
وتقول فتاة تعمل بائعة في متجر للملابس في بلدة كوفار تعليقا على الصورة الفوتوغرافية القديمة بالأبيض والأسود التي يمكن رؤيتها معلقة على جدران كثير من المتاجر ومحلات بيع الهدايا التذكارية في هذا البلدة الواقعة في مقاطعة جنوب تيرول إن هذا هو الحال الذي كانت عليه المنطقة منذ أكثر من 70 عاما، ويبدو كما لو أن سكان وادي ألتا باديا الذي يتسم بجمال رائع لا يزالون غير قادرين على أن يتفهموا تماما مدى التغيير الذي لا يصدق والذي طرأ على منطقتهم الواقعة في جبال الدولومايت في الشمال الشرقي من إيطاليا.
وخلف فندق لا بيرلا الفاخر مباشرة يقف مثل تذكار من عصر آخر من التاريخ منزل بمزرعة يمكن اعتباره نموذجا للطراز القديم، وظل المنزل بدون سكان منذ وفاة آخر مالك له، والآن اشترى صاحب الفندق هذا المنزل ذي المزرعة وحوله إلى مكان لتمضية الأمسيات الفلكولورية.
ويرشد شتيفان ماير الموظف بالفندق الزوار عبر الغرف الريفية بينما تطقطق الألواح الخشبية بالأرضية تحت وقع أقدامه وهو يتقدم مارا بالأركان المنعزلة والأرائك الخشبية الثقيلة الموضوعة قبالة فرن مشيد من الأحجار.
غير أنه في الأيام الخوالي حتى في أشهر الصيف كان من النادر أن يكون لدى المزارعين في المنطقة الجبلية وقت فراغ، ولا تبدي روبرتا رينا التي تدير فندقا من ذوي النجوم الأربع في قرية لا فيلا المجاورة حنينا أو أسفا على هذه السنوات الماضية التي تم إضفاء كثير من المشاعر الرومانسية عليها قبل أن تكتشف صناعة السياحة منطقة الدولومايت.
وتتذكر رينا هذه الأعوام وتصفها بأنها كانت أوقاتا صعبة خاصة بالنسبة لأمها، وتقول إنه بعد وفاة أبيها كان على أمها أن تطعم أربعة أطفال معتمدة على نفسها، وتضيف إنها يمكن أن تتذكر أنه مرت عليهم أيام لم يكن لدى الأسرة فيها طعام كاف ليأكلوه.
ومع " المعجزة الإقتصادية " الألمانية في نهاية فترة الخمسينيات من القرن الماضي بدأ السياح في الظهور، ومع هذا التطور جاء معه قدر من الرخاء إلى إقليم الدولومايت الجبلي.
وعند العودة إلى الماضي يمكن تذكر أغنية مغنية البوب كاترينا فالنتي التي تقول فيها : " تعالوا قليلا إلى إيطاليا ، تعالوا قليلا إلى البحر الأزرق "، وغالبا ما يمر كثير من السياح الذين يتوجهون إلى الشواطىء الإيطالية عبر وادي ألتا باديا، وكانت الرحلة وقتذاك تدخل في باب المغامرة حيث أن هذا الوادي كان يمكن الوصول إليه فقط من الشمال عبر طريق وادي جاديرتال الذي تم شقه من نحو مئة عام.
ويمكن أن يقدم وادي ألتا حتى اليوم الشكر لموقعه النائي لاحتفاظه بشخصيته الخاصة وفوق كل شيء بالطبع اللغة المحلية وهي اللادن، ومن الواضح أن هذه اللغة ترتبط بشكل وثيق بالإيطالية وإن كانت تحتوي على بعض الكلمات التي يرجع أصلها إلى اللغة الألمانية القديمة.
واليوم تقوم عائلة ناجلر بدور المضيف للسياح وسط مناظر من الأرفف التي تحتشد فوقها أطباق عتيقة وصور العائلة بينما يوجد تمثال للمسيح على صليب خشبي في أحد الأركان، ويقدم أفراد العائلة أطعمة محلية مصنوعة في البيت وهي أطباق شهية ومشبعة، ويمكنك البدء بالحساء يليه طبق السبانخ مع كعك صغير مغطى بالكريمة ومقلي في الزبد البني اللون ومعجنات إيطالية باللحم إلى جانب مخلل الملفوف وفطائر الجلاش المغطاة بالحلوى وكعكة التفاح.
وتشتهر مقاطعة جنوب التيرول الواقعة في الشمال الإيطالي بالمأكولات اللذيذة مثلما يشتهر الشتاء بالثلوج ليس فقط في الوادي وإنما في المنطقة الجبلية أيضا، وعندما يتوق هواة التزلج إلى تناول شيء مثل النقانق والبطاطس المقلية بعد ممارسة الرياضة الشاقة في الصباح فلن يجدوا مجرد أطعمة بسيطة مثل تلك الشائعة في الحانات.
وتحبذ مقاطعة جنوب التيرول بشكل أكثر المطبخ الإيطالي الفاخر الذي يعجب ذواقة الطعام، ولذلك فليس من المدهش أن توجد بكل كوخ بسيط للاستراحة على جانبي جبل منطقة التزلج قائمة طعام ذات مستوى عال تحتوي على أطباق متنوعة.
