"المهرب" فيلم قوي يشعل الصيف في دور العرض ويبرز محاسن المراهقة سيلينا

تمثل النجمة الشابة الحسناء سيلينا جوميز واحدة من أبرز رهانات هوليوود، فهي نجمة شابة، بدأت مشوارها الفني منذ الطفولة، من خلال التليفزيون ثم السينما والغناء أيضا. تحقق جوميز نقلة نوعية في مشوارها الفني، من خلال القيام ببطولة هذا الفيلم للمخرج كورتني سولومون، أمام النجم المتميز إيثان هوك، الذي اشتهر من خلال أدواره الناجحة مثل "يوم التدريب" مع دينزل واشنطن، والذي رشح عنه لأوسكار أفضل ممثل مساعد.

وتبدو عملية الجمع بين إيثان وسيلينا مهمة صعبة فكلاهما ينتمي الى جيل مختلف.... كما أن إيثان اقترن مشواره بأعمال ملتزمة، بينما سيلينا نجمة مراهقين طموحة تسعى لتحقيق المزيد، ومن هنا فإن المفاجأة، تأتي من كون الفيلم يتجاوز صيغ المغامرة التقليدية الى العمق الإنساني، رغم كمية المغامرات وسباق السيارات والمطاردات التي تتخلل أحداث الفيلم.

الفيلم يذكر المشاهد بغيره من العشرات من أفلام الأكشن والمغامرات الكلاسيكية مثل "Drive" بطولة كاري موليجان وريان جوسلينج و"Gone In 60 Seconds" بطولة نيكولاس كيدج و"Speed" بطولة كيانو ريفز وساندرا بولوك، لما يحتويه من تركيبة أحداث وعناصر الغرض منها مداعبة شباك التذاكر. كما تتضمن الحبكة تطور علاقة إنسانية بين البطل والبطلة المختلفين إلى أن يحتدم الأمر ليصلا إلى مرحلة مواجهة الخطر معا، الذي يمثله في معظم الأفلام مجرم مختل عقليا، يسعى للانتقام.

يجسد هوك دور برنت ماجنا، سائق سباقات سيارات محترف، يتعين عليه أن يتبع حرفيا تعليمات خاطف زوجته، والتي يتلقاها عبر رسائل صوتية غامضة، نكتشف بعد ذلك أن وراءها جون فوايت – والد انجلينا جولي .

يساعد ماجنا في أداء مهمته بنجاح أن جوميز، ذات الأصول اللاتينية، وفتاة ديزني السابقة، خبيرة محنكة في تقنيات الحاسوب والتكنولوجيا فائقة التطور، وهو ما يدفع بشحنة الأدرينالين لدى المشاهد إلى أقصى مدى.

تبدأ أحداث فيلم، "المهرب" الذي يعتبر معالجة حديثة لفيلم "كلاب القش" لسام بكينبا، بطولة ستيف ماكوين وإلي ماكجرو، والذي يعد أحد كلاسيكيات أفلام الأكشن في السبعينيات، حينما تأتي رسالة ومكالمة، تخبر ماجنا أنه يتعين عليه تنفيذ ما سيتلقاه من أوامر، من أجل استعادة زوجته المخطوفة حية، وتبدأ المهمة ولكن في زحمة اللهاث وراء الحقيقة، وتلبية طلبات الخاطفين الذين يراقبون حركات ذلك السائق بأجهزة إلكترونية ورقابية عبر الأقمار الاصطناعية، تداهمه فتاة شابة "جوميز" ويكون بين ورطتين، ورطة من يختطف زوجته وأوامره... وأيضا المراهقة الخاطفة، التي يسيطر عليها، ولكن عليه ان يستعيد زوجته، في مغامرة تحبس الأنفاس.

وفي الحقيقة يقوم هوك في "المهرب" بمحاكاة أداء ماكوين، مبتعدا تماما عن الأداء الرومانسي العاطفي الذي ميز دوره أمام النجمة الفرنسية الرقيقة جولي دلبي في ثلاثية "قبل شروق الشمس" ثم "قبل غروب الشمس" وأخيرا "قبل منتصف الليل" والتي بدأها عام 1995 وتدور حول علاقة شاب أمريكي بفتاة فرنسية التقيا في قطار وتدور الأحداث في فيينا وباريس واليونان.

ولكن في حقيقة الأمر، لا يعتبر هوك بعيدا عن مجال الأكشن، حيث قام بأدوار عديدة في أفلام من هذه النوعية مثل "سطو على برسينكت13"، و"قبل أن يعلم الشيطان أنك ميت"، بالإضافة إلى أدائه المتميز في فيلم "على قيد الحياة" الذي يدور حول الحادث المأسوي الذي تعرض له فريق الرجبي الأورجوائي إثر تحطم طائرته فوق سلسلة جبال الأنديز، وصراعه من أجل البقاء على قيد الحياة.

بالنسبة لجوميز يمثل الفيلم خطوة إضافية على طريق النضج الفني، مودعة إلى الأبد مرحلة "فتاة ديزني" ونجمة المراهقين، وبالرغم من فارق السن بين الاثنين إلا أن جوميز وهوك ظهرا كثنائي لطيف وشيق على الشاشة، وربما يعد هذا الجانب هو أشد عناصر الجذب في الفيلم، حيث تنمو العلاقة التي تربط بينهما في أطر مختلفة، بعيدا عما هو تقليدي في سينما المغامرات.

جدير بالذكر أن المخرج الشاب كورتني سولومون لا يزال يسير على نفس النهج الذي اتبعه في تقديم أفلام المغامرات معتمدا على سيناريو كتبه سوان فنجان وفريجي ماكسويل باركر، حيث تدور معظم أحداث فيلم "المهرب"، من إنتاج وارنر براذرز، في إطار أفلام سباقات السيارات.

كما أن غالبية مشاهد الفيلم تتم في السيارة، لتزيد صعوبة الحبكة خاصة مع اكتشاف المزيد من تفاصيل العلاقة المركبة بين البطل والخاطف من ناحية وبين البطل والفتاة الشابة التي اقتحمت حياته من ناحية أخرى إلى تتكامل خيوط الأحجية.