نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


العارضات السوداوات نجمات صفحات تقويم "بيريللي" 2018




نيويورك - يوهانس شميت تيجي وكريستيان هورستن- تحدق دوكي ثوت بعينين ناعستين صوب آلة التصوير، وهي ممددة فوق أرضية خشبية معتمة، وقد تناثرت حولها قطع فنية متنوعة، مثل غطاء مصباح هنا أو رقعة شطرنج هناك.

ويقول المصور الفوتوغرافي تيم ووكر مشيرا إلى صورته المفضلة التي ستنشر في تقويم "بيريللي" لعام 2018، إن صورة العارضة السوداء ثوت هي المدخل إلى التقويم".


 

 
وكانت شركة "بيريللي" الإيطالية لصناعة الإطارات تستخدم التقويم السنوي الذي تصدره كنوع من الدعاية لمنتجاتها منذ عام 1964، وأصبحت إصداراتها من التقويم السنوي حدثا ينتظره الجميع في عالم الأزياء بشغف.

وصارت الضجة المصاحبة لتقويم العام المقبل أكبر حجما من المعتاد، وذلك بفضل الخطوة الفريدة من نوعها التي وصفت بأنها "ضربة معلم" وقام بها المصور ووكر، وتتمثل في قراره بأن تقتصر الصور التي ستنشر على عارضات الأزياء ذوات البشرة السوداء، ليمثلن موضوع التقويم الجديد وهو "أليس في بلاد العجائب".

وتعد الصور ال 28 التي يضمها التقويم المنتظر ساحرة بمعنى الكلمة، وكانت تجسيدا لمناظر غير متوقعة أضفى عليها ووكر لمسة الحياة خلال ثلاثة أيام من عمليات التصوير في لندن.

ويقول ووكر "إنني كمصور لا أستطيع أن اقول لأليس مجددا كيف رأيتها ملايين المرات"، وخطر على ذهنه سؤال وهو لماذا لا يمكن أن تكون أليس سوداء البشرة.

وبدأت القصة مع دوكي ثوت وهي عارضة من جنوب السودان تحمل الجنسية الأسترالية وتبلغ من العمر 22 عاما، ويصفها ووكر بأنها "رائعة الحسن والرشاقة بشكل لا يصدق".

وفي تقاويم بيريللي المبكرة كان يتم التركيز على صور العارضات المثيرة للغرائز والتي أحيانا ما تنحدر إلى نوع من الصور الإباحية، ولكن التقويم تطور في وقت لاحق ليتطلع إلى المشاركة فيه مصورو نجوم المجتمع وكبار العارضات.

وخلال الأعوام القليلة الماضية، سمح منتجو التقويم لبعض النساء وعلى الأخص الأكبر سنا بارتداء مزيد من الملابس بدلا من التصوير عاريات، وهو قرار امتدحه بعض النقاد، وإن أشار البعض إلى أن التقويم لا يزال معني بإظهار أجساد النساء.

وقالت الممثلة الأمريكية السوداء هوبي جولدبرج في فيلم قصير يتعلق بتقويم بيريللي لعام 2018 "إذا كنت تفكر في هذا التقويم، فلست الوجه الذي يأتي على الخاطر، إنني أعلم ذلك".

وأضافت "غير أنني أعلم أيضا أن أشخاصا كثيرين كانوا يريدونني أن أظهر في هذا التقويم، وأنا على استعداد لذلك".

ومر 30 عاما على صدور أول تقويم لبيريللي يحمل صورا "لعارضات سوداوات بالكامل"، على الرغم من ظهور عارضات ذوات بشرة سوداء عاريات الصدور بشكل منتظم على منذ ذلك التوقيت، على صفحات التقويم جنبا إلى جانب مع عارضات بيضاوات عاريات الصدور.

وتظهر على صفحات تقويم العام الجديد إلى جانب النجمات الصاعدات مثل دوكي ثوت وزميلتها اللاجئة من جنوب السودان والحاصلة على الجنسية الأسترالية أدوت أكيش /17 عاما/، أسماء أكثر شهرة مثل العارضة السوبر ناعومي كامبل والممثلة لوبيتا نيونج وهوبي جولدبرج ومغني الراب الأمريكي شين "ديدي" كومز، وكلهم من ذوي البشرة السوداء.

ويقول الممثل الأمريكي دجيمون هونسو المولود في بنين "إن هذا التقويم يعبر كثيرا حقيقة عما نتمنى أن نكونه في الغد".

ويعتقد كل من المصور ووكر والعارضة السوبر كامبل أن العارضات ذوات البشرة السوداء لم يحصلن على فرصة كافية في مجالي الأزياء والتصوير".

ويقول ووكر "أعتقد إننا نركز كثيرا في صناعة الأزياء على العارضات البيضاوات".

بينما تقول كامبل إن الإعلانات عن مستحضرات التجميل بوجه خاص غالبا ما تستخدم امرأة من لون آخر بشكل رمزي، "لأنها تضطر إلى ذلك" للترويج للمنتجات.

غير أن ووكر الذي عمل مع عارضات بيضاوات من بينهن تيلدا سوينتون وكيت موس، يزعم أن صناعة الأزياء تمر بنقطة تحول، ويقول "هذه جملة موجزة للغاية وسط حوار مطول جدا".

ويضيف "أتمنى أن يكون مصور فوتوغرافي أسود وشاب هو الذي قام بتصوير العارضات السوداوات في التقويم الجديد".

ومع العارضات السوداوات تكون حكاية "أليس في بلاد العجائب" للكاتب الإنجليزي لويس كارول، قد أخذت منحى جديدا تماما.

ويقول الممثل هونسو إنه أصبح واضحا له أنه كان نموذجا يحتذى به بظهور صورته على صفحات التقويم، وذلك عندما سمع ابنه الصغير يقول "إنه سيكون من الرائع بالنسبه لي أن اتسلق الجدران مثل الرجل العنكبوت إذا كنت أبيض البشرة".

ويرى ووكر الذي قرأ قصة "أليس" عندما كان طفلا أن التقويم يعد استكمالا لدائرة، وعندما كان مساعدا شابا عاون المصور الفوتوغرافي الأمريكي ريتشارد أفيدون على التقاط صورا لنساء عاريات لصالح تقويم بيريللي، والآن أصبح اسمه يكتب بحروف ذهبية على علبة التقويم.

ويقول إن الأيام الثلاث التي قضاها في التصوير بلندن كانت شاقة للغاية، ويضيف "إنني لا أستطيع أن أخبرك كيف استنزفني هذا العمل، إنه استزاف بدني ومعنوي بسبب اضطراري بشكل مستمر للتحدث والشرح والبحث والنظر والتشجيع، ويتمثل الجهد البدني في حمل الكاميرات لأنها ثقيلة جدا".

يوهانس شميت تيجي وكريستيان هورستن
الاربعاء 13 ديسمبر 2017