نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


جديد هوليوود...فيلم عن واقعة اختطاف سفارة اليابان في بيرو






لوس أنجليس - ليليانا مارتينيث سكاربيلليني– مع قرب نهاية فصل الصيف، تكاد تختفي الأفلام التجارية، وتبدأ دور العرض في الاستعداد لاستقبال أفلام موسم الجوائز الطامحة لنيل الأوسكار والجولدن جلوب وغيرها من التكريمات السنوية، وينضم فيلم "بيل كانتو"، من إخراج بول فيتز وبطولة النجمة المتألقة جوليان مور، إلى هذه النوعية من الأعمال.


جوليان مور
جوليان مور
 
قصة الفيلم مأخوذة عن رواية للكاتبة الأمريكية آن باتشيت بنفس العنوان، حصلت على عدة جوائز أدبية قيمة منها "جائزة أورانج للأعمال الروائية" وجائزة "ويليام فوكنر" للأدب. وقد استوحت باتشيت تفاصيل روايتها من أحداث حقيقية، وقعت عام 1996، عندما قامت جماعة ماوية متطرفة تعرف باسم "توباك أمارو"، باختطاف مقر إقامة سفير اليابان بالعاصمة البيروانية ليما أثناء حفل استقبال العيد القومي للبلد الآسيوي، واحتجزت أكثر من 160 سفيرا كرهائن كان من بينهم بالفعل السفير المصري أيضا .
على الرغم من أن القصة مستوحاة من أحداث حقيقية، إلا أنها في النهاية مجرد خيال روائي، حيث تركز على العلاقات التي تنشأ بين أفراد مجموعة المتمردين الذين اختطفوا مقر السفارة وضيوف سفير اليابان المتنفذين الذين كانوا مدعويين في الحفل، الذي أقيم في السابع عشر من كانون أول/ ديسمبر 1996، ونفذ واقعة الاختطاف 14 عشر متمردا من جماعة حركة توباك أمارو الثورية المعروفة اختصارا بـ(مارتا)، حيث احتجزوا بالإضافة إلى الدبلوماسيين الأجانب، عددا مهما من كبار مسؤولي الدولة وضباط الجيش ورجال الأعمال، وبلغ إجمالي عدد الرهائن 800 شخص وذلك في عهد الرئيس الأسبق ألبرتو فوخيموري.
أطلق سراح غالبية الرهائن وخاصة النساء وكبار السن في نفس الليلة، ولم يتبق لدى الخاطفين سوى 72 شخصا فقط، واستمرت عملية الاحتجاز 125 يوما، وتم تحرير الرهائن من خلال عملية شنتها عناصر من وحدة القوات الخاصة بالجيش البيرواني في الـ22 من نيسان/ أبريل 1997، كانت محصلتها مصرع أحد الرهائن، اثنين من عناصر القوة وجميع الخاطفين، وهو ما أثار انتقاد نشطاء حقوق الانسان آنذاك، خاصة وأنه كان من بينهم مراهقون، قتلوا بالرغم من استسلامهم لأفراد القوة.
تدور أحداث فيلم المخرج فيتز حول قصة حب ملتهبة تنمو وتشتد بين التهديدات بالقتل والمخاطر والتوتر الحادث بسبب أجواء الاختطاف. تؤدي جوليان مور، دور روكسان كوس، مطربة أوبرا أمريكية شهيرة، تأتي إلى البلد اللاتيني من أجل إحياء حفل موسيقي خاص بمناسبة عيد ميلاد رجل أعمال ياباني ثري، يؤدي دوره النجم المتميز، كين وتانابي، والذي دعا إلى الحفل مجموعة من الضيوف المميزين من علية القوم ورجال أعمال من دول أوروبية.
يجد الرهائن أنفسهم محاصرون وسط دائرة العنف والمطالب الثورية التي تنادي بها جماعة توباك أمارو الماوية اليسارية المتطرفة، ومن بينها الضغط على الحكومة المحلية للإفراج عن بعض عناصرها المحبوسين. كانت وسيلتهم الوحيدة للتواصل مع الخارج، وسيط تفاوضي من الصليب الأحمر، واستمرت عملية التفاوض شهرا، كانت فترة أكثر من كافية لتنشأ قصة الحب الملتهبة بين رجل الأعمال الياباني الثري ومطربة الأوبرا الشهيرة. يستغل المتمردون من وجود نجمة أمريكية شهيرة، فيستخدمونها كورقة ضغط مهمة للتعجيل بتنفيذ مطالبهم وإنهاء النزاع.
جاءت المحصلة، عمل قوي ملئ بالمشاعر القوية، والحس الإنساني، والانفعالات والإثارة والمغامرات، زاد من حدتها نشوء قصة حب بين المتمردة المراهقة كارمن وأحد المترجمين، مما يضطرهم بسبب توتر الأوضاع للإبقاء على علاقتهما سرية. بحسب نسخة الرواية، تنتهي هذه العلاقة بالزواج السعيد في إيطاليا بعيدا عن مشاكل بيرو بعد عدة سنوات، أما في المعالجة السينمائية، فلا يزال يتعين الانتظار للتعرف على المفاجآت التي يخبئها المخرج لجمهوره.

