تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


اليمن يوقف بث قناة عدن "الانفصالية" ويعيد بث محطة عدن "الوحدويـة" مكان اليمانية الرسمية




صنعاء – الهدهد – ياسر العرامي - تمكنت السلطات اليمنية من إيقاف بث قناة "عدن" الانفصاليـة بعد أن مارست ضغوط على الشركة المالكة للقمر الصناعي "أتلانتك بيرد" التي كانت تبث القناة عبره ويتم استقطابها في الوقت ذاته عن طريق مدار قريب من "النايل سات". في وقت أقرت الحكومـة اليمنية تغيير اسم قناة "يمانية" وهي إحدى القنوات الرسميـة التي تشرف عليها وزارة الإعلام وتسميتها قناة عدن


شعار قناة عدن الرسمية
شعار قناة عدن الرسمية
وكانت قناة "عدن" التابعة لقوى الحراك الذين يدعون لانفصال جنوب اليمن عن شماله، قد بدأت البث من لندن عبر قمر "أتلانتك بيرد" الذي يستقطبه أيضاً "نايل سات"، مطلع يناير الماضي، وهو الأمر الذي مكن غالبيـة اليمنيين الذين يمتلكون أجهزة ستلايت من مشاهدتها وأدى إلى إنزعاج السلطات اليمنية وقطاع واسع من فئات الشعب اليمني، خصوصاً وأن القناة تتبنى لغة انفصاليـة وتثير المناطقيـة كما تحرض على طرد وقتل أبناء الشمال في المحافظات الجنوبيـة، ولو بشكل غير مباشرة عن طريق اتصالات تتلقاها القناة من أنصار الحراك.

وفيما اتهمت إدارة القناة السلطات اليمنية بالقيام بما وصفتها "مؤامرة دنيئة" مع الشركة المستضيفة للقناة أدى إلى إيقافها. نقلت صحيفـة الجيش عن مصادر مطلعة قولها "إن قرار إيقاف القناة جاء كثمرة لجهود قامت بها جهات حكومية و محامون ومغتربون يمنيون في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والذين تقدموا بشكاوى حول قيام تلك القناة ببث الكراهية والتحريض على العنف وإثارة النعرات الطائفية والمناطقية والأحقاد بين أبناء الشعب اليمني والترويج للقتل والأعمال التخريبية والإرهابية".

وأضافت "إن قناة عدن الانفصالية كانت تبث بصورة مخالفة للقوانين المنظمة للبث الفضائي في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا".

وقالت صحيفة الجيش إن "قرار إيقاف بث القناة الذي كان يلتقط في مدار قريب من النايل سات قوبل بارتياح بالغ من قبل كثير من المواطنين اليمنيين في الداخل والخارج نظرا لما كانت تبثه هذه القناة من سموم وأحقاد وتحريض على العنف والتخريب والفتنة بين أبناء اليمن واستهداف وحدتهم الوطنية،وحيث كان يلقى بث هذه القناة الكثير من الاستهجان والازدراء لما تحويه من سخف وتفاهة وإثارة للنعرات المناطقية والأحقاد.

أما القناة فقالت في بيان صادر عن إدارتها وذيل باسم "عبدالناصر الجعري" والذي يعتقد أنه أحد العاملين فيها "ان ما تعرضت له قناة عدن من خلال ابتزاز وضغوط نظام صنعاء اليمني الفاسد لشركات البث الفضائي لن يثنينا عن مواصلة رسالتنا الإعلامية ولن تنقصنا الوسائل لعبور هذا التحدي" وأضاف "نحن ندرك أن صراعنا مع ما أسماه نظام الاحتلال اليمني متعدد الوجوه سياسياً وإعلامياً وثقافياً وأخلاقياً.

ورغم أن القناة فشلت – بحسب مراقبين – في أدائها خلال الفترة الماضية، ولم تستطع الإسهام في تعزيز حضور الحراك الجنوبي إعلامياً على النحو الذي كان يفترض أن تقوم بـه، وذلك بسبب ركاكـة ما تقدمه، وعدم امتلاكها طاقم مهني محترف، إلا أنها كانت تحظى بمتابعة قطاع واسع خصوصاً في بعض المحافظات الجنوبيـة.

