تلميذ الساحر ..... كتاب يحلل شخصية المتطرف الهولندي فيلدرز صاحب فيلم فتنة

منذ أعوام يعتبر فيلدرز الولد الشقي في المجلس النيابي وذلك بسبب تصريحاته السياسية الجريئة والمخالفة للمعايير السياسية السائدة بين السياسيين الهولنديين. سعى فينييما في كتابه لمعرفة أسباب إتباع فيلدرز هذه اللهجة الشديدة.

خسائر فادحة
يعتبر فنييما أن فيلدرز يمارس نظرته القائلة بان كل إنسان له الحق أن يعبر عن أفكاره بحرية وكما يشاء. لذلك يجلب لنفسه العداء الشديد ولديه ثمانية حراس لحمايته الشخصية. هذا ثمن باهظ عليه أن يدفعه وهذا ما جعله يصبح اصلب من السابق كما يقول أستاذ العلوم السياسية فنييما.
"هذا ما يدعو للتعاطف معه. إذ أصبح ضحية استخدامه حقه بحرية التعبير.

هاري بوتر
عنوان الكتاب يشير إلى قصص مثل قصة الساحر مرلاين وقصة هاري بوتر. تلميذ الساحر الذي يتدرب على يد معلمه ولكنه لم ينه تدربه بعد. يعتبر فنييما أن أستاذ فيلدرز الكبير هو الزعيم السابق للحزب الليبرالي فريتس بولكستين، وهو الرجل الذي جلب فيلدرز عام 1990 إلى العمل السياسي في لاهاي.

لم يهتم بولكستين بالانخراط بالحياة السياسية المسيطرة في لاهاي، بل كان يطرح أفكاره السياسية خارج المحيط النيابي وينتظر بعدها ما ستؤول إليه المناقشات النيابية. أعجب فيلدرز بأسلوب بولكستين، إضافة إلى كون بولكستين كان يعمل في إطار الجناح الأيمن داخل الحزب الليبرالي، حيث كان فيلدرز يشعر بالانتماء الكامل.

المعلم
أفسح المعلم المجال الواسع لتلميذه في التسعينات ليتطور ويصبح ممثلا لحزب ف ف ده في المجلس النيابي. لكن المعلم وتلميذه لم يستطيعا الإمساك بزمام الأمور بالكامل. انتقل بولكستين في عام 1998 إلى بروكسل ليتسلم مهامه كمفوض في الاتحاد الأوروبي، إلا أن خلفه في الحزب وهو هانس ديكستل لم يكن من المعجبين بفيلدرز كما جاء في كتاب فنييما.
بعد هجمات الحادي عشر من أيلول ومقتل السياسي بيم فورتاون أصبح فيلدرز من المتمردين في الحزب. انتقال ايان هرشي علي إلى الحزب الليبرالي فتح أعين فيلدرز إلى أمكانية انتقاد الإسلام على مستوى شخصي، وجعله يتمادى كثيرا في هذا المجال.
حزبه الخاص
لم يعد بمستطاعه التراجع كما يقول فنييما، وانطلق تلميذ الساحر وتخطى معلمه في وجهات نظره في هذا المجال، معلمه الذي راقب عن بعد كيف أن تلميذه القديم أسس حزبا خاصا به وأصبح قوة أساسية في السياسة الهولندية.
وضعه الذي استوجب الحماية المشددة اثر عليه كثيرا، كما يقول فنييما ولم يهتم العديد من زملائه السياسيين لهذا الأمر، مما خلق عند فيلدرز الإحساس بالعزلة، وشعوره بعدم تضامن السياسيين معه جعله يكره النخبة السياسية في البلاد.
خلال حفل تقديم الكتاب " خيرت فيلدرز- تلميذ الساحر" أكد بولكستين ان فيلدرز لا يشكل خطرا على دولة القانون الهولندية. " لقد تحدث عن كل شيء لكنه لم يفعل شيئا". بل أن ما يهدد الأمن هو الحماية المشددة والتهديدات الموجهة إليه." بولكستين نأى بنفسه عن تلميذه ووصفه بأنه قد تجاوز الحدود