تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


الحقيقي غير السياحي ....رحلة مبكرة للاستمتاع بالسكينة عند سور الصين العظيم




بكين -ماكس مورتن بورجمان - يتعثر فينسنت ليو في طريقه والنعاس لا يزال يداعب جفونه متجها إلى محطة الحافلات العامة في ميون، وظل ليو الذي يبلغ من العمر 32 عاما في حالة سفر مستمر عن طريق الباص والقطار لمدة ثلاث ساعات تقريبا ولا يزال أمامه ساعة أخرى من السفر قبل أن يقع نظره في النهاية على سور الصين العظيم.


جانب من سور الصين العظيم
جانب من سور الصين العظيم
وأمضى ليو الأعوام الثلاثة عشر الأخيرة مقيما في بكين وشاهد عدة مرات سور الصين العظيم عند القطاع الأكثر شهرة وإقبالا من الزوار في بدالنج، غير أن هذا القطاع لا يمكن مقارنته بما ينتظره اليوم عند الجزء الممتد من جينشانلينج حتى سيماتاي.
ففي هذا الجزء سيزور ليو ما يطلق عليه السور العظيم " الحقيقي " وليس السياحي وهو موقع لم يلق كل متر منه الترميم بعناية.

وقد انطلق ليو من العاصمة الصينية في الساعة الرابعة فجرا ومن المقرر أن يصل إلى مقصده الذي يقع على مسافة 120 كيلومترا شمال شرقي بكين بعد الساعة التاسعة صباحا بقليل، وتكون أشعة الشمس وقتذاك تحاول أن تشق طريقها وسط ضباب الصباح الباكر في فصل الشتاء.

وكلفت الرحلة ليو ورفيقه القادم من لندن جون آيرز مئة يوان ( نحو 15 دولارا )، على الرغم من أن تكلفة الرحلة المنظمة لمثل هذا الموقع حيث يتم جمع الزوار من فنادقهم تصل إلى ثلاثة أمثال هذا المبلغ.
غير أن ليو وآيرز لم يكونا يريدان توفير النقود فحسب بل كانا يريدان أيضا السفر بمفردهما حتى تكون أمامهما فرصة تفقد السور العظيم بحرية تامة.

ويستغرق السير بطول السور من جينشانلينج حتى سيماتاي ما بين أربع إلى خمس ساعات، وهو بعكس منطقة بدالنج يشبه الطرق الثعبانية بالملاهي التي تندفع عليها العربات ولكنه هنا بدون شهادة أمان.
وتعد الدرجات الملتوية والحادة المحيطة بالسور خطيرة بشكل خاص حيث تآكلت العديد من درجات السلالم، بينما يبدو السور عند نقاط أخرى وكأنه تعرض لزلزال. وظل هذه القطاع من السور على حاله منذ 400 عام ويرجع تاريخه لعائلة مينج حيث تم تشييده وربما ترميمه.

ومعظم أجزاء هذا القطاع تحتفظ بحالتها الأصلية، وعلى الرغم من أن درجة الحرارة تدور حول نقطة التجمد إلا أن ليو وضع معطفه داخل حقيبة الظهر التي يحملها وهو يتعامل مع منحدر آخر حاد.

ويوضح ليو أن بدالنج تعج بالسياح وبائعي القمصان وأنه وزميله يشعران بأن السور في هذه المنطقة ملكهما وحدهما، ولم يقابل ليو في المكان لمدة ثلاث ساعات سوى ثلاثة بائعين جائلين واثنين من هواة السير فوق المرتفعات.

ويمر ليو وزميله بأكثر من 30 برجا للمراقبة يفصل بين كل منهم والآخر جزء طويل من السور وذلك قبل أن يصلا في النهاية إلى قطاع سيماتاي حيث يتعين شراء تذكرة ثانية إذا أرادا التقدم صوب منطقة أخرى.

وثمة رسوم أخرى يجب دفعها في حالة الرغبة في عبور جسر من الحبال يمتد من الجزء الشرقي إلى الغربي من قطاع سيماتاي، بعد ذلك يصعد الطريق بشكل حاد مرة أخرى مع هبوط فجائي من ناحية بمسافة 150 مترا.

ويصعد عدد قليل فقط من السياح إلى أعلى نقطة من قطاع سيماتاي حيث يؤدي طريق " سلم السماء " إلى نقطة " منظر بكين " و" برج الملائكة " التي يبلغ ارتفاعها 986 مترا.

وهذا لا يثير الدهشة حيث أن بعض أماكن هذا الجزء من السور يبلغ معدل انحدارها 80 درجة وبالتالي يتطلب الصعود ليس فقط الشجاعة ولكن أيضا قدر من الخبرة في تسلق الجبال.
ويرى كل من ليو وآيرز أن التسلق إلى نقطة سلم السماء سيكون عملية خطيرة للغاية حيث يشعران بالإنهاك بعد رحلتهما الطويلة من بكين. ولكن لا يشعر أي منهما بالإحباط.

ويقول آيرز: " إنني أدرك الآن ما شعر به الرئيس باراك أوباما عندما زار سور الصين "، وذلك في إشارة إلى الوقت الذي تم فيه وضع سياج أمني حول أشهر موقع أثري صيني عند منطقة بدالينج أثناء الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي في تشرين ثان/ نوفمبر 2009.

ويضيف قائلا "غير أنني أراهن على أنه لم يضطر إلى القيام من نومه مبكرا مثلنا".

ماكس مورتن بورجمان
الخميس 18 فبراير 2010