
و"الحراقة" كلمة مستخدمة في المغرب العربي للحديث عن المهاجرين غير الشرعيين الذين يحرقون اوراقهم قبل المغادرة حتى يصبح التعرف على اصولهم واعادتهم الى بلادهم امرا معقدا لدى السلطات الاوروبية.
والفيلم مبني على حبكة تقليدية جدا في قالبه ومضمونه.
ونظرا لقوة الموضوع وتجذره بشكل درامي في الحاضر المغربي، تظل معالجة علواش قاصرة في شريط لا يأتي بشيء من عذوبة السينما ولا يذهب الى صيغة الواقعي الحي.
فعلواش يقدم موضوع الهجرة بدون اي تميز يقفز بعمله الى الامام خصوصا بعدما عكفت السينما المغربية وشبان كثيرون فيها على تقديم مختلف التجارب التي تناولت الموضوع في السنوات العشر الاخيرة وفي اعمال روائية ووثائقية متعددة.
ويروي فيلم "حراقة" سيرة مجموعة من الشباب يعرضون انفسهم للخطر حين يختارون الهجرة في مركب صغير عبارة عن طوف في مغامرة غير محمودة العواقب يفضلونها مع ذلك على الحياة التي يحيونها في بلادهم آملين بحياة كريمة تتمثل في فعل الهجرة التي تصبح مرادفة للانتحار.
ويتخلى هؤلاء عن كل شيء ويتركون في دربهم الحياة احيانا من اجل الوصول الى ارض الحلم الموعود التي لا يطأوها او يعودون منها خائبين بعد ان تقبض عليهم الشرطة على الشاطئ الآخر.
مع ذلك تتكرر رحلة هذا الشباب الذي يعاند الموت ويفضله على المراوحة في المكان لكن الامل الكبير ينهار على صخرة الواقع.
فحكاية الفيلم تبدأ من لحظة موت الامل بحياة جديدة في مكان آخر حيث الوصول الى قارة الاحلام سباحة لا يعني الفوز بل يوصل الى خيبة اخرى اكبر واشد قهرا.
واذا كان الجزء الاول من الفيلم الذي صور في الجزائر وفرنسا يشكو من ايقاعه البطيء فهو في جزئه الثاني يتضمن ايقاعا اكثر تشويقا.
وقد صور كله في عرض البحر حيث التقط المخرج بكاميرا رقمية عالية الجودة المشاهد ما منحه حرية اخذ اللقطات وتركيب الاطارات كما زوده بالمرونة اللازمة لتصوير تلك المشاهد.
والفيلم وهو من انتاج فرنسي جزائري مشترك مستوحى من قصص واقعية عمد المخرج لاستقائها من قراءة الصحف التي تناولت موضوع الهجرة.
وقد صور في مستغانم التي تبعد 200 كلم عن العاصمة الجزائر. كما انتقى لفيلمه الممثلين من هذه المنطقة ومن شبان عاملين في مجال المسرح بينهم نبيل عسلي وسمير الحكيم وصديق بن يعقوب ولميا بوسكين.
غير ان المخرج المتمسك بواقع بلده يفشل رغم حسن اختيار الممثلين وحسن ادائهم، في اعطاء تلك المادة الواقعية روحا سينمائية تجعل من فعل المشاهدة امرا مختلفا.
ويقول المخرج انه اراد من خلال فيلمه توجيه رسالة للشباب الجزائري الذي تفوق نسبته 80 % من السكان بان الهجرة على هذه الطريقة مغامرة الا توصل الا الى مزيد من اليأس او الانتحار.
وبالفعل فان تلك الرحلة التي لا تراعي ابسط شروط السلامة والتي تاتي عشوائية كما الرغبة بالرحيل من الجزائر البلد النفطي الغني غنى لا يذوق طعمه الشعب الذي يظل ضحية دائمة لمزيد من الفساد والبيروقراطية والبطالة والحرمان.
وشارك "الحراقة" لعلواش في تظاهرة "ايام البندقية- ايام المخرجين" التي تقدم هذا العام مجموعة من كبار مخرجي العالم.
وشكل التزام الواقع الجزائري ومعاناة المجتمع وشبابه من الازمة الاقتصادية وعدم توافر الامكانات والبطالة وازمة السكن في العاصمة والسنوات السوداء وعلاقات الحب بين الشبان وكل ما يجسد تحولات المجتمع الجزائري باستمرار خامة لافلام علواش.
والصورة التي يقدمها هذا المخرج الجزائري اليوم في هذا الفصل التراجيدي الجزائري الجديد تبدو باهتة وبعيدة عن السينما التي عودنا عليها خصوصا بموازاة تراجيديا الهجرة والموت المستمر في عرض المتوسط او في الاطلسي في تلك الذراع الضيقة الفاصلة بين قارتين.
