نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


"البازار الكبير" التاريخي بإسطنبول... قلب الاقتصاد في المدينة




اسطنبول - يمكن للمرء أن يحصل على واجهة متجر صغيرة وبسيطة وخالية من البهرجة في سوق "جراند بازار" (البازار الكبير) التاريخي بإسطنبول، مقابل مليوني دولار تقريبا.


ولا تعتبر السوق المزدحمة، التي تقع في مبنى تاريخي، عامل جذب بالنسبة للسائحين فقط، ولكنها أيضا قلب الاقتصاد في المدينة. لذلك، فقد كان من المتوقع أن يطرح مقدمو العطاءات مبلغ 98ر1 مليون دولار على الأقل، مقابل متجر صغير، تبلغ مساحته 2ر9 متر مربع. ولا يتسم المتجر الصغير بالبهرجة في تفاصيله، حيث أن السبب وراء جاذبيته يعود ببساطة إلى موقعه المميز في منطقة التسوق ذات الشهرة الكبيرة، في واحدة من أكبر وأقدم الأسواق المغطاة في العالم. وظل سوق "جراند بازار"، الذي تم بناؤه في الأصل في القرن الخامس عشر، ينمو بشكل مطرد منذ ذلك الوقت. وهو الآن بنيان منيف ، ذو ممرات أشبه بالمتاهة، وهو مركز جذب مالي بالنسبة للمدينة، حيث يتوافد الزوار على البازار الشهير، المعروف لدى السكان المحليين باسم "كابالي تشارشي". عن السوق الشهيرة، كتب المؤلف الإيطالي في القرن التاسع عشر، إدموندو دي أميجي: "مدينة بأكملها، بمساجدها ونوافيرها وممراتها وساحاتها، مضاءة بضوء خافت، مثل الخشب السميك الذي لا يخترقه الضوء... وفي هذا الشارع الرئيسي ذي الاضاءة الخافتة، تمر العربات والفرسان والجمال باستمرار، مما يتسبب في حدوث ضجيج يصم الآذان. ويتوقف الزائرون باستمرار... بسبب اللافتات التي تناديهم". وحتى في الوقت الحاضر، عندما صار أغلب المتسوقين من السياح، مع منع دخول الخيول، فإن هناك ملايين الليرات التي يتم تداولها هناك كل يوم. وكل من يعمل في سوق "جراند بازار" كان يعلم قبل أسابيع أن متجر الذهب الصغير، المعروف بـ "المتجر رقم 162"، والذي يوجد بالقرب من البوابة رقم سبعة، معروضا للبيع. ومن جانبه، يقول رافاييل دانا، الذي يقوم ببيع أحذية تركية تقليدية في مكان قريب: "بيع المحال هنا عملية نادرة ". ويوضح حسن فيرات، الذي يرأس رابطة أصحاب المتاجر، ذلك قائلا إن المتجر تم طرحه للبيع بسبب نزاع على الميراث. وفي النهاية، لم يتم بيع المتجر، وهو ما تسبب في خيبة أمل كبيرة النسبة لمقدمي العطاءات، حيث تم إخبارهم بأن الملاك من أفراد العائلة صاحبة الميراث، قد توصلوا إلى اتفاق بينهم ولا يعتزمون بيع المتجر. ويقول فيرات إن بازار تركيا الكبير يضم 3600 متجر، ويعمل به 30 ألف شخص. وأضاف قائلا إن هذه مجرد أرقام رسمية. ولكن يتدفق على السوق 300 ألف زائر يوميا ، وذلك على الرغم من أنه يشير إلى أن هذا الرقم لا يعني بالضرورة ازدهار النشاط التجاري هناك. فقد تعرض "جراند بازار" لأوقات حالكة بعد الهجوم على سياح ألمان في كانون ثان/يناير من عام 2016، بالاضافة إلى محاولة الانقلاب الفاشلة التي تلت ذلك، مما أدى إلى تقليل أعداد الزائرين. كما كان للأزمات السياسية، المحلية والدولية، في تركيا أثرها السيئ أيضا. ويقول فيرات إن الزوار الأثرياء من الولايات المتحدة وأوروبا، ظلوا بعيدا أيضا.و بدلا من ذلك، يأتي العرب الذين لا يشترون إلا ما هو "رخيص الثمن"، والذين من غير المحتمل أن يقوموا بشراء سجادة يبلغ ثمنها 880 ألف دولار على سبيل المثال، ولكن من الأرجح أن يشتروا سلطانية من الخزف سعرها ثمانية دولارات. ثم جاءت أزمة الليرة. إلا أن قطاع السياحة بدأ يسترد عافيته بصورة تدريجية. كما زادت أعداد الزائرين إلى تركيا في عام 2019 فقط، أي بنسبة 3ر14 بالمئة. وقد تدفق 9ر42 مليون سائح إلى البلاد خلال أول 11 شهرا من العام الماضي فقط، بحسب تقرير صدر في كانون أول/ديسمبر أوردته صحيفة "ديلي صباح". كما جذبت اسطنبول وحدها 7ر13 مليون مسافر. والواقع أن "جراند بازار" هو أكثر من مجرد عامل جذب سياحي. " فقد كان وسيظل دائما ، مركزا لصناعة المجوهرات، وغيرها من الصناعات ، التي تشمل السجاد العتيق"، وذلك بحسب ما تقوله بانو كنت، وهي جواهرجية ، تقوم بشراء الذهب والأحجار الكريمة تحت علامتها التجارية، وتعمل مع نساء من أصحاب الحرف في ورش عمل صغيرة غير معروفة. ويعجز فيرات عن أن يحدد بالضبط حجم الأموال التي يتم تداولها بصورة يومية في البازار الكبير أو أنه لا يرغب في ذلك. ويقول في مقال في إطار معلق على جدار المكتب، ويحمل تاريخ يعود إلى 10أعوام ماضية، إن المبلغ هو 20 مليون دولار. ووفي هذا المقال ذكر أن في ذلك الوقت، كان البنك المركزي يأتي في كل يوم لشراء العملة. أما الآن، فقد تغيرت الأمور، بحسب فيرات، وذلك على الرغم من أنها لا تبدو كذلك. حيث يعج البازار بالاشخاص الذين يحدقون ويبحثون ويساومون ويتسوقون، تماما كما كانوا يفعلون من قبل.

كريستينه -فيليس رورز وليندا ساي
الاحد 15 مارس 2020