نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


المستشفى المسلم في رانغون رمز للسلام في بلد تمزقه النزاعات الطائفية




رانغون- كيلي ماكنامارا - يفتح المستشفى المسلم في رانغون ابوابه للجميع من كل الطوائف، من سجناء سياسيين مفرج عنهم من السجون البورمية الى عائلات اكثر فقرا، وقد تحول رمزا للسلام في بلد ممزق بالتوترات بين البوذيين والمسلمين.


المستشفى المسلم في رانغون رمز للسلام في بلد تمزقه النزاعات الطائفية
ويبدأ توافد المرضى باعداد كبيرة منذ ساعات الصباح الاولى في رانغون، قاصدين العلاج في هذا المستشفى ذات السلالم المتسخة وفي جو من الحر الشديد داخل الغرف. ويتسابق زهاء 500 بورمي يوميا للحصول على عناية طبية متوفرة لهم في هذا المستشفى، وقد لا تكون كذلك في سواه، في هذا البلد حيث تم اهمال النظام الصحي على مدى سنوات من جانب المجلس العسكري الحاكم سابقا. ويعكس المرضى التنوع الطائفي في هذا البلد ذات الغالبية البوذية، اذ يرتدي بعضهم سروال "لونغيي" التقليدي العريض في بورما، فيما تضع النساء المسلمات الحجاب. ويشرح رئيس قسم الجراحة في "المستشفى المسلم المجاني" تين ميو مين "انا جراح ومن مسؤوليتي معالجة المرضى المتألمين".

ولا يقيم هذا المستشفى اي تمييز بين المرضى "سواء اكانوا اغنياء او فقراء، نبلاء او من اوساط متواضعة، قريبين من المعارضة او مواطنين عاديين. ليس هناك تمييز"، بحسب ما قال هذا الطبيب القيام بجولة لتفقد مرضاه. وهذا الطبيب هو الوحيد البوذي من بين رؤساء الاقسام في هذا المستشفى الذي تعد غالبية كبيرة من موظفيه من المسلمين.

وهذا السجين السياسي السابق الذي يقول انه عالج عددا كبيرا من الرهبان البوذيين خلال السنوات الـ21 من عمله في المستشفى المسلم، لطالما كان الطبيب الشخصي للمعارضة البورمية حائزة جائزة نوبل للسلام اونغ سان سو تشي. ويمثل هذا المستشفى رمزا للسلام في بلد ذي غالبية سكانية بوذية تمزقه اعمال العنف الطائفية. ومنذ العام الماضي، قرابة 250 شخصا غالبيتهم مسلمون، قتلوا خلال اعمال شغب سبقتها حملات مناهضة للمسلمين قام بها رهبان بوذيون متشددون. لكن، في حين ترتفع حدة التوتر في مناطق عدة من بورما، فإنها تغيب في هذا المستشفى في الحي المتنوع طائفيا في وسط رانغون. وتؤكد تين تين كهاينغ ابنة مريض بوذي في سن الـ57 عاما سافر من منطقة في دلتا نهر ايراوادي ليعالج من فتق "انني لا افكر في هذا الامر. لقد قمنا بالتجارة مرارا في الماضي مع مسلمين. لدي علاقات جيدة معهم". وعند بنائه في العام 1937 من جانب الاقلية المسلمة في البلاد، كان "المستشفى المسلم المجاني" في البداية مستوصفا، في وقت كانت بورما لا تزال جزءا من الامبراطورية البريطانية في الهند. وبات المستشفى يضم حاليا اجهزة متخصصة في اقسام الجراحة والتوليد وامراض العين وايضا العلاجات النفسية. ويمكن لمن لديهم الامكانات ان يدفعوا تعرفة رمزية، في حين ان الاكثر فقرا يعالجون بالمجان، في وقت يحرم نصف البورميين من العناية الطبية الاساسية.

وتستفيد بعض المناطق من برامج مساعدات دولية، تضاف اليها عيادات يديرها رهبان بوذيون او حزب اونغ سان سو تشي المعارض. لكن على الرغم من الاصلاح السياسي المعلن، فإن الميزانية المخصصة للصحة لا تزال زهيدة في بلد يعيش اكثر من ربع سكانه تحت خط الفقر. وفي المستشفيات العامة التي تعاني نقضا مزمنا في التمويل، على الاطباء تولي مهمة شراء الادوية بانفسهم. وبحسب ارقام منظمة الصحة العالمية، بلغت النفقات على الصحة في العام 2011 في بورما 27,9 دولارا للشخص الواحد. ولم تساهم الدولة الا بمقدار 2,9 دولار، وهو المستوى الادنى في العالم، (على الرغم من ان ذلك يشكل تقدما بالمقارنة مع العام 2005 مع 0,5 دولار سنويا دفعتها الدولة عن كل مواطن). ويوضح تين ميو وين رئيس قسم الجراحة في المستشفى المسلم المجاني، ان هذه المؤسسة الاستشفائية مستمرة بفضل التبرعات الدولية كما بفضل اموال الزكاة التي يدفعها المسلمون في بورما

. يذكر ان المستشفى له تاريخ طويل من التسامح واحتضان الفئات الاكثر فقرا في المجتمع، اذ كان يستقبل تقليديا المعارضين للمجلس العسكري لدى خروجهم من السجن. وعلى الرغم من الاصلاحات التي بدأها النظام، لا يزال المعتقلون السياسيون يعالجون هنا. كم/جك/مم

صحيفة الهدهد
الاثنين 16 سبتمبر 2013