وفي وادي ألتا باديا يعد المزج بين الترفيه والأطعمة الشهية نوعا من التراث، وخلال موسم الشتاء 2012 /2011 تم تنفيذ برنامج " التزلج مع البهجة " للمرة السابعة، ويتم عرض أطعمة شهية على ارتفاع 2000 متر داخل عشرة أكواخ مختارة للأطعمة على جانبي جبل التزلج، ويأتي كبار الطهاة من النمسا وسلوفينيا وسويسرا وألمانيا لإعداد طبق خاص لكل مطعم.
وخلف فندق لا بيرلا الفاخر مباشرة يقف مثل تذكار من عصر آخر من التاريخ منزل بمزرعة يمكن اعتباره نموذجا للطراز القديم، وظل المنزل بدون سكان منذ وفاة آخر مالك له، والآن اشترى صاحب الفندق هذا المنزل ذي المزرعة وحوله إلى مكان لتمضية الأمسيات الفلكولورية.
ويرشد شتيفان ماير الموظف بالفندق الزوار عبر الغرف الريفية بينما تطقطق الألواح الخشبية بالأرضية تحت وقع أقدامه وهو يتقدم مارا بالأركان المنعزلة والأرائك الخشبية الثقيلة الموضوعة قبالة فرن مشيد من الأحجار.
غير أنه في الأيام الخوالي حتى في أشهر الصيف كان من النادر أن يكون لدى المزارعين في المنطقة الجبلية وقت فراغ، ولا تبدي روبرتا رينا التي تدير فندقا من ذوي النجوم الأربع في قرية لا فيلا المجاورة حنينا أو أسفا على هذه السنوات الماضية التي تم إضفاء كثير من المشاعر الرومانسية عليها قبل أن تكتشف صناعة السياحة منطقة الدولومايت.
وتتذكر رينا هذه الأعوام وتصفها بأنها كانت أوقاتا صعبة خاصة بالنسبة لأمها، وتقول إنه بعد وفاة أبيها كان على أمها أن تطعم أربعة أطفال معتمدة على نفسها، وتضيف إنها يمكن أن تتذكر أنه مرت عليهم أيام لم يكن لدى الأسرة فيها طعام كاف ليأكلوه.
ومع " المعجزة الإقتصادية " الألمانية في نهاية فترة الخمسينيات من القرن الماضي بدأ السياح في الظهور، ومع هذا التطور جاء معه قدر من الرخاء إلى إقليم الدولومايت الجبلي.
وعند العودة إلى الماضي يمكن تذكر أغنية مغنية البوب كاترينا فالنتي التي تقول فيها : " تعالوا قليلا إلى إيطاليا ، تعالوا قليلا إلى البحر الأزرق "، وغالبا ما يمر كثير من السياح الذين يتوجهون إلى الشواطىء الإيطالية عبر وادي ألتا باديا، وكانت الرحلة وقتذاك تدخل في باب المغامرة حيث أن هذا الوادي كان يمكن الوصول إليه فقط من الشمال عبر طريق وادي جاديرتال الذي تم شقه من نحو مئة عام.
ويمكن أن يقدم وادي ألتا حتى اليوم الشكر لموقعه النائي لاحتفاظه بشخصيته الخاصة وفوق كل شيء بالطبع اللغة المحلية وهي اللادن، ومن الواضح أن هذه اللغة ترتبط بشكل وثيق بالإيطالية وإن كانت تحتوي على بعض الكلمات التي يرجع أصلها إلى اللغة الألمانية القديمة.
واليوم تقوم عائلة ناجلر بدور المضيف للسياح وسط مناظر من الأرفف التي تحتشد فوقها أطباق عتيقة وصور العائلة بينما يوجد تمثال للمسيح على صليب خشبي في أحد الأركان، ويقدم أفراد العائلة أطعمة محلية مصنوعة في البيت وهي أطباق شهية ومشبعة، ويمكنك البدء بالحساء يليه طبق السبانخ مع كعك صغير مغطى بالكريمة ومقلي في الزبد البني اللون ومعجنات إيطالية باللحم إلى جانب مخلل الملفوف وفطائر الجلاش المغطاة بالحلوى وكعكة التفاح.
وتشتهر مقاطعة جنوب التيرول الواقعة في الشمال الإيطالي بالمأكولات اللذيذة مثلما يشتهر الشتاء بالثلوج ليس فقط في الوادي وإنما في المنطقة الجبلية أيضا، وعندما يتوق هواة التزلج إلى تناول شيء مثل النقانق والبطاطس المقلية بعد ممارسة الرياضة الشاقة في الصباح فلن يجدوا مجرد أطعمة بسيطة مثل تلك الشائعة في الحانات.
وتحبذ مقاطعة جنوب التيرول بشكل أكثر المطبخ الإيطالي الفاخر الذي يعجب ذواقة الطعام، ولذلك فليس من المدهش أن توجد بكل كوخ بسيط للاستراحة على جانبي جبل منطقة التزلج قائمة طعام ذات مستوى عال تحتوي على أطباق متنوعة.
وفي وادي ألتا باديا يعد المزج بين الترفيه والأطعمة الشهية نوعا من التراث، وخلال موسم الشتاء 2012 /2011 تم تنفيذ برنامج " التزلج مع البهجة " للمرة السابعة، ويتم عرض أطعمة شهية على ارتفاع 2000 متر داخل عشرة أكواخ مختارة للأطعمة على جانبي جبل التزلج، ويأتي كبار الطهاة من النمسا وسلوفينيا وسويسرا وألمانيا لإعداد طبق خاص لكل مطعم.