نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى


جيرالدين شابلن تعبر حقول الشيخوخة وتعتبرها وطنا بلا خريطة




بنما سيتي - استريد رين - قليلات هن الفنانات اللاتي لم يتوقفن مطلقا خلال مشوار حياتهن الفني وعلى رأسهن جيرالدين شابلن الفنانة المتميزة التي لم يتوقف عطاؤها مع السينما منذ فيلم "دكتور زيفاجو" بطولة عمر الشريف، وإخراج ديفيد لين، وحتى فيلمها الأخير لستيفن روبلن بعنوان "ماذا لو أننا نعيش جميعا معا ".


جيرالدين شابلن تعبر حقول الشيخوخة وتعتبرها وطنا بلا خريطة
جسدت جيرالدين في فيلمها أمام النجم المصري العالمي دور زوجة دكتور زيفاجو، لتثبت أنها ليست فقط إبنة أسطورة الكوميديا الصامتة الشهير شارلي شابلن، وإنما هي فنانة موهوبة لا يستطيع أحد التشكيك في ولائها للفن السابع.
تدور أحداث آخر أعمالها السينمائية حول مجموعة من الأصدقاء تتعدى أعمارهم الخامسة والستين يقررون العيش معا.
يشار إلى جيرالدين شابلن التي وقع عليها اختيار عظماء المخرجين لتعمل في أفلامهم، تتمتع بعيون مشرقة تشع منهما حيوية وطاقة خلاقة تنتقل بسهولة إلى من حولها.

عاشت ابنة شابلن 20 عاما في اسبانيا كما عملت مع كبار مخرجيها ومنهم على سبيل المثال لا الحصر كارلوس ساورا والذي ارتبطت به وكذلك المخرج الاسباني الشهير بدرو المودوبار، كما عملت أيضا تحت قيادة عدد لا بأس به من كبار المبدعين العالميين ومن بينهم على سبيل المثال الأمريكي روبرت التمان والفرنسي آلان رينيه.

وقد انتهت شابلن منذ أسابيع قليلة من تصوير فيلمها "الخشخاش " للمخرج الأرجنتيني الأصل والمقيم في الولايات المتحدة الأمريكية أوخينيو زانيتي الحاصل على الأوسكار عام 1996 لأفضل إخراج عن فيلم "التجديد" لمايكل هوفمان، حيث جسدت دور جدة عجوز لطيفة ومتعاطفة دائما تستطيع السفر عبر الزمن .

كذلك يتألق البريق في عيني شابلن وهي تحكي عن فيلمها الجديد "Spiritismes" مع المخرج الكندي مادين الذي اشتهر بأفلامه التجريبية حيث العديد منها صامت أو بالأبيض والأسود.
ربما لا يعرف الكثيرون أن شابلن والد جيرالدين وأحد أيقونات العصر الذهبي للسينما الصامتة في العالم، والذي لا تزال حركاته الهزلية السريعة تثير الضحك في الجماهير حتى الآن، ينحدر من أصول إسبانية.
في مقابلة لها مع وكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ ) على هامش مهرجان بنما السينمائي تحدثت شابلن عن حياتها وعلاقتها بوالدها ومخاوفها خاصة في هذه المرحلة المتقدمة من عمرها.

(د ب أ):قمتِ بتصوير أكثر من مئة فيلم للسينما فماذا تفعل شابلن عندما لا يكون لديها ارتباطات سينمائية وهل يكون ذلك صعبا عليك ؟
شابلن :عندما أعمل في فيلم ما ولا يكون لدي ارتباطات أخرى أظن أن هذا هو فيلمي الأخير وأنني قد تقاعدت بالفعل ولكن - تضحك - ما إن يظهر فيلم آخر حتى أبدأ من جديد.

(د ب أ):ماهي نوعية الأفلام التي تضعك على المسار الصحيح ؟.

شابلن :نادرا ما أرفض دورا. أفلام قليلة هي تلك التي رفضت المشاركة فيها. أهم ما يجذبني في الفيلم هو المخرج فإن كنت أعرفه أوافق على الفور حتى دون أن أقرا الدور الذي سألعبه. كذلك يسعدني العمل مع المخرجين المبتدئين وفي هذه الحالة فإن السيناريو هو ما يعنيني بالدرجة الأولى.

