نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


السيسي... قصة صعود من "الجمالية" إلى "الاتحادية"






بناء على "رغبة الكثير من المصريين"، أعطى المشير عبدالفتاح السيسي أوضح إشارة إلى أنه يتجه، على الأرجح، ليكون الرئيس المقبل للبلاد، على أن تشهد "الأيام القادمة إنهاء الإجراءات المطلوب تنفيذها بشكل رسمي في هذا الإطار".

في مصر كما في خارجها، يبقى الرجل لغزاً، إذ حرص على تغليف كل ما يتعلق بحياته خارج مسيرته العسكرية بالكتمان. وهو كان أصغر أعضاء المجلس العسكري الذي تولى الحكم بعد ثورة "25 يناير" 2011.


  تخرج من الأكاديمية العسكرية عام 1977 وخدم في سلاح المشاة ثم اضطلع بقيادته. واختير للدراسة في كلية الحرب التابعة للجيش الأميركي عام 2006. وفي سجله العمل ملحقاً عسكرياً في السعودية، وقيادة المنطقة الشمالية العسكرية في الاسكندرية، ورئاسة الاستخبارات الحربية والاستطلاع في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، قبل أن يختاره الرئيس المعزول محمد مرسي لوزارة الدفاع.
السيسي ابن الجمالية
وُلد عبدالفتاح سعيد السيسي في 19 تشرين الثاني 1954. والده الحاج سعيد حسين السيسي من قربة طليا في محافظة المنوفية التي يتحدر منها مبارك وسلفه أنور السادات، والرئيس الموقت عدلي منصور، وقد توفي عام 2002.
كان الحاج سعيد انتقل إلى القاهرة ليستقر في حي الجمالية الذي جعله الأديب نجيب محفوظ مسرحاً لثلاثيته الشهيرة، فافتتح متجراً لتجارة الحبوب وبازاراً في خان الخليلي لبيع التحف الخشبية المنحوتة بدقة والمزخرفة بالصدف، والكثير منها من صنعه.
تزوح سعيد السيسي من الحاجة سعاد وأنجب منها أحمد وعبدالفتاح ورضا وفريدة وحسين وأسماء ومنى وزينب وجيهان ومحمد وبوسي. واقترن بعد سنوات بامرأة أخرى تُدعى حُسنية، ولهما إيمان وسحر وعبدالله وعلاء.
إلى خان الخليلي، وتحديداً إلى المتجر الذي يحمل اسم "السيسي"، توجهت مجلة "نيوزويك" الأميركية التي نشرت قبل أشهر تحقيقاً مطولاً عن "الجنرال الهادئ"، معتبرة أن "فهم السيسي أساسي لفهم إلى أين تتجه مصر".
وهناك التقى مراسلها مدير المتجر حسين علي الذي قال إنه طُلب منه عدم الحديث عن السيسي، لذلك قرر الكلام عن والده، ذلك أن "أبناءه نسخة منه". وكان الأب يحب مطالعة كتب التاريخ والقانون وعشق الاستماع إلى صوت أم كلثوم، وصادَقَ العديد من المشايخ والرجال الدين.
وأضاف حسين علي أن "سعيد السيسي أحب التجارة، فحذا نجله حسين حذوه، واحترم القانون فصار ابنه أحمد قاضياً، وكان صارماً كجنرال، كل شيء يجب أن يكون منظماً وله مواقيت، فكان نجله (عبدالفتاح) عسكرياً".
وقصدت "نيوزويك" أحمد السيسي الذي "تحدث إلينا على مضض"، وقال إن شقيقات المشير، كما زوجته، لا يملكن مسيرات مهنية، فـ"نساؤنا لا يعملن، يمكثن في المنزل ويربين الأولاد". أما الذكور في الأسرة فكلهم ناجحون، إذ "نتحدر من أسرة تقود ولا تُقاد".
ويسترعي الانتباه أن الصحف والمواقع المصرية التي اختارت ترجمة التحقيق المطول، أغفلت ما ورد فيه من انتقادات للجيش المصري الذي لم يعد "آلة للحرب بل للتربح لضباطه" الذين لهم عالمهم الخاص المعزول عن باقي البلاد، فلهم شقق ونواد ومدارس ومتاجر خاصة بهم.
وقصد صحافيون مصريون المنوفية، نقلوا عن أبناء قرية طليا أن المشير لم ينقطع عن التواصل معهم، وإن تكن زيارته الأخيرة تعود إلى ثماني سنوات. وقالوا إنه لُقب في طفولته بـ"الشيخ عبدالفتاح" لبراعته في حفظ القرآن وتلاوته، وتحلى منذ صغره بـ"جدعنة أولاد البلد".
