طبيعتها المرحة في منحها شعبية واسعة في اوساط عالم التزلج، بما في ذلك منافستها الرئيسة الالمانية ماريا ريش التي تربطها بها صداقة عميقة (الفائزة في الكومبينيه السوبر في فانكوفر). وعادة ما تقضيان معا عطلات عيد الميلاد. وهو ما يفسر قدرة فون على التحدث باللغة الالمانية.

ولفون قصة طريفة مع الابقار، اذ قدمت احدى شركات صناعة الاجبان خلال حملة ترويجية لمنتجاتها، بقرة كجائزة في سباق للتزلج اجري في المنتجع الفرنسي "فال ديزير"، حيث دان الفوز للحسناء الاميركية. وكان يفترض ان تتسلم شيكا نظير هذه البقرة، لكنها فاجأت الجميع بقرار احتفاظها بها.

وتذكر فون ان الامر "كان مربكا لان منظمي السباق لا يتحدثون الانكليزية جيدا، وانا لا اتحدث الفرنسية. وقد علت وجوههم الفرحة عندما علموا برغبتي في الاحتفاظ بالبقرة ولا اظن انهم عرضوا بقرة اخرى كجائزة".

وهذا لا يبدو مستغربا كونها تعيش في مزرعة قريبة من مركز التدريب في النمسا. وهي اطلقت على بقرتها اسم "أولمب"، وقد أنجبت لها عجلين.

"لهيب الذهب"

توضح فون انها كدت كثيرا و"جاهدت" لقطف الذهب الاولمبي اخيرا. وتضيف: "لكنني سررت بعائلتي التي أحاطتتني. جاءت لتؤازرني وتذكرت كما ضحت من اجلي، وأحيانا اشعر بالذنب واعتقد ان والداي ظلما اخوتي حين انتقلنا إلى فايل من أجلي، وكان عليهم ان يتأقلموا مع محيط جديد واصدقاء جدد".

ويطلق خبراء على فون التي انتقلت عام 2005 للتدرب في النمسا، لقب "المتزلجة الميكانيكية" نظرا لقسوتها في حصص التدريب الشاقة، بمتابعة مباشرة من زوجها توماس (مدير اعمالها وعضو المنتخب الاميركي سابقا)، الذي يكشف انها تنهض يوم السباق عند الخامسة والنصف صباحا، وتباشر التدريب على دراجة ثابتة متحاشية قدر الامكان احداث ضجة كي لا يستفيق. وهي دأبت كل صيف على تمضية شهر كامل في مركز "رد بل" في سالزبورغ، حيث تخضع لتمارين حديد ولياقة ست ساعات يوميا وعلى مدى ستة ايام اسبوعيا، باشراف الدكتور الالماني برنديش باسولد، الذي تولى تحضير البطل النمساوي هيرمان ماير عملاق التزلج الالبي الذي اعتزل قبل اشهر قليلة

مروان سعد
الاربعاء 24 فبراير 2010