وحقق مرزاق علواش قبل هذا الفيلم ثمانية اعمال روائية بينها "عمر قتلته الرجولة" (1976) و"باب الواد سيتي" (1994) و"مرحبا ابن العم" (1995) و"شوشو" (2003) و"باب الويب" 2004
والفيلم مبني على حبكة تقليدية جدا في قالبه ومضمونه.
ونظرا لقوة الموضوع وتجذره بشكل درامي في الحاضر المغربي، تظل معالجة علواش قاصرة في شريط لا يأتي بشيء من عذوبة السينما ولا يذهب الى صيغة الواقعي الحي.
فعلواش يقدم موضوع الهجرة بدون اي تميز يقفز بعمله الى الامام خصوصا بعدما عكفت السينما المغربية وشبان كثيرون فيها على تقديم مختلف التجارب التي تناولت الموضوع في السنوات العشر الاخيرة وفي اعمال روائية ووثائقية متعددة.
ويروي فيلم "حراقة" سيرة مجموعة من الشباب يعرضون انفسهم للخطر حين يختارون الهجرة في مركب صغير عبارة عن طوف في مغامرة غير محمودة العواقب يفضلونها مع ذلك على الحياة التي يحيونها في بلادهم آملين بحياة كريمة تتمثل في فعل الهجرة التي تصبح مرادفة للانتحار.
ويتخلى هؤلاء عن كل شيء ويتركون في دربهم الحياة احيانا من اجل الوصول الى ارض الحلم الموعود التي لا يطأوها او يعودون منها خائبين بعد ان تقبض عليهم الشرطة على الشاطئ الآخر.
مع ذلك تتكرر رحلة هذا الشباب الذي يعاند الموت ويفضله على المراوحة في المكان لكن الامل الكبير ينهار على صخرة الواقع.
فحكاية الفيلم تبدأ من لحظة موت الامل بحياة جديدة في مكان آخر حيث الوصول الى قارة الاحلام سباحة لا يعني الفوز بل يوصل الى خيبة اخرى اكبر واشد قهرا.
واذا كان الجزء الاول من الفيلم الذي صور في الجزائر وفرنسا يشكو من ايقاعه البطيء فهو في جزئه الثاني يتضمن ايقاعا اكثر تشويقا.
وقد صور كله في عرض البحر حيث التقط المخرج بكاميرا رقمية عالية الجودة المشاهد ما منحه حرية اخذ اللقطات وتركيب الاطارات كما زوده بالمرونة اللازمة لتصوير تلك المشاهد.
والفيلم وهو من انتاج فرنسي جزائري مشترك مستوحى من قصص واقعية عمد المخرج لاستقائها من قراءة الصحف التي تناولت موضوع الهجرة.
وقد صور في مستغانم التي تبعد 200 كلم عن العاصمة الجزائر. كما انتقى لفيلمه الممثلين من هذه المنطقة ومن شبان عاملين في مجال المسرح بينهم نبيل عسلي وسمير الحكيم وصديق بن يعقوب ولميا بوسكين.
غير ان المخرج المتمسك بواقع بلده يفشل رغم حسن اختيار الممثلين وحسن ادائهم، في اعطاء تلك المادة الواقعية روحا سينمائية تجعل من فعل المشاهدة امرا مختلفا.
ويقول المخرج انه اراد من خلال فيلمه توجيه رسالة للشباب الجزائري الذي تفوق نسبته 80 % من السكان بان الهجرة على هذه الطريقة مغامرة الا توصل الا الى مزيد من اليأس او الانتحار.
وبالفعل فان تلك الرحلة التي لا تراعي ابسط شروط السلامة والتي تاتي عشوائية كما الرغبة بالرحيل من الجزائر البلد النفطي الغني غنى لا يذوق طعمه الشعب الذي يظل ضحية دائمة لمزيد من الفساد والبيروقراطية والبطالة والحرمان.
وشارك "الحراقة" لعلواش في تظاهرة "ايام البندقية- ايام المخرجين" التي تقدم هذا العام مجموعة من كبار مخرجي العالم.
وشكل التزام الواقع الجزائري ومعاناة المجتمع وشبابه من الازمة الاقتصادية وعدم توافر الامكانات والبطالة وازمة السكن في العاصمة والسنوات السوداء وعلاقات الحب بين الشبان وكل ما يجسد تحولات المجتمع الجزائري باستمرار خامة لافلام علواش.
والصورة التي يقدمها هذا المخرج الجزائري اليوم في هذا الفصل التراجيدي الجزائري الجديد تبدو باهتة وبعيدة عن السينما التي عودنا عليها خصوصا بموازاة تراجيديا الهجرة والموت المستمر في عرض المتوسط او في الاطلسي في تلك الذراع الضيقة الفاصلة بين قارتين.
وحقق مرزاق علواش قبل هذا الفيلم ثمانية اعمال روائية بينها "عمر قتلته الرجولة" (1976) و"باب الواد سيتي" (1994) و"مرحبا ابن العم" (1995) و"شوشو" (2003) و"باب الويب" 2004