بينما اعتبر آخرون اعتماد القناة على جهود شخصيـة سبباً في فشلها، وقالت مصادر مقربة من الحراك لـ"الهدهد الدولية" إن القناة يمولها شخص يدعى صالح اليافعي وهو أحد أبناء محافظـة لحج المغتربيـن خارج اليمن، في حيـن أن قيادات في الحراك نفسـه عبرت في أوقات سابقة عن رفضها لأداء القناة، وكان أبرزهم القيادي البارز صلاح الشنفرة وهو نائب رئيس ما بات يعرف بـ"مجلس قيادة الثورة السلمية في الجنوب" الذي قال في تصريحات صحافية " إن هذه القناة لا تمثلنا ولا تمثل أبناء الجنوب". واتهم الشنفرة القناة والقائمين عليها بخدمـة أجندة أخرى، وأضاف "لا نعرف من يقف وراء هذه القناة ولا من يدعمها، لكن بالـتأكيد لا تهم من يدعمها قضية الجنوب بل أنه يخدم السلطة ويرفض أن يبث فعالياتنا وأنشطتنا".

وفي سياق سعي السلطة اليمنية لتضييق الخناق على قناة عدن الانفصالية، قال رئيس قناة يمانية الفضائية الدكتور خالد عبدالكريم إن القناة تعمل على استكمال الإجراءات بتنفيذ التوجيهات المتعلقة بتغيير اسم قناة يمانية، وتسميتها , (قناة عدن) وبثها على القمر (نايل سات) إلى جانب القمر السابق (عربسات بدر4).

وتعد قناة يمانية إحدى قنوات اليمن الرسميـة التي تشرف عليها وزارة الإعلام، واللافت للانتباه إن هذه القناة كانت هي نفسها تلفزيون "عدن" الذي له تاريخ عريق ويعد واحداً من طليعة التلفزيونات العربيـة حيث تأسس عام 1964م، حتى جاء العام 2008 وأطلقت اليمن قناتين فضائيتين جديدتين هما "الإيمان" الدينية، و"سبأ" الشبابية وذلك إلى جانب القناة الأولـى "اليمن" وتم في العام ذاته تحويل تلفزيون "عدن" الذي كان يبث أرضياً إلى قناة فضائية وتغيير اسمه إلى "يمانية".

ولاقى هذا التغيير في حينه انتقاداً واسعاً من مختلف الأطياف اليمنية نتيجة للمعزة التي يكنها اليمنيون لمدينة عدن التاريخ والحضارة وعاصمة اليمن الاقتصادية، ولم تلتفت السلطات الرسمية لهذا الأمر حتى جاء اليوم الذي تقتنع بخطأ محاولة طمسها اسم "عدن" التلفزيون، وتنوي تكفيره الآن، لكن فيما يبدو ليس حباً في "عدن" المدينة وإنما نكايـة بـ"عدن" القناة الانفصالية.

ولفت رئيس قناة يمانية إلى أن "التوجهات لإعادة تسمية القناة بـ"عدن" قوبلت بترحيب وارتياح شديدين من قبل العاملين والمنتسبين للقناة والمبدعين والشخصيات الاجتماعية والمدنية المختلفة في المحافظة"، مشيرا إلى أنه يجري حاليا الإعداد لهوية مرئية وموسيقية لهذه القناة تتناسب مع التسمية الجديدة التي من المتوقع أن تظهر بها خلال الفترة القادمة.

وقال "أن قناة عدن هي قناة يمنية وطنية عامة ذات توجهات اقتصادية وثقافية وسياسيه"، متوقعا أن تكون القناة الأكثر مشاهدة بين القنوات اليمنية لما تمتلكه من كواد وقدرات وخبرات متراكمة لأكثر من 45 عاما، بالإضافة إلى الاسم الجديد ووجودها على قمرين عالميين.

يشار إلى أن اليمن لا تسمح بحق امتلاك وإنشاء القنوات الفضائية والإذاعات للمؤسسات والأفراد من غير الجهات الحكوميـة، وحينما لجأ البعض إلى إطلاق قنوات من خارج البلاد، سارعت الحكومـة إلى مضايقتها بأي وسيـلة كانت، فإلى جانب ما قامت به تجاه "عدن" الانفصالية، كانت قد عمدت إلى إطلاق قناة "سبأ" الشبابية بعد تردد المعلومات منتصف العام 2008 عن إطلاق رجل الأعمال المعروف والقيادي في المعارضـة الشيخ حميد الأحمر لقناة فضائية تحت ذات المسمى الذي يعد اسماً تجارياً معروفاً لبعض شركاته الاستثماريـة في اليمن كـشركة "سبأفون" للاتصالات، وبنك سبأ الإسلامي.

وعلى إثر ذلك لجأ الشيخ الأحمر مطلع العام الماضي إلى إطلاق قناته تحت مسمى "سهيل" بعد استحواذ السلطة على اسم "سبأ"، وتعد قناة "سهيل" التي تبث من العاصمة البريطانية لندن هي القناة اليمنية الوحيدة التي لا تتبع السلطات الرسمية إلى جانب قناة "السعيدة" التي تبث من القاهرة، ويمتلكها رجال أعمال يمنيون

ياسر العرامي
الثلاثاء 9 فبراير 2010