(د ب أ):إنكِ دائما ما تتحدثين بفخر عن والدك ويبدو أنك لا يزعجك السؤال عنه مثل بقية أبناء المشاهير أليس هذا صحيحا؟

شابلن :هذا صحيح أنا أحترم والدي وأشعر بالفخر دائما بأنني ابنته وأعشق الحديث عنه لقد تمردت على والدي في سن مناسبة من 14 إلى 21 وبعد تمردي كان هو دائما بطلي في الحياة كنت أتحدث كثيرا مع شارلي ووصلنا إلى حالة سلام استمرت حتى وفاته. إنني أقدره وافتخر به لقد كان رجلا عظيما وفنانا كبيرا .

(د ب أ):ما هو أكثر ما يعجبك في أفلام والدك ؟

شابلن :قصة "مسيو فيردو" التي تحكي عن رجل عمل في بنك لأكثر من 30 عاما وعند بلوغه سن الخمسين فقد وظيفته وكان لديه أسرة مما دفعه إلى قتل السيدات كبار السن الأثرياء، إنه فيلم رائع يجب عرضه على الشاشة مرة أخرى.

(د ب أ):هل كان شابلن رجلا صارما ؟

شابلن :لقد كان أبي ينتمي إلى العصر الفيكتوري وكان شديد الصرامة والحسم خاصة أنني ولدت وهو في الثالثة والخمسين من عمره.

(د ب أ):هل كنت تتمنين أن يكون أباك هو شارلوت ؟

شابلن : لقد كان أبي يتصرف في منزله كما لو كانت هناك كاميرا ت في كل أرجاء المنزل وكانت أمي هي المشاهدة الوحيدة لأدائه في المنزل. ربما كان هذا هو السبب في أنه أنجب العديد من الأبناء حتى يزيد عدد مشاهديه وعندما كنا نذهب إلى العشاء كان يضحكنا وكأننا نشاهد فيلمه "حمى البحث عن الذهب" ألف مرة.

(د ب أ):لماذا تحمل ابنتك اسم اونا ؟

شابلن : إن اسم اونا يعني أنها مميزة وهو اسم والدتي التي كانت حقا اسم على مسمى ومن الرائع أن ابنتي منذ فترة رضاعتها كانت تضحك كثيرا عند مناداتها بهذا الاسم وكأننا نداعبها به، كذلك أطلقت اسم شين على ابني وهو خالي الذي انتحر، فجدي جين اونيل كان لديه اونا وشين وقد منحت أبنائي أسماءهم تخليدا وتقديرا لعائلة أمي أما اسم شارلي فقد تم تخليده حيث قامت اختي باختيار الاسم لابنها .

(د ب أ):دائما ما تضعين حسنة تحت عينك كالأفلام الصامتة لماذا ؟

شابلن :إنها طبيعية فعندما أغسل وجهي من الماكياج تجدها. ظهرت هذه الشامة منذ كنت في الثامنة من عمري وفي فترة مراهقتي كنت أحرص على مداراتها بالمساحيق إلى أن أخبرني أحد المصورين وأنا في الثامنة عشرة أنها تميزني وتضفي جمالا على وجهي ومنذ ذلك الحين وأنا أحرص على إظهارها .

(د ب أ):بم تفسرين علاقة أفلامك الأخيرة بالشيخوخة مثل فيلم "ماذا لو نعيش جميعا معا" ؟

شابلن :عندما يتوقفون عن عرض سيناريوهات لكي أعمل في أفلام، سوف أقوم بكافة العمليات الجراحية لاستعادة شبابي بدءا من ركبتي إلى كافة تجاعيد جسدي ولكن حقيقة الأمر أنني منذ بدأت أشيخ وأنا أعمل أكثر لقد مثلت شخصية الجدة على اختلاف تفاصيلها الجدة المرحة والعنيفة حتى الجدات السيئات قد قمت بأدوارهن، ثم مثلت أفلام رعب فمثلت دور عجوز من أكلة لحوم البشر تأكل أعضاء الأطفال.

تختم شابلن حديثها ضاحكة "الأمر ليس سيئا في كل مرة، وطالما أن الشيخوخة تجلب لي المزيد من الأدوار فلا بأس بها. إنني أكره الشيخوخة فهي مثل وطن بلا خرائط أو ملامح، هي فقط طريق إلى الموت ولا تصدق أن الحكمة مع كبار السن فالذكاء كل الذكاء يحظى به الشباب".

استريد رين
الثلاثاء 3 سبتمبر 2013