بالنسبة لجوليان مور، يمثل هذا الدور دفعة قوية، وبطولة جديدة تزيد من رصيد مشوارها الفني الحافل بالأدوار المهمة، والتي بالرغم من اقترابها من العقد السادس /57 عاما/ مازالت في قمة تألقها وحضورها القوي على الشاشة، بالرغم من الصعوبات التي تواجه استمرار النجوم المخضرمين على الساحة، إلا أنها وعدد قليل من النجمات، مثل ميريل ستريب، يحققن ذلك بنجاح ملحوظ. اللافت أنه في حالة مور، لم تجد نفسها مضطرة في أي وقت للتوجه إلى التليفزيون بحثا عن دور في مسلسل بدلا من البقاء في الظل، مثلما فعلت الكثيرات من أبناء جيلها بعد بلوغهن مرحلة عمرية معينة، فقد ظلت مشغولة دائما بأدوارها السينمائية.
حصلت عام 2014 على جائزة الأوسكار الوحيدة على مدار مشوارها الفني عن دورها في "مازالت أليس"، بعد ترشيحها لنيل الجائزة لأكثر من خمس مرات منذ التسعينيات. وبالإضافة إلى دورها في "بيل كانتو" من المرتقب أن يعرض لمور خلال الفترة المقبلة أكثر من عمل، أولها في مرحلة المكساج والمونتاج، ومن المقرر عرضه ضمن فعاليات مهرجان تورنتو خلال دورته الحالية، والفيلم من إخراج التشيلي سباستيان ليليو، ويشاركها البطولة كلا من جون توتورو ومايكل سيرا وبراد جاريت.
أما في الوقت الراهن، فتقوم بتصوير فيلم "مرأة في النافذة"، للمخرج جو رايت، وهو من نوعية أفلام الإثارة البوليسية، ويشاركها البطولة إيمي آدامز وجاري جولدمان، ومن المقرر عرضه في 2019. كما تشارك مور في المعالجة الحديثة لفيلم "بعد الزفاف"، الذي عرضت نسخته الأولى بنفس العنوان عام 2007. خلال مشوارها الفني قدمت النجمة الصهباء عددا من الأعمال المهمة، يبرز من بينها "الآخرون" للإسباني اليخاندرو أمينابار، و"طرق مختصرة" لروبرت ألتمان، و"لبوفيسكي العظيم"، بالإضافة إلى مشاركتها في أفلام مهمة مثل "بيكاسو المبدع المحطم" بطولة أنتوني هوبكنز في دور بيكاسو.

ليليانا مارتينيث سكاربيلليني
الاثنين 24 سبتمبر 2018