السيسي المسؤول
ومن الصفات التي أظهرها السيسي في كلية الحرب الأميركية التحكم في نفسه وعدم إظهار غضبه. وهو قدم هناك ورقة بحثية من 11 صفحة بعنوان "الديموقراطية في الشرق الأوسط"، وجاء فيها أنه "بينما يتطلع الأميركيون إلى الآباء المؤسسين للجمهورية، يجل المسلمون ذكرى الخلفاء الراشدين"، لكن هذا لا يعني إنشاء ديكتاتورية، بل "قيام ديموقراطية استناداً على المبادئ الإسلامية". وقارن بين تأثير المسيحية على الثقافة والحُكم في الولايات المتحدة، ودور الإسلام في الديموقراطيات الناشئة في الشرق الأوسط.
ونقلت وكالة "الأسوشيتد برس" عن روبرت سبرينغبورغ، الخبير في المدرسة البحرية في مونيري بكاليفورنيا، إن السيسي الحريص على الاستشهاد بآيات قرآنية في كل خطبه، سيحكم بنفخة من الالتزام الديني، مع ما يتمتع به من قوة في الشخصية وجاذبية للجماهير.
وقد سُرب أخيراً نص حديث له مع صحافي لم يكن مُعداً للنشر، وفيه أنه شاهد نفسه في أحد أحلامه يلوح بسيف حُفرت عليه نقوش إسلامية، وأنه كان في حلم آخر يقول للسادات إنه سيصير رئيساً هو أيضاً.
زوج ووالد وجد
وفي انتظار تحقق ذلك الحلم، أثار ظهور زوجة السيسي إلى جواره في حفل عسكري قبل أسبوعين الكثير من الاهتمام، تماماً كارتدائه الملابس المدنية في زيارته الرسمية لروسيا. وقد عُد الأمران دليلاً على اقتراب المشير من الرئاسة بما تتطلبه من مظاهر مدنية.
تلك المرأة، سيدة مصر الأولى المقبلة، تُدعى انتصار عامر، وهي في الأساس ابنة خالة السيسي. وقد بدت محجبة، ملابسها أنيقة وتضع الماكياج.
وصفها موقع "البوابة نيوز" بأنها "زوحة الرجل الأهم في مصر"، وقارنها بتحية كاظم، قرينة الرئيس جمال عبدالناصر. وهي قالت في مقابلة سابقة تعود إلى 30 أيلول الماضي إنها "تؤمن بأن المكان الطبيعي للمرأة خلف زوجها وأبنائها، ذلك أن نجاح الزوج والأبناء أسمى آيات النجاح للمرأة".
وهي بذلك بعيدة كل البعد عن جيهان السادات التي اضطلعت بدور في تشريع تنظيم الأسرة وتعديل قانون الأحوال الشخصية، وعن سوزان مبارك التي يُعتقد أنها تسببت في إقالة رئيس الوزراء كمال الجنزوري. وبعيدة كذلك عن نجلاء محمود، زوجة مرسي المعروفة بالحاجة "أم أحمد". وقد تكون أقرب في الشخصية إلى تحية عبدالناصر، وعائشة لبيب زوجة اللواء محمد نجيب، الرئيس الأول للبلاد.
وأورد "البوابة نيوز" أن انتصار السيسي لم تسلم من شائعات روجت لقرابتها من سوزان مبارك، كما قيل إنها كانت منقبة، الأمر الذي نفته منى، شقيقة زوجها.
وللسيسي ثلاثة أبناء وابنة. مصطفى تخرج من الكلية الحربية ويعمل مُقدماً في الرقابة الإدارية وزوجته هي ابنة خالته، ومحمود الرائد في الاستخبارات الحربية والاستطلاع التي كان يترأسها والده، وقرينته هي نهى التهامي، كريمة مدير سابق لشركة مشروبات غازية كبرى، وحسن مهندس النفط المتزوج من ابنة مدير الاستخبارات الحربية الحالي اللواء محمد حجازي. أما ابنته آية فهي خريجة الكلية البحرية، وقد اقترنت أخيراً بخالد فودة، نجل محافظ جنوب سيناء.
ولمصطفى السيسي ابنتان، ولمحمود السيسي نجلان.
وهؤلاء جميعاً سيصيرون، شاؤوا أم أبوا، في قلب الأضواء لو صدق حلم عبدالفتاح السيسي وانتقل ذاك الطفل الذي نشأ في الجمالية إلى رئاسة مصر في قصر الاتحادية.
--------------------------
النهار البيروتية
sawssan.abouzahr@annahar.com.lb
twitter : @SawssanAbouZahr

سوسن أبوظهر
الاربعاء 5 مارس 2014