نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة

تأملات في الثورة الفاشلة

16/03/2024 - ماهر مسعود


الطفل لوران المعجزة يدخل الجامعة وهو في الثامنة من عمره




أمستردام - يتابع لوران مذاكرته، بينما استمر صوت عزف الآلات الموسيقية يدوي على ضفاف قناة برنسنجراشت بالعاصمة الهولندية أمستردام، في حين تقول والدته ليديا سيمونز "يفضل المذاكرة بدون وضع سماعات أذن، يركز بعينيه على هدف ما، مدعيا الضيق ونفاد الصبر".


يجلس الصغير لوران إلى جوار أمه، تعلو شفتيه ابتسامة ماكرة، وأمامهما طاولة مستديرة كبيرة. الآن لم يعد يتعين عليه الاستذكار، فقد انتهى من اجتياز اختبارات القبول بالجامعة بنجاح، بالرغم من أن عمره لم يتجاوز الثامنة، وهو إنجاز جعله يحقق شهرة كبيرة على مستوى العالم.

طفل حاد الذكاء، عبقري، معجزة، بمعدل ذكاء يصل إلى 145 وهي النسبة التي وصل إليها عباقرة أمثال اينشتين وستيفن هوكنج، ومع ذلك لا يبدو أن ذلك يؤثر على الإطلاق في شخصيته، فهو طفل اجتماعي ومحبوب، ويقول عن نفسه "أحب معرفة أشياء". وتؤكد والدته ذلك "طول عمره على هذه الحال"، وكانت تتساءل "لماذا، لماذا، لماذا"، أما الآن فأصبحت تتقبل الوضع. بدوره يعلق والده الكسندر "يعرف كيف يوضح الأمور بشكل جيد ويتحلى بالصبر. وعندما يروق له شخص، فإنه يبتسم".
تجدر الإشارة إلى أنه وفقا لمقاييس الذكاء أي شخص تتجاوز نسبته 130 يعتبر حاد الذكاء، أما من يتجاوز الـ140 فيعتبر عبقريا.
وماذا يريد أن يصبح لوران عندما يكبر؟ لا يعرف حتى الآن، إلا أنه يعرف ماذا يريد أن يدرس: الرياضيات، إنها مادته المفضلة. وكانت المادة التي حصل فيها على أعلى الدرجات في الشهور الأولى بالمدرسة الابتدائية. على أية حال، بصفة عامة يبدأ الطلبة اختبارات القبول في الجامعات في عمر الثامنة عشرة. أحب لوران أيضا مواد الجغرافيا والتاريخ، موضحا أن أكثر الموضوعات التي كانت تجتذبه كانت "الحرب الباردة".
والده بلجيكي ووالدته هولندية، ونظرا لانشغالهما بعيادة الأسنان التي كانا يديرانها معا، قضى العبقري لوران سنوات عمره السبعة الأولى في كنف جديه في بلدة اوستند، بلجيكا. وفي البداية التحق بمدرسة ابتدائية خاصة في أمستردام، وحول منها إلى مدرسة بروخاس. تقول أمه عن هذه التجربة، "الأسابيع الأولى لم تكن جيدة. كان لوران يجيب على السؤال بمجرد أن يطرحه المعلم. بالطبع هذا لم يكن له وقع جيد على باقي الأطفال. في النهاية قرروا تصميم مناهج خاصة في حصص منفصلة تتناسب مع مستوى ذكائه".
يشير والده "استمر تفوق لوران، بمعدل فائق السرعة، يتجاوز إلى حد كبير إنجازنا نحن". فقد أنهى مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي في زمن قياسي. وفي أمستردام تابع بعض المحاضرات العالمية مع طبيب إخصائي في أمراض القلب. وفي فصل الصيف حضر دورات تأهيل خاصة للأشخاص حادي الذكاء، وتلقى مؤخرا بيان درجات قبوله بالجامعة.
ومع ذلك عندما تسلم الشهادة البائسة على ورقة متواضعة، كان رد فعله مثل معظم الطلبة، متسائلا "أمن أجل هذه الورقة بذلت كل هذا الجهد؟، ولكن هذا يشعرني بالفخر"، يبتسم لوران من بين أسنانه كلما تذكر تلك اللحظة.
بنهاية فصل الصيف الجاري، سوف يبدأ لوران مرحلة الدراسة الجامعية، ولهذا تجوب العائلة أنحاء أوروبا بحثا عن الكلية المناسبة للطفل العبقري، بالطبع لن يجلس لوران ذو الثمان سنوات في نفس القاعات مع أقرانه من ذوي العشرين ربيعا، ربما لن تطول يداه الطاولة. يبدو أنه سوف يتلقى دروسا خاصة. ومع احتمالات تصل إلى 50%، من المرتقب أن يمضي الطفل الجامعي حياته الجامعة بين هولندا وبلجيكا. أما عن الصبي فإنه يفضل البقاء قريبا من جدته وجده.

ولكن أولا يجب أن يستمتع بالعطلة الصيفية. العبقري الصغير يحب الاسترخاء من آن لآخر. يقول فرحا "سوف نذهب إلى شاطئ ماربيلا. هناك يمكنني ركوب الدراجة المائية والسباحة". كما سوف يذهب مع والديه إلى حديقة ملاهي "أوروبا بارك"، جنوب غرب ألمانيا. وقبل ذلك، يتعين عليه إجراء عدة مقابلات صحفية أخرى. يقول بدبلوماسية شديدة "أحيانا يكون الأمر جيد جدا، وأحيانا في منتهى الحماقة". كما أن الأسئلة قد تكون مرهقة ولهذا ينتظر الوالدان أن تنتهي تلك الضجة لكي يتركاه في سلام، لكي يفعل أكثر شيء يحبه: التفكير والتعلم.

آنيت بيرشيل
الاثنين 20 غشت 2018